قبل إعلان الفائز بالنسخة الرابعة من برنامج اكتشاف المواهب “ذا فويس” الذى يعرض على شاشة إم بى سى، من يتذكر ريهام مصطفى، حمزة فضلاوي، رحاب صالح، سرية العوض، رضوان صادق، نيرس بن قاقة، وغيرهم من أصوات أشاد بها نجوم البرنامج فى نسخته الثالثة الماضية. وهل يعلق في الأذهان أصوات كثيرة صدحت بالغناء في برامج عدة مماثلة، مثل “أراب أيديول”، و”سوبرستار”، و”إكس فاكتور”، وغيرها من برامج سارت على نفس المنوال. حتى تلك الأصوات التي فازت وحملت اللقب، مثل محمد الريفي و حمزة هوساوي، هل لا يزال يتذكرها كثيرون؟. الحقيقة أن أغلب هؤلاء توارت أصواتهم عن الأنظار واختفت تماما لسبب أو لآخر، ما يجعلنا نفتح ملف برامج المسابقات بحثا عن المستفيد الأكبر من هذه البرامج ومدى جدواها للفن وللغناء العربي في المقام الأول.
التاريخ
“هوجة” برامج اكتشاف المواهب ليست حديثة نسبيا كما يظن البعض، وليست “مستوردة” كلها من “فورمات” أجنبية كما هو الحال مع إكس فاكتور وأراب أيدول وذا فويس وسوبر ستار وغيرها، فقد بدأها المنتج اللبناني سيمون أسمر منذ زمن بعيد فى العاصمة اللبنانية بيروت ببرنامج “استوديو الفن”. ورغم أن المنافسة كانت محلية قاصرة على اكتشاف نجوم الغناء اللبناني فقط، إلا أن مداها كان أكبر بتقديم أصوات ملأت الآفاق مثل ماجدة الرومي، ووائل كفوري، وراغب علامة، ونوال الزغبي، وغيرهم.
تجربة سيمون أسمر حاول المنتج المصري محسن جابر محاكاتها بتقديم برنامج “ستار ميكر” الذي لم يستمر طويلا، بعدها هبت موجة الفورمات الأجنبية في ثوب عربي في برامج مثل ستار أكاديمى وأراب جوت تالنت وأراب أيديول، ومن بعدها ذا فويس وذا فويس كيدز وإكس فاكتور وغيرها.
المستفيدون
بحسب محسن جابر المنتج الغنائي الكبير تبقى برامج اكتشاف المواهب الدجاجة التي تبيض ذهبا، لصناعها في المقام الأول وللفضائيات التي تعرضها في المقام الثاني، ولأعضاء لجان التحكيم فيها في المقام الثالث، وأخيرا لبعض الأصوات التي ربما تستطيع أن تفرض نفسها على الجميع حتى لو لم تحصد لقب المسابقة.
ويلخص الملحن حلمى بكر حصاد تجربة مشاركته فى عدد من هذه البرامج ضمن هيئة التحكيم، بأن أغلب هذه البرامج مجرد “سبوبة” المستفيد الأكبر منها هي الفضائيات التي تحصد العائد المادي من الإعلانات، مع تخطي بعض هذه البرامج حاجز 100 مليون مشاهد، فيما أخفقت هذه البرامج أن تقدم شيئا يذكر للغناء، بل إنها فى كثير من الأحيان، على حد قوله، تضر الصوت الحقيقي، خاصة أنها تخدع المشاهد وتخدع المتسابق على حد سواء، ولا تضع أيدي من يخوضون هذه التجربة على مواطن حقيقية لتطوير أنفسهم بصورة صحيحة أو تهيئهم فعليا للغناء الحقيقي.
ويرى الناقد عبد الله محمد أن هذه البرامج باتت مكررة ورتيبة ولا تفيد أحدا، رغم أنها تحفل بأصوات جيدة بالفعل لا تلقى اهتماما حقيقيا بعد انتهاء البرنامج، وكأن عليها أن تشق طريقها بنفسها دون مساندة من القائمين عليها، ما يضعنا أمام سؤال حقيقي حول جدية هذه البرامج.
في المقابل، يقول مازن حايك مدير العلاقات التجارية والمتحدث بإسم إم بي سي، أحد أكبر القنوات الداعمة والمنتجة لبرامج اكتشاف الهواة، إن هذه البرامج ترعى المواهب بشكل كبير وتتعاقد مع الفائزين بألقابها، كما حدث مع كارمن سليمان، وأحمد جمال، ومحمد عساف، وغيرهم.