ثقافة

«الإبداع على طريق الحرير».. استكشاف لآفاق الانفتاح الثقافي العربي الصيني

استضافت القاهرة هذا الأسبوع الدورة الأولى لمنتدى الأدب العربي والصيني بعنوان “الإبداع الأدبي على طريق الحرير الجديد”، بمشاركة واسعة من كتاب وأدباء صينيين وعرب. تناول الملتقى فرص تعزيز التعاون الثقافي بين الجانبين على الأصعدة كافة، عبر ثلاثة محاور تشمل: “التراث والإبداع الأدبي” و”الأدب فى الحياة المعاصرة” و”حركة ترجمة الأعمال الأدبية”.

وقال حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، إن المنتدى خطوة على طريق تعزيز الاستفادة المتبادلة بين الحضارات، وتوطيد الصداقة العريقة بين الصين والدول العربية، والتأسيس لرؤية مشتركة تسهم في تدشين عصر جديد من الانفتاح الثقافي العربي الصيني.

ولفت الصايغ إلى أن المنتدى الذي شهد حضور ممثلين عن الاتحادات العربية واتحاد كتاب الصين برئاسة رئيسة الاتحاد تيه نينج قرر عقد اجتماعاته دوريًّا كل عام بالتبادل، مرة في إحدى الدول العربية والأخرى في الصين، ما يوفر إطارا محفزا للتبادل الثقافي بين الكتاب والهيئات المعنية بالأدب والترجمة والنشر من الجانبين، ويسهم في تنشيط حركة الترجمة الحالية من العربية إلى الصينية والعكس، لتعريف القراء في الصين والدول العربية بالأعمال الأدبية المميزة.  المستقبل.

من جانبه، أوضح رئيس اتحاد كتاب مصر، الدكتور علاء عبد الهادي، أن المشاركة العربية ضمت ممثلين عن الأدباء والمبدعين من مصر والإمارات والسودان واليمن وعمان والكويت وفلسطين والجزائر، ما يعكس تطلع الجانبين لإثراء علاقات التعاون الثقافي والفكري المشترك بين الأدباء والكتاب والمفكرين الصينيين والعرب.

في نفس السياق رأى أمين عام رابطة الأدباء الكويتية طلال الرميضي، أن المنتدى يسهم في فتح قنوات جديدة للأدباء العرب للتواصل مع الأدباء والكتاب الصينيين لطرح منتجهم الإبداعي والتعرف على الإبداع الصيني العريق، ما يعزز فرص التفاعل الفكري والإنساني بين الحضارتين العربية والصينية.

وأشار الرميضي، إلى أن الناقد والأكاديمي الكويتي الدكتور فيصل القحطاني طرح على المنتدى، بحثاً بعنوان (الخطاب الاجتماعي في الرواية الكويتية المعاصرة) يتناول فيه بالتحليل والدراسة، أهمية تأثيرات الواقع الاجتماعي على المنتج الإبداعي الأدبي الكويتي من خلال طرح نموذجين لكل من الأديب إسماعيل فهد إسماعيل والروائي الشاب عبد الله البصيّص، ما يتيح للجانب الصيني التعرف أكثر على تاريخ وواقع الأدب الروائي الكويتي، ومتابعة تطور الحياة السياسية الاقتصادية والاجتماعية في الكويت، وتأثيرها على الأدب الروائي الكويتي.

ولفتت الناقدة الدكتور سهير المصادفة إلى ان العلاقات الثقافية الصينية المصرية ممتدة منذ مطلع القرن العشرين، عندما أرسلت مصر وفودًا لتعليم بعض الطلاب الصينين اللغة العربية، وكذلك عبر علاقات الأزهر الثقافية بالصين. وقالت: العلاقات الثقافية  تفتر أحيانًا وتزدهر أحيانًا أخرى كما نشهد الآن بجهود البلدين العريقين الممتدة حضارتهما في عمق التاريخ لأكثر من خمسة آلاف عام.

من جهته يلفت المترجم والأكاديمى محسن فرجاني، إلى أن المنتدى فرصة لتغيير مفهوم المبادلات الثقافية العربية الصينية، وتجاوز النظرة التقليدية في الانفتاح العربي على ثقافة الغرب فحسب. وقال إن الصين تدشن لمرحلة التبادلات الثقافية المتكافئة، وجاء اختيار مصر كونها أحد أبرز مراكز اشعاع التنوير في المنطقة، بما تحمله من تاريخ وإرث ثقافي، فضلا عن الزخم المأمول في مجال الترجمة من الصينية إلي العربية، والعكس، برعاية المؤسسات الثقافية والاكاديمية من الجانبين.

ونوه “فرجاني” بمشاركة أحد أبرز الأسماء في الرواية الصينية  “يو هوا”، وهو طبيب وحائز على العديد من الجوائز العالمية، منها جائزة جيمس جويس، ووسام الفنون والأداب من فرنسا، وترجم له عبد العزيز حمدي إلى اللغة العربية روايتيه “اليوم السابع”، و”على قيد الحياة “.

المنتدى العربي الصيني يناقش الإبداع على طريق الحرير

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock