مدونة أصوات

«لعبةُ الأسرار» شعر / مؤمن سمير. مصر

قبل أن يظمَأَ بريقُهُ و تخرسَ آبارُهْ

سألتُ جَدِّي عن سر تمتماتهِ مع الحائطِ

الطينيِّ    

و ابتسامتهُ التي تدورُ بعدها في الغرف..

قال إن الطين أوقَعَ عليهِ ذكرى كأنها الكنز

ولما نسيَ العَمَى و الرعشةَ و داعَبَها

سمعهُ يُقْسِمُ

أن تكون مشاعرهُ صلبةً رغم طراوتها

وأن تنهدم روحُهُ قبل أن يفوتَ عبر مسامِهِ

سِرٌّ، ولو حتى على لسانِ بعوضة..

ومن يومها أخذتُهُ صاحباً يا ولدي وسَنَداً

بدلاً من حائطكم عديم القلب

الذي يتفنن في أن يجعلني عرياناً

أمامَ مرآتي القديمةِ

و أمامَ الله..

في فَخِّهِ، أوقعني عجوزُ الأسرار هذا

و أجبرني على أن أقطعَ لساني

فلا يقرأ الجيرانُ في أورادي

كُرْهَ الصباحِ و المساء

و أن أخلع عينيَّ وأدفنهما في الصندوق

كي لا ترى أمي

أني أرتعب من ظلها حتى اليوم..

كان الطوبُ يخدعُ قلبي

و يضحكُ على روحي

رغم أنهُ جاسوسٌ قديمٌ و مَنْسِيّْ

وكان الدهان هكذا..

لهذا فالأصح ألا آمن للهواءْ،

الجنيُّ الذي يدخلُ بين شقوق

الذكرياتِ

بخفَّةِ الزواحفِ و القنابلِ و الأحقاد..

والأجدى أن أصطاد قبراً يتوارَ

تحت الخريطةِ..

قبراً بلا ذاكرة

الأسرارُ فيه لا تمشي ولا تطير..

وكلما تَخَلَّيْتُ عن ظلالكم

و تَخَلَّيْتُ

صرت عَفِيَّاً من داخلي

وأغلِبُ حتى هالات الضوءِ..

تلك التي من أسرارِها

أنها لم تَرِفَّ

أبداً

ولم تَخَفْ

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock