رؤى

في أوساط السلفيين: النقاب فرضٌ على البنات الصغيرات. والنَّبذ الاجتماعي يحاصرهنَّ “كبيرات”

ازداد عدد النساء اللاتي ترتدين النقاب في السنوات الأخيرة، فهن نساء راشدات ولهن حرية الاختيار في ارتدائه من عدمه ولديهن الوعي الكافي لاتخاذ قرار ارتدائه، ولكن عندما ينتشر الأمر بين الصغيرات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 11 الى 18 عاما؛ فهو أمر مخيف، فكيف لطفلة صغيرة كل ما تريده هو أن تلهو وتلعب مع زميلاتها أن ترتدي نقابا على وجهها يعزلها تماما عن الحياة؟!

“أصوات” تواصلت مع حالات ارتدين النقاب وهن في سن صغيرة

تقول ندى (19 عاما) إنها ارتدت النقاب في سن 14 عاما وإنها من أسرة سلفية والدها ملتح ووالدتها منتقبة تربت منذ الصغر على أن النقاب شيء عظيم وهي ارتدته بناء على رغبتها بعد ما اتفقت مع زميلاتها في المدرسة على ارتدائه وهن ما زلن أطفالا موضحة أنها في الجامعة حاليا ولا تتعرض لأي تنمر أو مضايقات من أمن الجامعة وتدخل الحرم الجامعي دون أن تكشف النقاب.

أضافت إنها تربت على دروس الشيخ محمد حسان وأبي اسحاق الحويني ومحمد حسين يعقوب ومحمود المصري..

محمد حسان ومحمد حسين يعقوب والحويني
محمد حسان ومحمد حسين يعقوب والحويني

وتقول أميرة الشقيقة الصغرى لندى (14 عاما) إنها هي الأخرى ارتدت النقاب وهي في سن 11 عاما دون ضغط من أهلها وبناء على رغبتها، وهي من طلبت ذلك موضحة أنها ارتدت النقاب لأن كل النساء اللاتي هن قريبات منهن يرتدين النقاب ومواظبات على دروس الشيوخ بالإضافة إلى أنها كانت تريد أن تتشبه بأمهات المؤمنين وأنها تربت على أن المنقبة تحافظ على نفسها من الفتنة.

أكدت أنها ارتدت النقاب بكامل إرادتها ولم تُجبر عليه وأهلها يعطون لها مطلق الحرية ولها حرية الاختيار

وعن إمكانية خلع النقاب والحجاب أيضا، وهل اهلها سيمحون لها بذلك، أجابت الطفلة بأنها لن تستطيع خلعه مطلقا لأنه فرضٌ وليس من حقها أن تخرج بدون الحجاب والنقاب ولن يقبل أهلها بذلك.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل حرية الاختيار هي في ارتداء النقاب فقط وليس في خلعه أو في خلع الحجاب؟..  وهل يمكن لطفلة تربت على السير في اتجاه واحد فقط وزُرِعَت أفكار معينة، من قبل الأسرة، في رأسها أن يقال لها إنها عندما اختارت النقاب كانت حرة في اختيارها؟ ولماذا يكون الاختيار فقط في ارتداء النقاب؟ وأين حرية الاختيار عندما تريد أن تخلع الطفلة الحجاب أو النقاب؟

وتقول أسماء (24 سنة) إنها من عائلة جهادية ووالدها كان جهاديا حركيا ومتهما في قضايا جهادية شهيرة وكان الوضع العام في أسرتها وبين أصدقاء والدها أن البنت ترتدي النقاب في سن معينة موضحة أنها ارتدت النقاب وهي في سن 11 عام، وهي في الصف السادس الابتدائي، ولا يوجد أمامها اختيارات سواء بالرفض أو القبول، ولكن الخيار الأوحد هو أن ترتديه وليس لديها أي خيار آخر ويجب أن تقبل بذلك موضحةأن شقيقتها الكبرى ارتدته قبلها بعام ووالدها هدد شقيقتها أنها اذا لم تتنقب فسيخرجها من المدرسة ولن تذهب إليها مطلقا مشيرة إلى أنها وضعت نصب عينيها تجربة أختها لأنها تعلم النتائج جيدا في حالة رفضها!

فتيات يرتدن النقاب في جامعة القاهرة
فتيات يرتدن النقاب

أضافت أنها عندما جاء السن الذي يجب أن ترتدي فيه النقاب فهي لم ترفض لأنها لم يكن أمامها سوى أن تقبل به بالإضافة أنه نتيجة للتربية التي تربت عليها بأن النقاب شيء عظيم ويحافظ على البنت من الفتنة فكان بداخلها جزء سعيد بالنقاب حيث إنها بمجرد أن ترتديه ستكون محببة للأسرة أكثر وسيرونها أكثر انضباطا وستحصل على الكثير من الامتيازات..

أضافت إنها تربت على أن المنتقبة هي الأفضل وأكثر احتراما وتمنع الفتن عن المجتمع..

وأفادت أنها، وهي في سن 11 عاما، كانت ترتدي ملحفة سوداء وكانت تتعرض للتنمر كثيرا من زميلاتها بالمدرسة وعندما كانت تتشاجر معهن كن ينزعن النقاب من على وجهها ويخفونه في أحد المخابيء بالمدرسة مما يدفعها للبكاء، وتغطي وجهها بيديها، لأن أهلها كان يخبرونها بأن النقاب جزء من وجهها ولا يجب أن يراه أحد موضحة أنها كانت منبوذة بين زميلاتها ولا يحبونها، ولا يلعبون معها، بالرغم من أنها كانت من  المتفوقات وتحصل على المراكز الأولى على مستوى الإدارة التعليمية.

قالت أيضا إن ذلك أثَّر علي سلوكها وهي طفلة صغيرة فكان سلوكها مريبا ولا يحبها أحد ولم تستطع أن تكوِّن صداقات.. وأضافت أن الأهل كانوا يتعاملون معها بعنف شديد فإذا تأخرت في درسها كان والدها يضربها  وذات مرة وجدت والدتها معها “شريط كاسيت” فقامت بضربها ب”الخرطوم” على وجهها ونتيجة لكل ذلك أصبح سلوكها عنيفا؛ فكانت تقوم بتخريب كل شيء وتحقد على صديقاتها لأنهن يعشن سنهن ويرتدين ملابس مناسبة للأطفال!

وواصلت كلامها قائلة إنها في البداية كانت مقتنعة بارتداء النقاب وهي طفلة صغيرة وهذا الأمر نتاج لما ترتبت عليه من صغرها وأن النقاب عفة وفرض ولكن بعدما بدأت أن تشعر أن هذا النقاب لم يجعلها مثل زميلاتها بدأت تكرهه وتنبذه

قالت أيضا إن المدارس السلفية التي تربت على طريقتها والشيوخ التي كانت تستمع لهم هم أبو اسحاق الحويني ومحمد حسين يعقوب ومحمد حسان موضحة كان يتبع الجماعات الجهادية فهو يعد مدرسة للمحيطين به وكان تلميذا لعمر عبد الرحمن.

الشيخ عمر عبد الرحمن
الشيخ عمر عبد الرحمن

“أصوات” قامت بجولة على بعض مساجد الجمعية الشرعية لمعرفة آراء الشيوخ بهذه المساجد عن ارتداء النقاب للصغيرات 

ذهبنا إلى مسجد الصحابة الكائن بالمنطقة المحيطة بمحطة مترو “كلية الزراعة”، ووجدنا الشيخ سيد عبد الهادي المسؤول عن الفتاوى الدينية بالمسجد، أخبرته أن شقيقتي منتقبة وزوجها ملتح وابنتهما تبلغ من العمر 13 عاما ويريدان أن ترتدي ابنتهما النقاب وهي في هذه السن الصغيرة..

قال الشيخ إننا الآن في زمن يرتدي فيه الرجال النقاب فعلى سبيل المثال نجد رجال الصاعقة والقوات الخاصة يقومون بتغطية وجوههم ولا أحد يعترض على ذلك بالإضافة إلى أن أكثر مكان يحتاج حرية حركة هو غرفة العمليات وبالرغم من ذلك نجد الأطباء والممرضات بقومون بتغطية وجوههم ولا أحد يعترض عليهم

أضاف أن النقاب على خلاف بين العلماء؛ فمن قائل إنه سنة ومن آخر يؤكد فرضيته، ولكن الرأي الراجح هو أن النقاب فرض موضحا أن النقاب حفظ للبنت لأنه يجعلها محفوظة ويجعل الجميع يدافع عنها ولكن ليس النقاب الذي يظهر العيون وليس النقاب الموضة الذي ظهر هذه الأيام..

النقاب في مصر

أخبرته أنها مازالت صغيرة على ارتداء النقاب 

فأوضح أنه يجب أن تعتاد الطفلة من صغرها على النقاب حتى لا يأتي اليوم الذي تقول فيه البنت أن والديها لم يعودانها على ذلك مضيفا أنه معلم بالأزهر ويرى صغيرات في الصف الخامس والسادس يرتدين النقاب ولا توجد أية مشاكل!

قلت له لكن بهذه الطريقة لن تستطيع هذه الطفلة أن تعيش سنها وحياتها مثل باقي الأطفال ومن الممكن أن تتعرض للتنمر من زميلاتها بالمدرسة..

قال “سيبك من حكاية تعيش حياتها” هناك شيء اسمه طاعة الله، وهذا على حسب النشأة والتعود، موضحا أنه لا قدر الله لو مصر أصيبت بوباء الجميع سيرتدي كمامات وسيخفي وجهه مضيفا أن هناك فتيات كثيرات في جامعة القاهرة وعين شمس يرتدين النقاب ويعشن حياتهن، ولا يجب أن نلتفت لفكرة أن الطفلة ستتعرض لتنمر ما لأننا لو تركنا أبناءنا لأشياء كثيرة فسيتأثرون بها قائلا”سيبك من الكلام ده.. ده فرض مينفعش أتكلم فيه “

أضاف إنه يجب على الأهل أن يحببوا بناتهم في النقاب وفرض على البنت أن تلبي طلب أبيها وأمها وترتدي النقاب حتى لو كانت الطفلة لا تريد ارتداءه لأنه فرض مثل الصلاة ولا يمكن أن يحق لمسلم أن يقول إنه لا يحب الصلاة كذلك النقاب أيضا طالما بلغت المحيض يجب أن ترتديه وحتى إن لم تبلغ فيجوز لهم أن يفرضوا عليها النقاب لأنهم يدلونها على الشيء الصحيح ولهم الحق في ذلك لأنه شرع الله.

وبعدها ذهبنا إلى “مجمع أبو بكر الصديق الخيري” في منطقة الوايلي بشارع بورسعيد وحاولنا مقابلة الشيخ المسؤول عن الجميع، ولكنه لم يكن متواجدا بالمكان فأخذنا رقم الهاتف الخاص به وأجرينا معه مكالمة هاتفية وكان اسمه الشيخ محمد حسان..

لدى شقيقتي بنتان.. 13 سنة والأصغر 11 سنة.. فهل يجب أن ترتديا النقاب؟

فقال إن الطفلة التي عمرها 13 عاما هذا يعني أنها بلغت وبذلك يجب أن ترتديه، أما التي عمرها 11 عام التي لم تبلغ إذا كان عندها قبول للنقاب فلا توجد أية مشاكل موضحا أن النقاب مثل الصلاة!

أضاف إنه في حالة عدم وجود رغبة من البنتين في ارتدائه عليهما أن يتعلما ويتم توعيتهما بالآيات القرآنية والأحاديث التي تتحدث عن النقاب وأهميته للفتاة المسلمة وأن يذهبا للمساجد ودور تحفيظ القرآن لترى كل منهما سيدات منتقبات كقدوة لهما ويعلمن أن الكثيرات يلبسن نفس الزي.

أضاف إن الطفلة التي بلغت المحيض لو  رفضت ارتداء النقاب فيجب أن تُجبر عليه وترتديه رغما عنها، أما الطفلة التي عمرها 11 عام فيجب أن تتعلم جيدا وتتدرب على ارتداء النقاب مؤكدا أن بناته ارتدين النقاب وهن في عمر 11 عاما.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock