الحدث

بعد تسليمه لمصر.. ماذا يملك «هشام عشماوي» في عقله المفخخ؟

في 28 مايو الماضي استعادت المخابرات العامة المصرية هشام عشماوي أمير تنظيم المرابطين إلى مصر، والذي  تم القبض عليه في ليبيا  في شهر أكتوبر من العام الماضي، حيث سيخضع للتحقيق معه ثم محاكمته على الجرائم العديدة التي ارتكبها، وقد أصبح التساؤل الأهم الذي يشغل بال الجميع حاليا عن حجم المعلومات التي يملكها هذا الإرهابي البارز باعتباره أحد مؤسسي العنف والعمل المسلح في مصر في مرحلة ما بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.

 بعبارة أخري -ورغم اختلاف السياق التاريخي بين إرهاب الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي ،وارهاب الألفية الثانية – هل يمكن أن يحقق القبض علي عشماوي ذات التحول التاريخي في القضاء علي منظمات الاٍرهاب، كما حدث عند القبض علي طلعت ياسين همّام المسؤول العسكري للجماعة الاسلامية، والذي كان بمثابة نقطة تحول جذرية بكنز المعلومات التي وجدت لديه، وكان الأمن المصري حتي وقتها بعيدا عن إدراك الهيكل التنظيمي والعنفي لهذه الجماعة؟، وهل المعلومات التي سيتم  الحصول عليها من عشماوي كفيلة بتحقيق نجاح ساحق للدولة المصرية في القضاء علي الاٍرهاب في سيناء والصحراء الغربية كما حدث لدولة مبارك مع الجماعة والجهاد آنذاك بعد طلعت ياسين همام، وما تلاه من القبض على عدد من قادة الجناح العسكري للجماعة الإسلامية ،والذين باعترافاتهم نجح الأمن المصري في تفكيك الجناح العسكري للجماعة الإسلامية بالكامل والقبض على معظم قادتها  وإيداعهم السجون حتى أطلقوا مبادرة وقف العنف عام 1997؟، أي هل يكون القبض على «عشماوي» هو الطريق إلى إنهاء الإرهاب الحالي فى مصر؟.

طلعت ياسين همّام

«حسام خميس».. شبيه عشماوي

  موقع «أصوات أونلاين» طرح هذا السؤال على أحد قادة العنف والعمل المسلح في مصر سابقا، وأحد أهم نابذي الإرهاب الآن (الشيخ عوض الحطّاب) القيادي التاريخي بالجماعة الإسلامية، الذي قال: «أولا: أهمية وجود هشام عشماوي فى قبضة الأمن كبيرة جدا حيث أنه يعتبر ضربة قاصمة للدول التي تمول الإرهاب، والتي أصبحت غير قادرة على حمايته بعد أن ساهمت في تهريبه إلى ليبيا، وأعتقد أن التحقيقات مع عشماوي ستفضح هذه الدول وستضعها في موقف صعب أمام المجتمع الدولي، كما أرى أن هذا التسليم سيتسبب في موجة رعب لدى كل الإرهابيين المختبئين في مصر، خاصة أن أحد رؤوسهم هشام عشماوي يعرف الكثير عنهم ومن الممكن أن يبلغ عنهم جميعا ويضع حبال المشانق حول أعناقهم.

نتيجة بحث الصور عن الشيخ عوض الحطّاب

الشيخ عوض الحطّاب

ويرى الحطّاب أن عشماوي أهم بكثير جدا بل وبآلاف المرات – من وجهة نظره – من طلعت ياسين همام أحد قادة العنف في مصر في تسعينات القرن الماضي عندما تولى مسئولية الجناح العسكري للجماعة، مشيرا إلى أن هذا الفرق الشاسع بين الثنائي يأتي – من وجهة نظره – من كون «هشام» عميلا لاستخبارات أجنبية تهدف لتفتيت مصر وتقسيمها وتقسيم كل الوطن العربي معها بعد تدميره تماما.

ويشبّه الحطاب أهمية المعلومات التي يملكها «عشماوي» والتي سيسعى الأمن المصري للحصول عليها جميعا لضرب الإرهاب في مقتل، بالمعلومات التي كان يملكها أحد قادة الجناح العسكري بالجماعة الإسلامية وهو «حسام خميس» والذي اعترف بعد القبض عليه والتحقيق معه، على كل عناصر الهيكل التنظيمي للجناح العسكري للجماعة الإسلامية مما ساعد الأمن المصري في القبض على كل قيادات الجماعة، وقد تم إعدام خميس في القضية رقم 255 لعام 94 .

تراجع الاٍرهاب في سيناء مرجحٌ بعد تسلم عشماوي

من جانبه أكد أحمد عطا، الباحث في شئون الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية المسلحة أن أهمية وجود هشام عشماوي في قبضة الأمن المصري، بالنظر لأهمية المعلومات التي يملكها وتأثيرها الإيجابي في مزيد من محاصرة الاٍرهاب داخليا قائلا: «لا شك أن المعلومات التي سيتم الحصول عليها من هشام عشماوي ستخفف حدة الضربات الإرهابية علي الأقل في شمال سيناء، لأن عشماوي هو من أسس تنظيم أنصار «بيت المقدس» وهو من أسند لـ(شادي المنيعي) تشكيل هذا الفصيل أثناء حكم الإخوان لتنفيذ عمليات ارهابية في شمال سيناء٠

نتيجة بحث الصور عن الباحث أحمد عطا

الباحث أحمد عطا

وأضاف عطا في تصريحاته الخاصة لـ «أصوات أونلاين»: «هشام عشماوي نموذج إرهابي لا يمكن مقارنته بأي شخص آخر، خاصة أن له خلفية عسكرية كضابط صاعقة سابق تم فصله بعد اعتناقه فكر الجهاد، كما أنه ليس إرهابياً عادياً، بل صناعة أجهزة استخباراتية كبيرة ومعروفة، أما طلعت ياسين همام والجماعة الاسلامية فقد كانوا يتحركون في إطار فقه تكفيري وعمليات إرهابية لا ترتقي بأي شكل من الأشكال للتنظيمات المسلحة مثل تنظيم المرابطين وداعش وفجر ليبيا وغيرها من التنظيمات التي صُنعت لإستهداف دول.

 ويتفق هشام النجار، الباحث في شئون الإسلام السياسي على أهمية القبض على هشام عشماوي واستعادته إلى مصر، لكنه يرى أن أهمية عشماوي ومالديه من معلومات تتجاوز حتي مشهد مكافحة الاٍرهاب في مصر الي مكافحته علي النطاق الاقليمي العربي والأفريقي.. اذ قد يكشف عن امتدادات التنظيمات الإرهابية على مستوى القارة خاصة علاقات التنظيمات في دول شمال افريقيا مع تنظيم القاعدة في الساحل والصحراء وعلاقاته مع قادة مثل مختار بلمختار (الإرهابي قائد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب سابقا) وغيره.

نتيجة بحث الصور عن الباحث هشام النجار

الباحث هشام النجار

 ويضيف النجار في تصريحاته لـ «أصوات أونلاين»: أهمية القبض على عشماوي هي أنه يساعد في كشف أسلوب التواصل والترابط بين الخلايا والتنظيمات الناشطة في بؤر الصراع من سوريا إلى ليبيا إلى مالي إلى نيجيريا، علاوة على الكشف عن مصادر تمويل نشاطات وعمليات القاعدة طوال السنوات الماضية، وكيف دعمت أطراف إقليمية هذا التنظيم بالمال والسلاح والتغطية الاعلامية، بمعنى أن عشماوي كنز معلومات استخباراتي وورقة مهمة لجهاز المخابرات المصرية لفك طلاسم الارهاب العابر للحدود الذي كان عشماوي أحد رموزه وأعمدته.

تضييق الخناق الاقليمي علي الإرهابيين

 في نفس السياق العابر للحدود المحلية يرى حامد فارس، الباحث في الشأن الليبي، أن عملية القبض على هشام عشماوي في ليبيا وتسليمه لمصر بهذه السهولة، قد تسببت في حالة رعب لدى التنظيمات الموجودة في البلدين، وخاصة على الحدود وذلك بعد أن تيقنت هذه التنظيمات من وجود تعاون عسكري مصري / ليبي كامل وشامل للقضاء على الإرهاب، الأمر الذي سيتسبب (في تقديره) في اختفاءالإرهابيين.

ويضيف فارس في تصريحاته لـ «أصوات أونلاين» أن القبضة المصرية الليبية الأمنية القوية كانت سببا في حالة نزوح جماعي كبير للعناصر الإرهابية إلى خارج حدود البلدين محاولين الإنطلاق لغرب أفريقيا، حيث ضعف رقابة الحكومات وسيطرة الميلشيات الإرهابية المشابهة هناك مثل حركة الشباب وتنظيم داعش.، لاسيما أن العودة إلى سوريا والعراق أصبحت مستحيلة على هؤلاء الإرهابيين، في ظل الضربات القوية التي ينفذها التحالف الدولي ضد كل الميلشيات المسلحة هناك.

أحمد الجدي

باحث في شئون الإسلام السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock