ما بين البرونز، والخشب، والبوليستر، والحجر، والرخام، والجبس، تنوعت إبداعات الفنانين المشاركين في صالون النحت الذي يستضيف قصر الفنون في دار الأوبرا المصرية دورته الثانية حتى 7 أكتوبر المقبل.
وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم نوهت لدى افتتاحها الصالون بما تعكسه الأعمال المعروضة من تنوع وثراء فن النحت المصري المعاصر، امتدادا لأجيال من النحاتين العظام، حافظوا على ريادة بلدهم في هذا الفن العريق منذ بدء الحضارة الفرعونية القديمة وعلى امتداد العصور.
تضم هذه الدورة من الصالون نماذج من أعمال 57 فنانا مشاركا، يمثلون تنوع مدارس النحت المعاصرة من مختلف الأجيال، كما يشهد الصالون تكريم أسماء ثلاثة من كبار الرواد الراحلين عن مجمل عطائهم في فن النحت المصري، وهم الدكتور كمال عبيد، والفنان عبد الهادي الوشاحي، والدكتور فاروق إبراهيم، الذين تصدرت أعمالهم القاعة الرئيسية في قصر الفنون.
ومن بين أهم الأعمال المعروضة تمثال عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، للفنان عبد الهادي الوشاحي، الذي رحل قبل الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة له وعكف تلميذه الدكتور شمس القرنفلي على استكماله منذ أربع سنوات، وعرُض للمرة الأولى بقاعة أفق التابعة لقطاع الفنون التشكيلية.
كما تضم المعروضات منحوتات للفنانين عبد العزيز صعب، السيد عبده سليم، جمال عبد الناصر، عصام درويش، محمد رضوان، أحمد قرعلى، هشام عبد الله، إيهاب اللبان، محمد عبد الله، معاوية هلال، ناثان دوس، أمجد ريان، سيدة خليل، ريم أسامة، ياسمينة حيدر، نيفين فرغلي، شيماء درويش، وآخرين.
عدد من أبرز الفنانين المشاركين أشادوا في تصريحات لـ”أصوات” بالتنظيم المتقن للصالون وتنوع معروضاته، وأعمالهم المشاركة في العرض.
أشار الدكتور السيد عبده سليم إلى عرضه ثلاثة أعمال نحتية من البرونز، وهي: حصان مجنح يعلوه رأس طائر، ومنحوت ملاك الخير، وعفريت القمر، وجميعها تعكس حس التاريخ وإسقاط على الواقع الراهن.
وقالت الدكتورة سيدة خليل الأستاذ بكلية التربية الفنية إنها تشارك في الصالون بعملين من خام النحاس يعبران عن تناقض وتضاد العلاقات والمشاعر الإنسانية، عبر أشكال آدمية تمزج بين الصمت والشجن بإيقاعات خطوطها التعبيرية المتلاقية في تشكيلات الفراغ المحيط بها من جميع الجهات، وصلابة الحدود الهندسية التي تعيش فيها، حائرة بين أحلامها البسيطة وألم الواقع وصدماته.
من جانبها، لفتت الدكتور نفين فرغلى الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية إلى مشاركتها في الصالون بعملين من خامة الصاج والحديد ينتميان للفنون التفاعلية الحركية التي تعتمد على نظرية اللعب كوسيلة تعبيرية يتم من خلالها التنفيس والانفعال والبعد المؤقت عن العالم المحيط بنا.
وقال النحات الكبير محمد الفيومي إنه يشارك بتمثال لرجل ممتلئ الجسد يوحي وجهه بالكثير من التفاصيل والتعبيرات المختلفة، وينتمى إلى اتجاه المدرسة الواقعية، مع توظيف الكتلة وجماليات التشريح في اللعب على المشاعر الإنسانية بشكل هادئ بعيداً عن الافتعال.
وأعرب عن سعادته بالمشاركة في صالون النحت الذي يمثل تجمعا مميزا يتبارى فيه الفنانون لإظهار أهم إبداعاتهم وتبادل الخبرات مع الإبداعات الأخرى المشاركة.