“الأوسكار” جائزة السينما الأكثر شهرة، يرى كثيرون أنها الأهم عالميا، تأثرا بوهج الجائزة لدى الجمهور، لكن للحقيقة دائما وجوه أخرى. فالأوسكار ليست الأهم ولم تكن كذلك، ومنحها أو عدم الحصول عليها ليس له تأثير كبير على الصناعة والفن، وكثيرون لم ينالوا ذلك التمثال الصغير، وآخرون نالوه لأسباب غير فنية، فالجائزة تخضع لاعتبارات كثيرة، ليس في مقدمتها دائما الفن والجودة السينمائية.
الدلائل على ذلك عديدة، فيلم مثلThe Shawshank Redemption أحد أهم أفلام السينماالأمريكية لم يحصل على التمثال الصغير رغم ترشحه لسبع جوائز دفعة واحدة، وفيلم المخرج الكبير مارتن سكورسيزي The Wolf of Wall Street خرج من السباق دون أى جائزة، وفيلم American Hustle للمخرج ديفيد أو راسل الذي حظى بإشادات نقدية كثيرة وقت عرضه خرج هو الآخر خالي الوفاض، وحتى الفيلم العلامة فى تاريخ السينما الجديدة Taxi Driver لسكورسيزي ومن بطولة روبرت دينيرو رشح لأربعة جوائز لم يفز بأي منها، وهو نفس حال فيلم seven الذي قام ببطولته براد بيت ومورجان فريمان من إخراج الكبير ديفيد فينشر، الذي خرج فيلمه المميز Fight Clubأيضا من ترشيحات الأوسكار رغم الإشادة النقدية والجماهيرية الواسعة بالفيلم.
أفلام مميزة أخرى مثل The Pianist، وGravity، وSaving Private Ryan لم تفز بالجائزة، ونجوم كبار مثل براد بيت وادوارد نورتون وإيوان مكريجر وجيم كاري وروبرت داوني وصامويل جاكسون وأد هاريس وجارى اولدمان وهاريسون فورد، وغيرهم من نجوم أفذاذ يبهرون النقاد، وحتى نجوم الشباك توم كروز وجوني ديب ووويل سميث لم يحصلوا على التمثال الصغير.
وكثير من النجوم الذين فازوا بالأوسكار رفضوه لأسباب مختلفة، من بينهم المخرج الكبير وودي ألان الذي يعتذر دائما عن حضور حفلات الأوسكار ويفضل التواجد بصفة مستمرة في المهرجانات الكبيرة، خاصة مهرجان كان، وهو ما فعله أيضا المخضرم جورج سكوت الذي رفض الجائزة ورفض حضور الحفل، والأكثر أنه أعاد التمثال بعدما تسلمه منتج فيلمه Patton الذي حصل من خلاله على الجائزة.
وكان لافتا أخيرا مقاطعة خمسة من كبار المخرجين العالميين حفل الأوسكار احتجاجا على تصريحات عنصرية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالت عددا من الدول. وبخلاف الأمور السياسية، لم يخل الأمر من فضائح أخلاقية لاحقت عددا من أعضاء الأكاديمية، آخرهم المنتج هارفي واينستين الذي اضطرت الأكاديمية لطرده من صفوفها بعدما اتهمته نحو ثلاثين امرأة بالتحرش الجنسي والاغتصاب.
أخيرا، تجدر الإشارة إلى أن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة التي تمنح جائزة الأوسكار، والتي تأسست في 11 مايو 1927 في كاليفورنيا وتضم أكثر من 6 آلاف عضو، هي أكاديمية فخرية وليست علمية.
حفل تسلم ليوناردو ديكابريو لجائزة الأوسكار