رؤى

د. عصمت نصار: استئناف المشروع النهضوي رهن تحديد الثوابت والمتغيرات

شهدت مصر والمنطقة العربية عامة مشروعا نهضويا بدأت بشائره مع مطلع القرن التاسع عشر مع بداية تأسيس الدولة الحديثة في عهد محمد علي. رفع هذا المشروع راية الإصلاح الديني مع الأفغاني ومحمد عبده وابن باديس، كما تبنى أفكار النهضة الليبرالية مع الطهطاوي ومن بعده علي مبارك وأحمد لطفي السيد وعباس العقاد وقاسم أمين وطه حسين، وارتفعت دعوات اللحاق بعصر العلم على أيدي شبلي شميل وفرح أنطون ويعقوب صروف وسلامة موسى، وغيرهم.

هل ما يزال حلم النهضة قائما في عصرنا الراهن؟ وهل خمدت أفكار الثورة والمشروعات القومية لتوحد العرب التي ارتفعت راياتها مع موجة التحرر الوطني في منتصف القرن الماضي؟ هل من سبيل إلى مشروع يعيد إلى الأمة تماسكها في مواجهة عصر سيادة التكتلات العالمية وهيمنة السلاح ورؤوس الأموال الأجنبية ومخططات تفكيك بنية الأوطان لصالح مشروعات الهيمنة العالمية على مصادر الثروة والقوة في العالم؟

في محاولة للإجابة عن هذه الأسئلة حاورنا الأستاذ الدكتور عصمت نصار أستاذ الفكر العربي المعاصر بجامعة القاهرة، الذي أثرت مؤلفاته المكتبة العربية، ونذكر منها “الفكر المصري الحديث بين النقض والنقد”، “الخطاب الفلسفي عند ابن رشد وأثره في كتابات محمد عبده وزكي نجيب محمود”، “الفكر القومي التربوي عند ساطع الحصري”. الحوار يلقي الضوء على قرنين من الزمان هما عمر مشروع النهضة الإسلامية.

نصار رفض منذ البداية اعتبار رؤيته شهادة للتاريخ، وفضل أن تكون في أحسن الأحوال محاولة للتأمل في مسألة تؤرقنا جميعا.

وإلى نص الحوار.

البدايات الأولى

نعلم أنه من العسير الحديث عن زمن محدد لنشأة أو أفول حضارة ما؟ ولكن في رأيك متى كانت القرعة الأولى التي أعلنت بداية عصر جديد من النهضة الإسلامية؟ وهل كان ثمة داع يدعو لها؟

– عادة ما ينسب المؤرخون نشأة المشروع إلى تأثير الحملة الفرنسية، أو رغبة محمد علي في تكوين دولته الحديثة، غير أن هذا ليس صحيحا، فالمشروع فيما أعتقد نشأ من حاجة الواقع إليه، فلم يكن حسن العطار أو  بطرس البستاني أو رفاعة الطهطاوي أو أحمد مدحت باشا مثل مونتسكيو وفولتير وغيرهم من منظري النهضة الغربية. وعلى الرغم من أننا لا ننكر دور الحملة الفرنسية في توعية الرأي العام، وكذلك دور محمد على  في تفعيل المشروع،  اعتقد أننا إذا تجاهلنا وجود هؤلاء في التاريخ فإن المشروع كان سيظل موجودا ولو لم يُفعًل.

المشروع بدأ مع دعوات حسن العطار إلى بناء جيل من المثقفين يدين بالولاء لأصالة التراث الإسلامي من جهة  ويؤمن بضرورة العلم والانفتاح على الآخر من ناحية أخرى، وهي الأفكار التي استهوت محمد على وحاول تفعيلها، وهذا درس للتاريخ، يتمثل في ضرورة التوافق بين أهداف السلطة ومشاريع المثقفين، وإلا فلن تكون هناك فرصة للتغيير.

 لكن يقال أن محمد علي استقطب هؤلاء لبناء دولته الحديثة على أسس علمية ومساعدته في الاستقلال عن الباب العالي في تركيا؟

هذا ليس صحيحا، فمحمد علي كان يستقطب أصحاب الفكر العلمي البحت والفكر العسكري لبناء الموانئ والأساطيل وتأسيس إدارات الدولة، ولكن لم يدر بذهنه أبدا أنه صاحب دولة علمية أو أنه كان يستهدف إحياء الثقافة الإسلامية أو يعيد بناء العقلية الثقافية التي كان يحكمها، وإنما يٌرد هذا في الأساس إلى حسن العطار ومدرسته.

 أصداء عربية

هل كان لهذا الخطاب النهضوي في القاهرة ما يناظره في العواصم العربية والإسلامية؟

 في العواصم العربية كان هناك العديد من دعوات الإصلاح ولكن بمستويات مختلفة، ففي الجزيرة العربية كانت هناك الدعوة الوهابية التي استهدفت تنقية العقيدة من الشوائب وإرجاع الدين إلى سذاجته الأولى، لكنها لم تستهدف إصلاحا ثقافيا ومدنيا كما في مصر، بل إن محمد بن عبد الوهاب لم يفكر في إنشاء مدرسة واحدة فقد كان خطابا سلفيا ناقصا.

أما في الشام فقد كان العبء يقع على عاتق الطبقة الوسطى نفسها، فبطرس البستاني وحسين الجسر هما قطبا النهضة في بلاد الشام، لأن أحمد فارس الشدياق قضى أغلب حياته خارج بلاد الشام متنقلا بين القاهرة واسطنبول، فيما يمكن أن نطلق عليه “التيار المهاجر”، أما بطرس البستاني فقد فكر في بناء المدارس التي تجمع بين العلوم العصرية والعلوم اللغوية بجانب اللاهوت حتى أنه تحدث عن رغبته في بناء جامعات على غرار الجامعات العلمانية، وهي الفكرة التي قام بتنفيذها حسين الجسر حين أنشأ أول مدرسة وطنية في عام 1876م.

ورغم ذلك، فلا زلت أعتقد أن الفكر العربي المعاصر نشأ في مصر، فدعوات روادها هي التي كانت تنذر بقيام نهضة حقيقية، أما بقية العواصم العربية فيمكنك أن تشاهد فيها أضواء خافتة، كخير الدين التونسي في تونس.

الوافد والموروث

نعود إلى مصر، هل يمكنك أن تذكر لنا من هم رواد هذه النهضة؟ وإلى أي حد كانوا يعون ما يُقدمون عليه؟

 هناك العديد من الأسماء، مثل حسن العطار، وحسن الجبرتي وهو والد عبد الرحمن الجبرتي المؤرخ الشهير، ورفاعة الطهطاوي، وعلي مبارك، والشيخ حسن الطويل ، والشيخ المرصفي. كتابات هؤلاء تنم عن وعيهم الكامل بدورهم النهضوي، فرفاعة الطهطاوي أثناء إنشائه لديوان المدارس أو مدرسة الألسن كان واعيا بأنه يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وحين يتحدث عن الاجتهاد والتجديد يقول أن هذا هو القناة الشرعية لإعادة مجد الدولة الإسلامية أو النهضة العربية.

 هل شهد المشروع نوعا من أنواع الانفلات من  الحضارة الإسلامية، وتبني أفكار الحضارة الغربية؟

على الإطلاق. كان المشروع إسلاميا خالصا، لأنهم حين كانوا يتحدثون عن ضرورة الاقتباس من الغرب، كانوا يُعلقون ذلك بعدم التعارض مع الثابت العقدي، في حين أن دعوات النهضة في بلاد الشام لم يكن يعنيها التعارض مع الثابت العقدي، ولذلك لم تفلح دعوات النهضة في بلاد الشام بسبب الاصطدام بين دعوات الإصلاحيين وضغوط الكنيسة، وهذا سبب هجرة الأقلام الحرة من بلاد الشام إلى مصر.

ألا تعتقد أن السبب في تأكيدهم على إسلامية المشروع وليس عروبته أو مصريته، هو أنهم كانوا يتحدثون في ظل خلافة إسلامية يقودها الأتراك وهم ليسوا عربا، ووالي عثماني ألباني الأصل، وهو ما يفسر تعالي صيحات ودعوات القطرية بمجرد سقوط الخلافة؟

اعتقادي أن المصريين لم يوحدوا بين الفكر العثماني الحاكم وبين الفكر الإسلامي، وإلا لكفر محمد علي لخروجه عن الدولة العثمانية، وهذا ما لم يحدث.

أسئلة النهضة

ما هي أسئلة النهضة في تلك المرحلة؟

– كان السؤال الأهم في تلك المرحلة هو: كيف نستطيع اللحاق بأوروبا دون التنازل عن مشخصاتنا؟ ثم كيفية بعث الحضارة الإسلامية بكل ما فيها؟ وكيف يمكن تجديد الثوابت الشخصية وثوابت الهوية لتكون مؤهلة أن تفعل بندية تجاه الآخر؟ هل الدين عائق من عوائق التقدم؟ هل هناك صراع بين التفكير العقلي وما جاء به الوحي؟ كيف يمكن الرد على دعاة الاستغراب والرد على المستشرقين الذين يريدون النيل من ذلك التراث؟

علمانية الإسلام

كانت أوروبا إذا نصب أعينهم، فلماذا لم يأت مشروعهم محاكاة للمشروع الغربي الذي بدأ بالإصلاح الديني؟

الإصلاح الديني كان ضرورة بالنسبة للغربي، لأن الدين كان بمثابة حجر العثرة في طريق النهضة، الوضع في الإسلام مختلف فنحن ليس لنا عداء مع العلمانية بمعانيها المختلفة، هذا الاصطلاح ظهر في منتصف القرن الثامن عشر وذاع في أواخر التاسع عشر وكان يعني “اللا إكليروسي” أي “اللا ديني”، ثم ظهر عندنا بنفس المعنى حين ترجمه بطرس البستاني في قاموسيه “محيط المحيط”، و”قطر المحيط”، ولكن لأننا لا نعاني من صراع بين الدين والمدنية وليس لدينا كهنوت نعاني وطأته، فقد تم تداوله مبكرا في كتابات المثقفين العرب بمعنى المدنية متجاهلين ما ينطوي عليه المفهوم من صراع، لذلك فأنا لا أرى بأسا من القول بأن الإسلام دين العلمانية بمختلف معانيها.

أما عدم دعوتهم المبكرة لإصلاح الأزهر، فيعزى إلى أن الأزهر في تلك الفترة كان جامدا ويخشى أن يكون في دعوات التجديد هذه إخلالا بالثابت العقدي، لذلك جعل من نفسه حائط صد للدفاع عن الثوابت العقدية، لكنه على الأقل لم يقف في سبيل تلك الدعوات الإصلاحية.

 هل توافق القائلين بأن تجربة العرب الحديثة سواء في عهد محمد علي أو التجربة الناصرية قامت على بناء الدولة وتنمية الموارد، فيما ركزت في الجانب الثقافي على التوفيق بين الوافد والموروث، ما أفضى إلى ترسخ الثقافة القديمة دون تطوير من الداخل يؤهلها أن تكون دعامة للنهضة الحديثة؟

 دعنا نحتكم إلى الواقع، لو قارنت الوضع الثقافي بين عامي 1800-1830 تجد أن الفرق شاسع بين الوضعين، حتى أحاديث المقاهي تحولت من الخرافات والجن وتوقع انهيار سد هاروت وماروت إلى الحديث عن الطباعة والبواخر والكتب، وأصبح لينا الصحف ابتداء من جرنال الخديوي ثم العديد من الصحف والمجلات العلمية.

 لكن هذا كله توقف بعد اتفاقية لندن 1840م؟

لا. ما توقف هو الجانب العسكري فقط، وهذا يؤكد أن النهضة لم تكن عسكرية فقط، فقد أعاد إسماعيل مظاهر النهضة الثقافية التي كانت في عصر محمد علي.

لكن هذا بعد فترتي حكم عباس وسعيد؟

هاتان الفترتان لم تدوما أكثر من عشرين عاما؟ وما حدث أن النهضة كانت قد تغلغلت بالفعل في الطبقة الوسطى حتى لو أهملت على مستوى الحكام، وبدأ الأزهريون على الرغم من معاداتهم للفكر الوافد من الغرب يقودون هذه المرحلة، بل يمكننا أن نعتبر الأزهريين هم المؤسسون الحقيقيون للفكر العربي الحديث، فتلامذة رفاعة الطهطاوي وعلي مبارك كانوا جميعا من الأزهريين وقد شعروا بأهمية التعليم وبدأت المطالب بتدعيم دراسات الطب والهندسة وإنشاء المراصد، واستطاعوا أن يطرحوا العديد من القضايا التي لا زالت مجالا للبحث لدينا مثل إثارة قضية الهوية ومراجعة التراث الإسلامي مراجعة نقدية وتنقية السنة النبوية وضرورة الانفتاح على الثقافة الغربية على أن تكون الاستعانة بالمناهج وليس النظريات.

نموذج حضاري

هل ترى صحة ما يقال أن دعوات الطهطاوي وخير الدين التونسي إلى نموذج حضاري يجمع بين الطبيعة المادية الغربية والسمو الروحي الشرقي أفضت إلى وجود نموذج مسخ؟

من الذي قال إن النموذج المصري أو التونسي للنهضة كان نموذجا منسوخا أو ممسوخا؟ على العكس، بل نستطيع أن نعتبر هذا من مظاهر عظمة هذا المشروع. هم كانوا يطوعون الفكر ولم يكونوا يستوردون نظريات وإنما يستوردون أفكارا ومناهج، والفرق شاسع بين العمليتين، فالثانية لا تجعلك محكوما بفكرة أو متبني أعمى، فمثلا  فعندما ترجم الطهطاوي “وقائع الأفلاك” قام بتمصيره، كذلك كل الأفكار الاقتصادية والسياسية حتى الرؤى الغربية الدينية كانت تمصر على يد رفاعة وتلاميذه، فكانت لديهم حساسية ما نطلق عليه صبغة العلوم بالصبغة الثقافية، فخير الدين التونسي لم تكن قضيته نقل الأفكار الاقتصادية الأوروبية إلى تونس بل كان يهدف إلى نقل الخبرات الفرنسية والانجليزية والعثمانية لإنقاذ بلاده. روح الانتماء لديهم كانت عالية للغاية وسعوا إلى معالجة الواقع وليس الأفكار المجردة.

 في رأيك متى انحسرت مشاريع النهضة؟

إذا كنت تعني بالانحسار التوقف، فأعتقد أن تيار النهضة ظل متواصلا وبنفس القوة منذ رفاعة الطهطاوي وحتى آخر تلامذة محمد عبده، طه حسين والعقاد. السبب في هذا التواصل يعود إلى بنية التيار ذاته، فالمدارس الفكرية كانت تقوم على شكل الصحبة والإتباع، ولم تكن هناك تيارات جاهزة يتم تمثلها كما يحدث اليوم، فإذا آمن شخص بفكرة جمع صحبه حولها ثم تتسع الدائرة إلى أن تصبح طبقة عريضة، فيقومون معا بتحديد الثوابت والمتغيرات، وقد يختلفون حول المتغيرات لكن الثابت يظل واحدا، لذلك لن تجد أياً من أشكال العراك الفكري أو محاولات الإطاحة الفكرية داخل هذه المدارس. أعطني نموذجا واحدا.

 يقال أن علي مبارك كان وراء إقصاء رفاعة الطهطاوي إلى السودان في عهد سعيد؟

هذا الكلام في حاجة إلى مراجعة، اقرأ مجلة “روضة المدارس” التي كان علي مبارك ناظرها تجده في كل عدد يبجل الطهطاوي، الأروع أن تجد الطهطاوي يُثني على خير الدين التونسي، وكلاهما يُثنيان على أحمد فارس الشدياق، ثم يعود ثلاثتهم ليثنوا على بطرس البستاني، ويمكنك أن تعد هذه السمة الثانية للنهضة، فالاختلاف عادة ما يكون حول الرؤى، لكن أسس النهضة ثابتة، فلم يظهر ما يسمى بالتآمر إلا عندما ظهرت الأحزاب تأثرا بالغرب وظهرت المجلات العلمية التي لا يبرأ  كثير منها من العمالة للمستعمر، على الرغم من ذلك فإن تيار النهضة المتمثل في الاتجاه المحافظ المستنير لم يتوقف ولم يصبه خلل.

هل يمكن أن نعتبر أن مشروع النهضة في تلك الفترة يحمل ملامح فرنسية جراء توجه أغلب البعثات العلمية إلى فرنسا وإشرافها المباشر على نتائج تلك البعثات؟

إلى حد ما هذا الكلام صحيح وله مبرراته، وهو ليس قاصرا على البعثات فقط، فالاحتلال الفرنسي كان ذا طابع ثقافي غالب، وكانت فرنسا تمد دائما مستعمراتها في الشرق الأوسط بالمدارس والإرساليات لنشر المذهب الكاثوليكي ونشر الثقافة الفرنسية، المصري وجد في الثقافة الفرنسية وجهة تنويرية ولم يتخذ موقفا عدائيا تجاه أي وافد، فلم نسمع أن الأزهر وقف رافضا لبناء المدارس أو المصانع أو حتى دار الأوبرا، وهكذا وجدت الثقافة الفرنسية مجالا خصبا للانتشار، ما أفسح المجال لصعود تيار ثقافي فرنسي قوي حتى بداية ثمانينيات القرن التاسع عشر، ومع بداية الاحتلال الانجليزي بدأ تيار مواز للثقافة الإنجليزية يتخلل الحياة الثقافية.

ومن كانوا أبرز رموز تيار الثقافة الإنجليزية الوافدة؟

يعقوب صروف وفارس نمر أصحاب مجلة “المقتطف”، وأيضا مجلة “الزمان” التي كانت تروج للفكر الانجليزي و تبرر وجود الاحتلال الانجليزي وتدافع عنه.

إسهام المسيحيين

هؤلاء جميعا شوام ونصارى، ألا يثير هذا الشك في إخلاصهم للمشروع النهضوي الإسلامي؟

لا أستطيع أن أقول أن المسيحيين كان لهم دورا مضادا في النهضة إلا بعض الأقلام المغرضة والمأجورة، وهذا طبيعي فلم يكن كل النهضويين ملائكة، فقد كان فارس نمر مثلا صهر وزير خارجية انجلترا آنذاك، وعندما أصدر السير ويل كوكس مجلة “الصحة” وهاجم فيها العربية كما هاجم كرومر الإسلام، كان بعض المبشرين من المسيحيين يميلون إلى آرائهم، لكن هذا لا يعني أن التيار النهضوي المسيحي كان ضد الإسلام، فأنا أرفض المراهنة على ذلك واعتبرها من المغالطات، ولا يجب أن ننسى أنه إذا كان الأزهر هو الذي حافظ على الفصحى في مصر فإن بطرس البستاني هو الذي حافظ على الفصحى في بلاد الشام وأنه صاحب أول معجم عربي حديث.

الشوام أيضا كانوا أول من نادى بالطابع العربي القومي حتى لو كان ذلك هربا من الضغط العثماني، لكن كان يمكن في المقابل أن يميلوا للغرب، وبطرس البستاني له عبارة يقول فيها “إن لنا هوية يجب أن ندافع عنها وأن نحذر من الغرب الاستعماري”، وكان يمكن للمسيحيين أن يظلوا غرباء في الدولة الإسلامية لو أن البستاني لم يبادر إلى ترجمة الكتاب المقدس إلى العربية.

بلال مؤمن

كاتب و محرر مصري

Related Articles

Back to top button

Adblock Detected

Please consider supporting us by disabling your ad blocker