احتفت “دار الشروق” بصدور رواية “الزوجة المكسيكية” للكاتب الطبيب والأستاذ الجامعي إيمان يحيى، باستضافتها حفل توقيع ومناقشة الرواية الصادرة عنها حديثا.
وقال الكاتب أسامة عرابي في كلمة افتتاحية للحفل إن روايتي إيمان يحيى “الكتابة بالمشرط” و”الزوجة المكسيكية” تصدران عن مشروع حداثي ورؤية انتقائية جمالية تستمد نثرها الحي من تحولات عصرها، ومجابهة أسئلة الواقع، وتشكل امتدادا حيا لدور كاتبهما الأكاديمي، في نشاطه في جماعة “9 مارس” المعنية باستقلال الجامعة، والتي تضم صفوة الجامعيين المصريين.
وأشار إلى أن رواية يحيى احتفت بقصة حبه لفتاته المكسيكية، وكذلك برموز الثقافة العالمية الذين حضروا مؤتمر فيينا من طراز “شارلي شابلن”، و”بيكاسو”، و”جان بول سارتر”، و”بابلو نيرودا”، و”تي أرجون”، و”دييجو ريفيرا” أشهر رسام الجداريا ت في العالم.
وراى عرابي أن رواية الزوجة المكسيكية استطاعت أن تتناص مع رواية البيضاء لكاتبها يوسف إدريس، ربما على نظرية النص لـ”رولان بارت” كل نص هو تناص، والنصوص الأخرى تتراءى بمستويات متفاوتة في القراءة، وفي أشكال ليست عصية على الفهم، نصوص الثقافة السالفة والحية، فكل نص ليس إلا نسج جديد لاستشهاد سابق.
ولفت عرابي إلى أن يحيي اهتم في هذه الرواية بالقاهرة الفاطمية، لهذا كانت البطلة “روث” تعوض انشغال البطل بنضاله السري بالتجول في القاهرة القديمة وتتعرف على حواريها الضيقة ومناراتها ومآذن مساجدها.
يستعيد يحيي قاهرته وأمكنته الهاربة من زحمة قيم المجتمع الاستهلاكي، محاولا انتشال الذاكرة الاجتماعية من الاستئصال مدافعا عن التاريخ الحي من عمليات التزييف والمحو بفعل ما يحدث من تحولات اقتصادية وسياسية طرأت على المجتمع، لذا تأتي الرواية حافلة بالرؤى والدلالات التي قدمها يحيى في لغة ناصعة مشرقة وباقتدار فني يدل على تمكنه من فن الرواية ديوان العرب.
من جانبه، تحدث الكاتب الصحفي رشدى أبو الحسن عن اختيار يحيى واقعة حقيقية عن زواج يوسف إدريس من “روث” الفتاة المكسيكية، وهي الواقعة التي لم يعرفها إلا قلة. تدور الرواية بين روافد ثلاثة قصة حب، وكاتب وروائي له نشاط سياسي، وفترة سياسية ممتلئة بالأحداث السياسية الملغمة. لجأ “يحيى” إلى الوثائق التي تشير إلى تلك الفترة، وضفر الواقع بالتخييل؛ فالخيال لا يمكن إلا أن تراه واقعا في رواية “الزوجة المكسيكية”.
وأشار “أبو الحسن” إلى نجاح يحيى في اختياره لما يمكن تقديمه من وثائق داخل الرواية، خاصة أن الوثائق التي وقع عليها يحيى تكفي لكتابة العديد من الروايات.
ومن ناحيته، لفت الدكتور محمد أبو الغار إلى أن الرواية تحمل داخلها حسا تاريخيا، ولا يمكن إلا أن تصفها بالرواية وفيها كل شروط الرواية.
واختتم المناقشة الدكتور إيمان يحيي معقبا بقوله: أرهقني البحث عن حقيقة زواج يوسف إدريس من الفتاة المكسيكية روث، فقد كانت المصادر التي تشير إلى ذلك الزواج غائبة، واستغرق بحثي سنوات عقب قراءتي بضعة كلمات في كتاب للمستشرقة الروسية “فاليريا كربتشنكو” عن الأديب يوسف إدريس، تنبئ أن إدريس تزوج بابنة الفنان العالمي “دييجو ريفيرا”، فأديب مثل إدريس قد يختلط الواقع مع الخيال في أحاديثه، من هنا بدأت رحلة البحث التي استغرقت 7 سنوات، وبعدها استغرقت الكتابة 3 سنوات.
وكشف أنه عندما أرسل رسالة لابن”روث” يسأله عن علاقة أمه بيوسف إدريس، أكد له صحة واقعة زواجهم الذي انتهى بالفشل لاختلاف طبيعة العادات بين إدريس وروث.