منوعات

نعم.. تستطيع أن تصبح شخصا جديدا.. بشرط

كتب: مارك ترافيرس

ترجمة و مراجعة: تامر الهلالي

هل فكرت يومًا في أن تتغير  للأحسن؟ هل فكرت يوما أن تُطور شخصيتك بما يجعلك فى وضع أفضل؟، ربما ستكون الإجابة فى أغلب الأحيان بـ (نعم بكل تأكيد).. فى الحقيقة أنت لست وحدك، فالأبحاث تشير إلى أننا جميعًا، إلى حد ما، لدينا رغبة متأصلة في تنمية سمات الشخصية الإيجابية، مثل عدم اليأس والتخلص من التشاؤم، والرغبة فى التفاؤل، والكاريزما، وتقليل السمات السلبية (مثل الكسل والإنفعال والعصبية). ولكن هل من الممكن تغيير شخصية المرء حقا؟ أم أن الشخصية كيان ثابت غير قابل للتغيير؟

اختبار

بحث جديد نشر في مجلة «الشخصية وعلم النفس الاجتماعي Journal of Personality and Social Psychology» أكد أن تغيير الشخصية قد يكون أكثر قابلية للتحقيق مما نعتقد، حيث خلصت مجموعة من الباحثين الأمريكيين بقيادة ناثان هدسون من جامعة ساوثرن ميثوديست، إلى أن الأشخاص الذين عملوا بنشاط لتغيير جوانب شخصيتهم كانوا، في كثير من الحالات، ناجحين في تحقيق النتائج التي يرغبون فيها.

وللوصول إلى هذا الاستنتاج، قام الباحثون بتوظيف 377 من الطلاب الجامعيين في جامعتي إلينوي وولاية ميتشيجان للمشاركة في دراسة مدتها 15 أسبوعًا. وقد طُلب من المشاركين أولاً إكمال اختبار الشخصية القصير الذي يقيس خمسة أبعاد أساسية للشخصية: الانبساط النفسي، والقبول، والاستقرار العاطفي، والضمير، والانفتاح على التجارب. و بعد الانتهاء من الاستبيان، طُلب من المشاركين اختيار أي من هذه الأبعاد يرغبون في تغييرها خلال فترة الاختبار التي تبلغ 15 أسبوعًا. 

تحديات

بناءً على ما اختاروه، تلقى المشاركون «تحديات» أسبوعية، أرسلها فريق البحث، وكانت تهدف إلى دفع الأشخاص إلى الأبعاد الشخصية التي يريدون تغييرها. فعلى سبيل المثال، قد يتم تحدي شخص ما يريد أن يصبح أكثر انفتاحًا على الذات ليعرض نفسه لشخص جديد، أو قد يُطلب من الشخص الذي يريد تحسين استقراره العاطفي قضاء ساعة واحدة على الأقل في فعل شيء يستمتع به.

كما طلب الباحثون من المشاركين إعادة اختبار الشخصية كل أسبوع طوال فترة مدتها 15 أسبوعًا. كما أرسلوا تحديات جديدة كل أسبوع بمستويات مختلفة من الصعوبة. على سبيل المثال، بالنسبة لميزة الانبساط، طلب التحدي السهل من المشاركين «الانتقال إلى مكان عام حيث يختلطون بأشخاص لا يعرفونهم من قبل وأن يقولوا مرحباً لشخص جديد»، بينما يتطلب التحدي الصعب من المشاركين «تقديم أنفسهم لأشخاص جدد علاوة على مطالبة شخصين على الأقل أن يجيبوا عن أسئلة عن أنفسهم».

استمر فى التحدى

من خلال هذا التصميم للدراسة، اختبر الباحثون ما إذا كان المشاركون قادرين على تغيير شخصياتهم من خلال الانخراط في التحديات. والمثير للاهتمام، انهم لاقوا نجاحاً، حيث أظهر المشاركون الذين أرادوا تغيير سمات الانبساط ، والضمير، والتوافق، والاستقرار العاطفي جميعًا تحسنًا في أبعاد الشخصية خلال فترة الاختبار التي استمرت 15 أسبوعًا. كان الانفتاح على التجارب هو البعد الوحيد للشخصية الذي لم تنجح العملية فيه (في الواقع ، فإن الأشخاص الذين حاولوا أن يصبحوا أكثر انفتاحًا على التجارب انتهى بهم الأمر إلى أن يكونوا أقل انفتاحًا مقارنة بما كانوا عليه في تاريخ بداية التحدى).

كما وجد الباحثون أن تغيير الشخصية لا علاقة له بصعوبة التحديات التي يقبلها الناس، وأن ما يهم أكثر هو الاستمرار و المواصلة في التحديات، بغض النظر عن مستوى الصعوبة.

وقد خلص الباحثون إلى أن «دراستهم تقدم دليلاً على أن  إحداث تغييرات سلوكية بما يتماشى مع السمات المرغوبة هو استراتيجية قابلة للتطبيق لتغيير شخصية الفرد طواعية». وتؤكد النتائج التي تم التوصل إليها على شيء هام جداً  هو أن  مجرد الرغبة في التغيير ووضع الخطط ليس كافيا؛ فمن الضروري المتابعة والاستمرار بلا كلل.

تعربف بالكاتب

مارك ترافيرس: حاصل على الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة كولورادو الأمريكية

*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا ?

تامر الهلالي

مُترجم وشاعر
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock