رياضة

20 مليار دولار فاتورة استضافة روسيا لمونديال 2018

لم يكن الطريق سهلا أمام روسيا حتى تصل إلى اللحظة التي انتظرتها طويلا مع توجه أنظار العالم كله في الخامسة من مساء اليوم الخميس إلى العاصمة الروسية موسكو، ترقبا لانطلاق منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2018 بمباراة الافتتاح بين روسيا (الدولة المضيفة) والمنتخب السعودي، ضمن مباريات المجموعة الأولى التي تضم أيضا مصر وأورجواي. لم تعد مثل هذه البطولة مجرد مسابقة رياضة فقط، فقد باتت فرصة لانتعاش اقتصادي ومكانة عالمية للدولة المضيفة، التي تصبح محط أنظار العالم من بداية الاستعدادات لانطلاق البطولة وحتى نهايتها، حتى قيل إن العام الذي يصادف انطلاق بطولة كأس العالم لا يشهد حروب عالمية.

استعدت روسيا لهذه اللحظة على مدى سنوات طويلة، وتتطلع لاستغلال هذه المناسبة لاثبات جدارتها بتنظيم الدورة رقم 21 لبطولة كأس العالم، التي انطلقت أولى دوراتها عام 1930 في أورجواي. وبدأت الدولة الروسية استعدادتها المكثفة قبل سنوات من إعلان فوزها بتنظيم البطولة في ديسمبر 2010، بعد أن تفوقت على ملف مشترك مقدم من إسبانيا والبرتغال وأخر مقدم من بلجيكا وهولندا، وأخيرا ملف إنجلترا.

عشرة أعوام من الاستعداد، كلفت الاقتصاد الروسي ما يقرب من 20 مليار دولار، طبقا لوكالات الأنباء الروسية، لتهيئة 12 ملعباً في 11 مدينة روسية لاستقبال 32 فريقا، وجماهير تلك البلاد بطبيعة الحال.

لم يكن الطريق ممهدا بالطبع أمام كل تلك التكلفة المالية حتى في ظل 8 سنوات من الاستعداد، ففي البداية كان الملف الروسي يتضمن إقامة البطولة على 16 ملعبا، في 13 مدينة، ثم تم تقليص العدد إلى 14 ملعبا، وأخيرا تم الاستقرار على العدد الحالي، بالإضافة إلى كون المدن المستضيفة جميعها تقع على الجانب الأوربي من مساحة البلاد الشاسعة.

التكلفة شملت تجديد 3 ملاعب، ملعب لوجنيكي في موسكو وملعب سنترال في يكاترينبورج، وملعب في شت الأولمبي في سوتشي، إضافة إلى بناء 9 ملاعب جديدة، بداية من ملعب موردوفيا بمدينة سارانسك، وحتى ملعب كوسموس أرينا بمدينة سامارا.

ملعب موردوفيا

وحسب رئيس اللجنة المنظمة، أليكسي سوروكين، فإن روسيا تنتظر ما يقرب من 500 ألف سائح خلال فترة البطولة. وعلى مدار البطولات الأربع السابقة ساهمت البطولة في انعاش اقتصادات البلاد المستضيفة، طبقا للبيانات الحكومية المعلنة من تلك البلاد، بما يقرب من 50 ألف فرصة عمل دائم في جنوب إفريقيا 2010، و500 ألف فرصة عمل بين دائم ومؤقت في البرازيل، 2014.

أليكسي سوروكين

إلا أن الأمر لا يبدو ورديا دائما على أصعدة أخرى، خاصة مع ترجيح ارتفاع معدلات التضخم في تلك البلاد جراء ما يتطلبه الاستعداد للبطولة من إنفاق هائل، مثلما حدث في البرازيل، بعد أن زادت أسعار العقارات بسبب كأس العالم، وارتفعت خلالها أسعار أغلب المواد الاستهلاكية، كما لم تخل أي من البطولات الأربع السابقة من شبهات استغلال العمال في إنجاز مشروعات البنية التحتية المطلوبة على سبيل المثال.

Related Articles

Back to top button

Adblock Detected

Please consider supporting us by disabling your ad blocker