فن

عارفة عبد الرسول.. نجومية ما بعد الستين

في تاريخ فن التمثيل بمصر فنانون لم ينالوا شهرتهم مبكرا، وأدركتهم النجومية متأخرة بعد سن الخمسين، وأحيانا كان اكتمال لمعانهم بعد الستين، مثل حسن حسني، ولطفي لبيب، وأحمد خليل، ويوسف داوود، سيد رجب، وغيرهم. وأخيرا الممثلة عارفة عبد الرسول التي لفتت أنظار كل من تابع أداءها المتفرد في العديد من الأعمال.

لطفي لبيب                 حسن حسني                 ليلى عز العرب                 حسن كامي                    سيد رجب

طاقة أمل هائلة تختزنها عارفة عبد الرسول، تفتح لها آفاق المستقبل بلا حدود، تحلم لنفسها بجائزة الأوسكار، وتنتظر نقلات فنية نوعية وأدوارا أكبر وأهم. عارفة نشأت في حي الحضرة بالإسكندرية، وتزوجت وأنجبت وكبرت، ومارست الفن وتم اعتمادها في إذاعة الإسكندرية منذ عام 1976، وظلت بعدها قيد الفن، تحكي وتمثل، وتميزت بملامحها الخاصة وأدائها السلس.

عارفة عبد الرسول طفلة

عارفة عبد الرسول “طفلة”

زواج عارفة من الفنان المخرج مصطفى درويش، وفر لها أجواء أسرية مناسبة لمواصلة مشوارها الفني، مع تفهم الزوج لطبيعة عملها الصعبة وحرصه المستمر على حفزها وتقديم النصح لها. في سن الثانية والخمسين، انتقلت عارفة إلى العاصمة، والتحقت بفرقة الورشة التي يقودها الفنان حسن الجريتلي، الذي ما زالت تعتز بدوره في إرشادها وصقل موهبتها الفنية.

اشتهرت عارفة بحكايتها الأثيرة “حكايات بنت البقال”، التي شاع أنها حكايات مرتبطة بشخصيتها الواقعية وليست منفصلة عنها. بعدها بدأت تلعب أدوارا صغيرة لكنها مؤثرة، منها دورها في مسلسل “أبواب الخوف”، وغيره من الأعمال، ولفتت الأنظار في العديد من أدوراها، وأبرزهم دور بسيمة في مسلسل “لا تطفئ الشمس”.

مشهد من مسلسل الميزان

تنوعت أدوارها بين التراجيديا والكوميديا في المسرح والسينما والدراما التلفزيونية والإذاعية على مدى العقود الأخيرة، ومن أشهرها: مسرحية أوليفر تويست، فيلم عيار ناري، ومسلسلات موجة حارة، البيوت أسرار، استيفا، الكبريت الأحمر، أفراح القبة، الخانكة، الميزان، عائلة زيزو، لا تطفئ الشمس، الوصية، أبو عمر المصري.

مشهد من مسلسل أبو عمر المصري

عارفة عبد الرسول بإصرارها وعزيمتها القوية باتت مثلا يحتذى به في الصبر وقهر الصعاب والسعي الحثيث إلى النجاح والتشبث بالفرص مهما تكن بسيطة والوفاء لمهنة اختارتها لنفسها بمحبة ورضا، كما أن رحلتها الحافلة بأدوار مميزة عديدة تثبت دوما أنه لا توجد سن يأس في مجالات الفن التي تشحن الموهبة الحقيقية بالتحدي الخلاق.

فيلم روائي قصير

عبد الرحيم طايع

شاعر وكاتب مصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock