منوعات

باحث من طراز خاص… وداعا مصطفى اللباد

خيمت حالة من الوجوم والصدمة والحزن على المشهد الثقافي والسياسي المصري والعربي  عقب الإعلان رحيل الكاتب والباحث السياسي الموسوعي الدكتور مصطفى اللباد، الذي يعد واحدا من أبرز الباحثين والمحللين السياسيين الذين عرفتهم الساحتين البحثية والإعلامية على مدار السنوات الماضية.

 عٌرف مصطفى اللباد بجهده البحثي الداؤوب ودراساته العلمية الرصينة، وقد ساهم بمشروعه الثقافي من خلال عدد من المجلات والدوريات العلمية التي أشرف على إصدارها، ف إثراء حقل البحث العلمي في العلوم السياسية، والتحليل السياسي لاسيما فيما يتعلق بالشأنين التركي والإيراني.

وُلد مصطفى اللباد في القاهرة عام 1965م، وهو نجل الرسّام الكبير الراحل محيي الدين اللباد، المصمم الجرافيكي وأحد أشهر رسامي الكاريكاتير في تاريخ مصر، والذي عرف طريقه لقلوب المحبين من خلال مجلتي روز اليوسف وصباح الخير، كما أنه شقيق الفنان أحمد اللباد، الفنان التشكيلي والمخرج الصحفي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية.

الرسّام الراحل محيي الدين اللباد

حصل اللباد على بكالريوس العلوم السياسية من جامعة القاهرة، ثم حصل بعدها على درجة الدكتوراه في «الاقتصاد السياسي للشرق الأوسط» من جامعة هومبولدت في برلين بألمانيا عام 1994.

اشتهر اللباد على مدار السنوات الماضية بتحليلاته السياسية الدقيقة كأحد أهم المفكرين والمنظرين للسياسة الإقليمية لاسيما فيما يتعلق بالشأنين الإيراني والتركي، من خلال مقالاته المتعددة في صحف السفير اللبنانية، والقبس الكويتية وغيرها العديد من الصحف والدوريات العربية والعالمية.

ردود الفعل الواسعة والحزينة على وفاة اللباد أظهرت مساحة من الود والصداقة الإنسانية الكبيرة التي جمعته بالعديد من رموز الوسطين البحثي والإعلامي والثقافي، والذين أجمعوا على أن رحيله كان خسارة كبرى للمشهد الثقافي والبحثي في مصر والعالم العربي. فقد نعاه المثقف والإعلامي حسين عبدالغني عبر صفحته على موقع «فيس بوك» بعبارت حملت الكثير من التقدير لشخص الفقيد، واصفا رحيله بأنه «يوم حزين حزين للغاية وفاة واحد من أصفى العقول وأنقي القلوب المصرية الاخ العزيز الدكتور مصطفي اللباد ابن وتربية الفنان والرسام الكبير والملتزم محيي الدين اللباد ،ونعم التنشئة ،فجاء وطنيا مصريا .. وعروبيا قوميا.. ويساريا منحازا للفقراء».

الإعلامي حسين عبد الغني

  ونوه عبد الغني في نعيه لللباد بجهده وقيمته البحثية والعلمية المعتبرة، قائلا إنه كان «حجة لا تباري في فهم دول جوارها الجغرافي الحيوي اَي في الشأنين الإيراني والتركي وتحليل سياستهما ومواقفهما، بحيث لا تستغني عنه ندوة علمية او وسيلة إعلام محترمة تريد أن تعرف ماذا يحدث في هاتين الدولتين – الأمتين وكيف يؤثر علي أمته العربية ووطنه مصر».

أما الباحث محمد محسن أبو النور رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية فقد قال لموقع أصوات أونلاين لأصوات، تعليقا على نبأ رحيل اللباد: «برحيل د. ‎مصطفى اللباد، فقدت مصر وفقد العالم العربي عقلا نادرا في ‎تحليل السياسات الإيرانية، طالما أثرى الفكر العربي بمقالات أسبوعية في عدد من كبريات الصحف، ومنها السفير اللبنانية والقبس الكويتية، وقد صب تركيزه في أغلبها على سبر أغوار ‎إيران وتقريبها إلى القارئ العربي.

الباحث محمد محسن أبو النور

وأضاف أبو النور أنه «عرف الراحل عن قرب ورأى حرصه وتفانيه في التحليل والحرص حتى الدهشة، في الصياغة لدرجة تجعله أحد أكثر الباحثين أثرا وتأثيرا في تاريخ مصر والعالم العربي.»

كما نعى المجلس الأعلي لتنظيم الاعلام في بيان له الدكتور مصطفى اللباد، وقال «إن الوسط الأكاديمي والإعلامي في مصر والمنطقة العربية فقد مفكرا وأكاديميا من طراز خاص، كان صاحب رؤية مهمة وأسلوب خاص ساهم في إثراء الدراسات المتعلقة بتخصصه ومنحها عمقا وبعدا جديدا يحسب له وسيظل منارة لمن سيرتادون هذا المجال من بعده.»

اقرأ أيضا: 

 شغل مصطفى اللباد منصب مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية بالقاهرة، ورئيس تحرير مجلة «شرق نامه» المتخصصة في الشئون الإيرانية والتركية وآسيا الوسطى.

ويعد من أشهر المتخصصين في الشأن التركي والإيراني في منطقة الشرق الأوسط ومن أشهر مؤلفاته «حدائق الأحزان – إيران وولاية الفقيه»، عن دار الشروق بالقاهرة عام 2006، و«تركيا بين تحديات الداخل ورهانات الخارج»، والذي ألفه بالاشتراك مع آخرون، وصدر عام 2009… رحمه الله رحمة واسعة.  

 

بلال مؤمن

كاتب و محرر مصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock