ثقافة

تيار النسوية الإسلامية وجذوره فى الثقافة العربية

حمل العدد الأخير من الإصدار الشهري لمجلة (أفق) الصادرة عن مؤسسة الفكر العربي هذا العنوان (نحو إنسان عربي جديد)، والذي عقدت حوله ندوة نقاشية على مدار السابع والثامن من يوليو 2019 بالشراكة مع مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة.

 

وقد سعى المشاركون في النقاش لرصد جوانب مختلفة لمحاولات النخبة العربية المثقفة في الخروج من حالة الواقع العربي العاثر، وابتعاث إنسان عربي جديد جدير بمخرجات و معطيات الحداثة العالمية في تصوراتها الأخيرة،

اقرأ أيضا:

رائدات النسوية الإسلامية

 أحدى جلسات هذه الندوة تناولت عدداً من المحاور الهامة، حيث أثارت الباحثة الدكتورة أميمة أبو بكر قضية (التيار النسوي الإسلامي) في إطار استعراض واحدة من الدراسات النسوية الهامة للدكتورة حٌسنة عبود.

د. أميمة أبو بكر

في أطروحتها تساءلت أبو بكر عن مفهوم النسوية الإسلامية؟ وحقيقة وجود تيار نسوي إسلامي؟ وجذور هذا التيار في الواقع العربي المعاصر. وقد حاولت الإجابة على هذه الأسئلة من خلال استعراض جهود ثلاث من رائدات النسوية الإسلامية وهن: المصرية الدكتورة (عائشة عبدالرحمن)، والمغربيتان (فاطمة المرنيسي)، و (أسماء المرابط)

اعتبرت أميمة أبو بكر أن كل واحدة من هؤلاء الثلاث تمثل إضافة وتطورا أصيلا لتيار النسوية الإسلامية، فقد رأت أنهن يمثلن تعبيرا واضحا وأصيلا عن هذا التيار، فبينما لم تستخدم عائشة عبدالرحمن بوضوح  مصطلح (النسوية الإسلامية) في التعبير عن جهودها، قدمت فاطمة المرنيسي نقدا إصلاحيا مميزا لواقع المرأة في العالم العربي والإسلامي، على الرغم من عدم تقديمها لتصور بديل، فقد كان مشروعها في الأساس مشروعا تفكيكيا. أما أسماء المرابط فقد تجاوزت ذلك حين جمعت بين مفهوم النسوية في نقد واقع الثقافة الذكورية، ثم محاولة تقديم نموذج إصلاحي قائم على المساواة.

أسماء المرابط                عائشة عبد الرحمن                  فاطمة المرنيسي

تيار أصيل

تصف الدكتورة اميمة أبو بكر تيار النسوية الإسلامية بأنه تيار أصيل وواع لما يقدمه من مفاهيم، «ويمكننا ان نتلمس جذوره في القرن التاسع عشر من خلال كتابات (عائشة تيمور)، و(زينب فواز)، و (قدرية حسين)و (ملك حفني ناصف وليس صحيحا أن جذور هذا التيار تعود إلى إيران دون أن ينفي هذا وجود تيار نسوي مماثل في الثقافة الإيرانية».

د. اعتدال عثمان

لم تغفل أبو بكر رصد عدد من المعوقات التي حالت دون توسع هذا التيار النسوي الإسلامي في الإضطلاع بدوره في تغيير الثقافة العربية ذات الطابع الذكوري، وهو ما حاولت حصره في عدد من الأسباب التي يأتي على رأسها: تخوف التيار المدني العلماني بشكل عام من هذا التيار الذي يمثل في وجهة نظره تهديدا بالبعد عن النموذج الحداثي لوضع المرأة، ومحاولة لاستعادة تصورات العصور الوسطى (في مرحلة ما قبل الحداثة) عن المرأة، والخوف من أن يكون هذا التيار ذريعة لتقوية تيارات أو جماعات سياسية بعينها، بالإضافة إلى الخوف من أسلمة الحركات النسائية الإسلامية او بمعنى آخر (أسلمة النضال النسوي).

زينب فواز           قدرية حسين            عائشة تيمور           ملك حفني ناصف

وعلى النقيض من ذلك يواجه تيار النسوية الإسلامية هجوما من الاتجاهات الدينية المحافظة، التي ترى في النسوية الإسلامية تقليدا وتبعية للثقافة الغربية، كما يلقى الهجوم من المؤسسات الدينية الرسمية، التي تخشى من كل محاولات للاجتهاد خارج أروقتها وبدون رقابتها المباشرة.

خطاب نسوى إسلامى

أطروحة أميمة أبو بكر الجادة والمهمة عن النسوية الإسلامية، دفعت الباحث والكاتب (نبيل عبدالفتاح) –الذي أدار الجلسة-  للتساؤل عن حقيقة إمكانية إبداع خطاب نسوي إسلامي دون إصلاح جذري فكري وهيكلي في المؤسسات الدينية الرسمية؟

اقرأ أيضا:

 هذا السؤال يمثّل من وجهة نظر أبو بكر، قيدا جديدا يُفرض على التيار النسوي الإسلامي الذي يسعى للتجديد والتغيير في معركة فكرية وثقافية واضحة، لا يمكن بحال من الأحوال أن تَفرض على نفسها مزيدا من القيود بانتظار تغير السياقات والملابسات من حولها، بل هي تسعى من خلال جهدها لتغيير الواقع.

د. عبد الحسين شعبان

 

بلال مؤمن

كاتب و محرر مصري
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock