ملفات

«الوهابية».. النشأة، التحولات، الخطر الماثل

الوهابية التي لا تعرفها، والتي تبرا منها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

 

محمد بن عبد الوهاب حرص علي عدم نشر أفكاره الخطرة الا بعد وفاة والده خوفا من عقابه

 

عائلة محمد بن عبد الوهاب لم تسلم من إباحته القتل والسلب، فاغتال رسول أخيه الذي أدان مذهبه

 

ابن عبد الوهاب اعتبر المسلمين خارج مذهبه كفارا مباحا غزوهم وغنم أموالهم وأسر نسائهم

 

ابن تيمية ألهم بن عبد الوهاب الجمع بين المصحف والسيف، والاخوان المسلمون اتخذوه شعارهم

 

5700 قتيل، و27 عاما من الحصار لم تردع بن عبد الوهاب عن الاستيلاء علي الرياض

 

الوهابية تتحول لقوة مخيفة تحت تصرف الغرب بعد انهيار الدولة العثمانية

 

 

محمد بن عبد الوهاب

تقديم الدراسة

«الوهابية المفاصلة».. ملهمة حركات العنف الإسلامي المعاصر

   ربما لم يختلف المسلمون؛ سواء من الناس العاديين أو من المفكرين، على شيء أكثر من اختلافهم على “الوهابية”. فأنصارها يرون أنها أعادت الإسلام والمسلمين إلى طريق الإيمان الصحيح، بينما يراها غيرهم فهما مغلوطا ومنغلقا للإسلام انتهى بالمسلمين إلى ما وصلوا إليه اليوم من اخفاق وفشل. ولكن رغم الاختلاف يتفق الجميع أن هذا التيار كان – ولايزال – أحد المحركات والمؤثرات الأساسية التي أسهمت في تشكيل العقل والسلوك الاجتماعي والسياسي لقطاع كبير من المسلمين شرقا وغربا منذ أن جاهر مؤسسه محمد بن عبدالوهاب بمشروعه عام 1740 م.

بعد كل ما كتب عن الوهابية، وهو كثير، تنشر “أصوات” هنا رؤية جديدة للدكتور كمال حبيب، تسلط الضوء على عدد من الاكتشافات الجديدة لجوهر الوهابية وطبيعتها. الاكتشاف الأول هو اكتشاف “الوهابية” باعتبارها “حركة مفاصلة”، بمعنى أن الأكثر أهمية ليس الاختلاف أو الاتفاق مع الوهابية في هذا التفسير أو ذاك الرأي في الدين، لكن الأهم أنها وضعت اللبنة الأولى في الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر لمبدأ رفض ما  كان قبلها من مسارات اجتهادية وفقهية حين اعتبر مؤسسها أنه اكتشف إسلاما جديدا مختلفا عما عرفه معاصروه وسابقوه من المسلمين، وأن ممارساتهم قبل تلك اللحظة الاستثنائية كانت جاهلية ولا تمت للإسلام الصحيح بصلة. ومنذ هذه اللحظة التاريخية أسس عبدالوهاب التبرير الديني لحق استخدام العنف ضد الآخر المسلم.

الاكتشاف الثاني في هذه الدراسة حسب تفسير حبيب، هو لجوء الوهابية لتسويغ هذا العنف والقتل باعتباره “عودة لنفس المسلك العربي ذي الطابع البدوي قبل الإسلام القائم علي فكرة الإغارة والسلب والنهب لتحقيق المكاسب، ولكن هذه المرة مدعوما بغطاء أيديولوجي ديني وقوة سياسية طامحة أن تكون تعبيرا عن إمامة سياسية تبسط يدها علي كامل الجزيرة العربية، وما حولها من بلاد الإسلام بعد ذلك”، حيث بدأ محمد بن عبد الوهاب مشروعه بإعلان الجهاد على كل من خالف دعوته، وكان يغزو البلدان المجاورة لتلك التي دانت له حول الدرعية (منشأ دعوته) بل أن عملية الهجوم المتتالي علي الرياض استمرت سبعا وعشرين سنة وقُتل فيها أربعة آلاف رجل من أهل الرياض وألف وسبعمائة من المسلمين، باعتبار أن أهل الرياض مشركين ومرتدين، وفقا لابن بشر.

ويضيف د. كمال حبيب أنه وكنوع من تجاوز المحلية وتهديد حالة الإقليم المجاور بدافع الدينامية الجهادية والدينية التي توجه الحركة، فإن الوهابيين منعوا الحج المصري والشامي والمغربي، بل ومنعوا الحجاج القادمين من اسطنبول عاصمة الخلافة، واعتبروا كل هؤلاء محاربين للدعوة الوهابية وغير داخلين في معنى المسلمين كما تفهمه  الوهابية”.

تطور آخر يرصده الكاتب حول نشوء حركة الإخوان السعوديين عام 1910 والتي بلغ عدد المنتمين لها في بعض التقديرات مائة وخمسين ألفا، لقد ارتكبت هذه القوة الإخوانية مجازر مروعة في الطائف وفي الحجاز وعلي حدودها قبل فتحها لم تلتزم فيها المعايير الإسلامية فكانت تقتل الجميع دون تمييز. ووصل الأمر بهذه القوة إلى حد منع  المحمل المصري من الدخول إلي مكة كما هاجمت معسكره واضطر المصريون أن يطلقوا النار عليهم، وذلك بسبب ما اعتبره الوهابيون خروجا علي الدين حيث كانت تصاحب المحمل آلات موسيقية ذات طابع ديني ابتهاجا بالحج، ما وتر العلاقات بين البلدين لعشر سنوات تالية.

من الصعب فهم استخدام هذا المستوى من العنف ضد المسلمين، حتى لو كانوا من نفس المذهب، دون إدراك أن هؤلاء اعتبروا كل المسلمين الآخرين “كفارا”، كما اعتبروا أهل العراق والأردن والعراق ومصر كفارا  أيضا، وكانوا يهاجمون البلدان المجاورة حتي  وصلوا إلي شرق الأردن، واعتبروا الكويت مرتعا للخطيئة وكان من يذهب منهم رجالا ونساء إلى هناك ثم يعود يتم حجزه وامتحانه قبل أن يختلط بالناس في الهجر المقامة لأولئك المتشددين”.

الحركة الوهابية هنا، في رأى الكاتب، لا تجتهد للأمة وإنما تجتهد في مواجهتها، وبدلا من السعي لاستصحاب أصل الإسلام للناس ومجادلتهم بالحسنى فيما تراه خطأ في سلوكهم فإنها تعتبر أن الناس قد أطبق الشرك علي سلوكهم وأصبحوا خارجين عن الإسلام، ومن هنا نشأت نزعة استسهال وتسويغ تكفير المسلمين التي تأثر بها أبوالأعلى المودودي في شبه القارة الهندية كما تأثر بها حسن البنا ثم سيد قطب في مصر، كما مثلت الأساس الفكري لكل روافد الحركة الإسلامية التي تورطت في ممارسة الإرهاب باسم الإسلام حتى يومنا هذا.

أصوات أونلاين

 

«الوهابية».. النشأة، التحولات، الخطر الماثل (1)

«الوهابية».. النشأة، التحولات، الخطر الماثل (2)

«الوهابية».. النشأة، التحولات، الخطر الماثل (3)

كمال حبيب

أكاديمي مصرى متخصص فى العلوم السياسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock