منوعات

دراسة علمية تؤكد أنه علاج للاكتئاب والقلق.. عش بالأمل 

كتب: دوجلاس لابيير المعالج النفسي ومدير مركز التنمية التقدمية بالولايات المتحدة الامريكية 

ترجمة وعرض: تامر الهلالي

«الدنيا ايه من غير أمل… عيش بالأمل».. هذا مقطع من أغنية للفنانة والمطربة الراحلة هدى سلطان يدعو الجميع للتمسك بالأمل من أجل التمسك بالحياة. وكثيرا ما تغنى الناس بقيمة الأمل الروحية، لكن الجديد هذه المرة هو دراسة نفسية حديثة تؤكد على أن الأمل عامل علاجي حاسم للتغلب على مشاعر القلق والاكتئاب.  

تقول الدراسة إن ما نسميه «اضطراب القلق» هو في الحقيقة وصف مختصر لمجموعة من التجارب العاطفية المزعجة والمثيرة للقلق، والتي يمكن منعها. إنها النسخة الأكثر حدة والأكثر انتشارًا من المشاعر الطبيعية التي تعكس القلق والضيق والخوف، فمجتمعنا المثقل بالتوتر، بمصادره الكثيرة من الأحداث التي لا يمكن التنبؤ بها، والتي يمكن أن تكون مخيفة، يوفر الكثير من الوقود للقلق. 

وأولئك الذين قد يكونون عرضة للاستجابة بدرجة أكبر، بسبب الميول الموروثة جنبًا إلى جنب مع تجارب الحياة المبكرة، من المحتمل أن يعانوا أكثر من غيرهم. 

و يسعى العديد من هولاء الأشخاص إلى المساعدة في تخفيف وتقليل القلق عن طريق العلاج النفسي أو الدواء أو مزيج من الاثنين. لكن بعض الأبحاث الحديثة التي ظهرت مؤخرا، تبحث في دور مصدر آخر للمساعدة في مواجهة القلق، عادةً ما يتجاهله ممارسو الصحة العقلية أو يرفضونه. هذا المصدر هو إلى أي مدى يستطيع الشخص توليد وتجربة 

قضية فلسفية وروحية

والاستفادة من شعور «الأمل» يبدو هنا كأنه قضية فلسفية أو روحية، وهو كذلك بالفعل، لكنه لهذا السبب يجب إدماجه – كما تؤكد الدراسة – في مصادرنا لما يمكن أن يساعد، ولا يمكن استبعاده.

وعلى الرغم من أن نتائج الدراسة تبدو محدودة في الآثار المترتبة على ما  وجدته من علاقة بين الأمل وتخيف القلق، مقارنة بالأدلة السريرية الأكثر شمولاً، إلا أن البحث الذي أجرته جامعة هيوستن الأمريكية، وجد أن الأمل سمة تتنبأ بالمرونة والتعافي من اضطرابات القلق. ولكن كيف؟

يشير الباحث الرئيسي في اعداد الدراسة، ماثيو غالاغر، إلى أن الدراسة  سعت إلى الحصول على أدلة تجريبية لدعم تلك النظرة الفلسفية بأن الأمل هو مصدر المرونة والنمو والشفاء. وقد بحثت عن أدلة على أن العلاج النفسي يمكن أن يؤدي إلى زيادات واضحة في الأمل، وأن التغييرات في الأمل ترتبط  بدورها بالتغيرات في أعراض القلق. 

وفي هذا الإطار تناولت الدراسة دور الأمل في توقع الشفاء أثناء العلاج النفسي لمجموعة من اضطرابات القلق، ووجدت أن الأمل كان عنصرًا شائعًا في الحد من أعراض القلق، وكذلك مؤشرا قويا على الشفاء.

وخلص الباحثون من الدراسة، التي نشرت في دورية علم العلاج النفسي السلوكي Behavior Therapy، إلى أن الأمل يعزز قدرة المرضى على تحديد الاستراتيجيات أو المسارات لتحقيق الأهداف، والدافع إلى متابعة تلك المسارات بفعالية.

ورغم أن هذه النتيجة تشير إلى سلوك إدراكي وعقلاني للغاية بأن حل المشكلات ينبع بطريقة ما من «الأمل»، لكن الأدلة السريرية طويلة الأجل تشير إلى أن الشفاء المستمر – وليس الحد من الأعراض على المدى القصير – ينمو من تجربة أوسع من الأمل. وتنبع هذه التجربة من خلق رؤية موسعة لما يبحث عنه المرء ويتطلع إليه في الحياة بشكل عام، سواء في العلاقات، أوالحياة الاجتماعية، والعمل والوظيفة. 

ومن خلال خلق إحساس عام بالهدف يصبح الذي يعيشه المرء حقًا ذا معنى للذات، فهذه القدرة على تصور شعور أكثر صحة وأكثر مثالية للنفس تعد وسيلة قوية للتخلص من مصادر القلق المزمن في حياة المرء، ولتعزيز النمو نحو المزيد من الصحة النفسية والرفاهية.

وهذا يعطي لمسة مختلفة للمثل القديم، «يجب أن يظل المرء متفائلاً… رغم أن كل الأدلة على عكس ذلك »

هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص من هنا 

تامر الهلالي

مُترجم وشاعر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock