منوعات

أن تنتظري مولوداً في زمن الكورونا!!

كتب: ستيفاني روث جولدبرج

ترجمة و مراجعة : تامر الهلالي

لقد أرسلت جائحة كورونا كل شخص في العالم  تقريبًا إلى واقع جديد مليء بالقلق. لقد أظهرت لي إدارة مجموعات الدعم الرقمية عبر تطبيقات تواصل عبر الفيديو للحوامل في الثلث الأخير من حملهم أن إنجاب مولود جديد في هذا الوقت العصيب أمراً محفوفاً بالمخاطر بشكل استثنائي، حيث إن انشغالهم الطبيعي بوصول طفلهم يتضاءل مقارنة بحالة الذعر والقلق بسبب الوباء الذي يجتاح العالم. ومع ذلك، لم نفقد كل شيء، وهناك خطوات يمكن اتخاذها للاستعداد عاطفياً.

في الظروف العادية، عادة ما ينشغل الوالدان في فترة نهاية الحمل بإعداد المنزل للقادم الجديد، فيقومون بزيارات متكررة للطبيب، وبقراءة مدونات و نشرات عن الأبوة، علاوة على إعداد المنزل لاستقبال مولودهم الجديد.

هذا ليس الحال أثناء الوباء. بدلاً من ذلك، تتدافع الحوامل للانتقال إلى مناطق أقل إصابة. يصف الكثيرون شعورهم كما لو أنهم وضعوا في إقامة جبرية حيث «يختبئون في مكانهم». ولأنهم خائفون من مغادرة منازلهم، فهم يوازنون بين مخاطر التعرض العدوى وأضرار التخلي عن زيارات الرعاية السابقة على الولادة. من جهة اخرى، يؤثر العبء المالي للوباء بشكل كبير على الحوامل، حيث من المرجح أن يشعرن بأنهن مضطرات أكثر إلى ترك الأمن المالي الذي تمثله وظائفهن كعامل أساسي من أجل ضمان صحة أطفالهن.

علاوة على ذلك، يؤدي الحزن والخسائر الناجمة عن مشاعر الرعب والهلع والخوف إلى فقدان القدرة على إعداد المنزل للمولود الجديد. أبلغت الكثير من الحوامل عن شعورهن بأنهم صرن أقل ارتباطًا بأجسادهن وبأطفالهن على حد سواء، مقارنة بما كن تشعرن به قبل بضعة أسابيع فقط. إن معالجة هذا الحزن مع الزوجين أو شركاء الولادة وأفراد الأسرة والمعالجين هو خطوة ضرورية في الاستعداد لتربية الأطفال في هذه الظروف الإستثنائية. علاوة على ذلك ثمة بعض الخسائر الإضافية التي قد يقر الآباء بها و هي: معرفة أن طفلهم لن يلتقي بأفراد الأسرة الممتدة لفترة غير محددة من الوقت، وعدم القدرة على وجود أنظمة الدعم الكاملة الخاصة بهم أثناء الولادة.

إعداد خطة

إن الاعتراف بالحزن يخلق مساحة للإبداع الضروري لوضع خطط جديدة تتوافق مع قيود وأوامر «المأوى في المكان». قد لا يكون هذا هو ما كان الأبوان يتمنيانه، ولكن وجود خطة من شأنه أن يساعد على تخفيف القلق بشأن المجهول أثناء استعراض الخطة ومناقشتها، وهو ما يزيد من الشعور بالمسؤولية. فيما يلي بعض الاستراتيجيات لتنظيم الأعمال اليومية في هذه الظروف:

  • على الأم أن تخصص وقتًا للتركيز على مشاعرها وأحاسيسها الجسدية تجاه طفلها.
  • ينبغي تخصيص وقت للتحدث.إلى الطفل، والغناء له. أطلبي من شريك فعل الشيء نفسه.
  • تذكر/ تذكري أنه يتم الآن عمل كل شيء للحفاظ على طفلك.
  • تواصل/ تواصلي مع الأصدقاء عبر تطبيقات مثل FaceTime أو Zoom.
  • من الجيد أن تتواصل الحامل مع الحوامل الآخرين لتبادل المعلومات والأفكار والمخاوف.
  • من المفيد ممارسة التأمل لتقليل القلق.
  • افعل/ افعلي ما يجلب الفرح والهدوء والراحة.
  • من المفيد مشاهدة برامج ترفيهية للتركيز على أشياء أقل إرهاقًا جسديا ونفسيا.

وتعد إحدى الطرق التي قد نساعد بها أطفالنا على اكتشاف العالم وخلق شعور بالذات هي خلق آليات للتواؤم مع مشاعرهم واحتياجاتهم عندما يصلون، ولكن يمكننا أن نستعد الآن، بينما يكون الطفل في الرحم، من خلال تواؤمنا نحن مع مشاعرنا واحتياجاتنا الخاصة. و كلما قبلنا مشاعرنا وتكيفنا مع ضغوطنا و احتياجاتنا الآن، كلما كنا مستعدين للاهتمام بأطفالنا ورعاية احتياجاتهم و نفسياتهم  بعد وصولهم. 

الكاتبة «ستيفاني روث جولدبرج»

نبذة عن الكاتبة: معالجة نفسية 

*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا

تامر الهلالي

مُترجم وشاعر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock