رؤى

«الوهابية».. النشأة، التحولات، الخطر الماثل (1)

“تحالف محمد بن عبد الوهاب مع محمد بن سعود فتعانق المشروع الديني مع الطموح السياسي، وتحولت الحركة البازغة من حالة محلية بسيطة إلي قوة تحركها دينامية الغزو والقتال تحت عنوان الجهاد فبسطت سلطانها وتأثيرها علي البلدان المجاورة في الجزيرة العربية من اليمن وحتي الشام، وأصبحت تمثل تحديا لدولة الخلافة العثمانية علي مستوي بسط سيطرتها على الحرمين الشريفين ومكة والمدينة  وعلي مستوي إمكان تحالفها مع قوى الإنجليز البازغة في المنطقة”.  

 النشأة والتكوين

ولد محمد بن عبد الوهاب بمنطقة العيينه بنجد سنة 1703م -1115هـ ، لأسرة تشتغل بالعلوم الإسلامية والقضاء، فأبوه كان فقيها  وقاضيا وجده سليمان كان كذلك أيضا وأخوه سليمان الأكبر منه كان مفتيا وقاضيا وفقيها. سوف نلاحظ أن محمد بن عبد الوهاب لم يجهر بدعوته طوال حياة أبيه رغم اكتمال تكوينه العلمي،  فأبوه مات عام 1153هـ،  وهو قد عاد من تطوافه العلمي والفقهي  إلى بلدة حريملاء التي كان يعمل بها أبوه قاضيا عام 1140هـ ، ما يعني أن أباه كان يحول بينه  وبين إعلان أفكاره  لعلمه بنتائج الإفصاح عنها  والبلاغ بها بما تتضمنه من مخاطر الفتنه والانقسام في مجتمع نجد والمحيط الجغرافي حولها في الجزيرة العربية. كما أن أخاه الأكبر سليمان ( ت 1208هـ 1794م ) الذي تولي القضاء بعد أبيه، مشهود له بالفقه والتمكن العلمي كما يشير ابن بشر في تاريخه “عنوان المجد في تاريخ نجد”.

وكتب ابن غنام المدون لتاريخ الوهابية  في كتابه “تاريخ نجد” رسالة للرد علي ما جاءت به من أفكار، صدرت أكثر من مرة تحت أسماء عدة، منها “الصواعق الإلهية في الرد علي الوهابية”، و”فصل الخطاب في الرد علي محمد بن عبد الوهاب”، و”الرد علي من كفر المسلمين بسبب النذر لغير الله والاستعانة بغيره ونحو ذلك”.

لو حاولنا التعرف علي سيرة محمد بن عبد الوهاب قبل أن يعلن دعوته لا نجد فيها شيئا غير مألوف، فهو خرج يطلب العلم في البصرة وبغداد وفي مكة والمدينة والأحساء وفي كربلاء،  وهذا أمر مشهور بين طلاب العلم في العالم الإسلامي طوال تاريخهم. كما أننا لن نجد شيئا خطيرا يتفشي في سلوك أهل الجزيرة العربية سوي إشارة ابن غنام نفسه لبعض الاعتقادات المتعلقة بقدرة الكهان علي شفاء المرضي وتقديم النذور والذبائح وفق نصائح هؤلاء الكهان، ووجود قباب علي أضرحة بعض الصالحين من الصحابة كزيد بن الخطاب، وهي ظواهر قاومها العلماء قبل ظهور الوهابية ودعوا الناس إلي تركها وكشف بهتانها وضلالها، فلماذا إذن اعتبر ابن عبد الوهاب تلك الظواهر خطيرة وتهدد التوحيد وإيمان المسلم والمجتمع نفسه، ومن ثم  دخل مع مجتمعه في مواجهة كبيرة ومكلفة لم تخل من طابع دموي وقتالي راح ضحيته الآلاف من المسلمين، من المعارضين لأفكاره والمؤيدين لها.

البحث عن دور

يبدو أن الرجل كان لديه تصورا لمشروع يقوم هو فيه بدور المرشد الموجه دينيا لتحقيق ما تصوره خلاصا لمجتمعه من الجاهلية، وتحقيق التمامية الإسلامية الكاملة، واستعادة الصورة الإسلامية النقية التي كانت علي عهد السلف الأوائل، وأنه بحث عن قوة سياسية تعطي لمشروعه الحياة لأن رجل الدين الموجه والمرشد لا يستطيع وحده أن ينجز ذلك المشروع. ويبدو أن ما ذكره بن تيمية في كتابه “السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية ” حول وجود قوة بيان وهداية وإرشاد تدعمها القوة والسيف كان مؤثرا في تصورات ورؤي محمد بن عبد الوهاب الذي بدأ الإعلان والجهر بمشروعه وعمره لم يتجاوز بعد الثمان وثلاثين عاما في عام 1740 م.

 وبالعودة إلي رسالة “السياسة الشرعية” التي طبعتها وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالسعودية سوف نلاحظ أن السطور الأولى منها تقول ” الحمد لله الذي أرسل رسله بالبينات والهدى وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ، وأنزل  الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس”، وفي الرسالة ذاتها وبشكل أوضح يقول مؤلفها: فالمقصود أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الله اسم جامع لكلماته التي تضمنها كتابه وهكذا قال تعالى ” لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط”، ثم قال تعالى “وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس” فمن عدل عن الكتاب قُوم بالحديد ولهذا كان قوام الدين بالمصحف والسيف، فيُضرب بالسيف من يعدل عن المصحف.

من هنا كان ابن عبد الوهاب يبحث عن القوة السياسية التي تدعم مشروعه الديني التوحيدي كما فعل مع عثمان بن ناصر بن معمر أمير العيينة  قبل أن ينتقل إلي الدرعية ويلتقي محمد بن سعود 1744م ،  وكان كما يقول بن باز عن سيرته قد بدأ وهو في العيينة هدم القباب وتطبيق الحدود، فهدم قبة زيد بن الخطاب المقامة من وقت حرب المرتدين إذ كان زيد أحد شهداء تلك الحروب، وهدم قبة ضرار بن الأزور وهو صحابي شارك أيضا في حروب الردة ومعروف عنه الشجاعة والإقدام، ولما جاءته امرأة اعترفت بالزنا أقام عليها الحد. ويبدو أن أخبار تلك الأحداث جعلت بعض الأمراء والناس أيضا يخافون من الرجل ويهاجمون ما يفعله فترك العيينة إلي الدرعية عام 1158هـ، وهناك وجد ضالته في أميرها محمد بن سعود الذي كان قد تولى حكم الدرعية عام 1139هـ، قبل أن يرى محمد بن عبد الوهاب بتسعة عشر عاما كاملة، ولم يكن قد خطر بباله يوما أن يكون حاملا لواء دعوة جديدة في البلاد.

   

المقابلة الأولى

 بايع محمد بن سعود محمد بن عبد الوهاب علي النصرة وبشره ابن عبد الوهاب بالنصر والتمكين. وبالعودة إلى تاريخ بن بشر نجده يشير إلى المقابلة الأولى بين الرجلين الذين يمثل أحدهما الشرعية الدينية وثانيهما القوة السياسية. يقول محمد بن عبد الوهاب: هذه كلمة التوحيد من تمسك بها ملك البلاد والعباد وأنت تري نجدا وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل والفرقة والاختلاف  والقتال لبعضهم، فأرجو أن تكون إماما يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك.

بدأ محمد بن عبد الوهاب المرحلة الثانية في مشروعه بإعلان الجهاد علي من خالف دعوته، وكان يغزو البلدان المجاورة لتلك التي دانت له حول الدرعية، وكما يشير ابن غنام فإن أول جيش غزا سبع ركايب  أغارت على بعض الأعراب فغنمت ورجعت، وهي عودة لنفس المسلك العربي ذي الطابع البدوي قبل الإسلام، والذي اعتمد علي الإغارة والسلب والنهب لتحقيق مكاسب مالية، لكنه هذه المرة يأتي مدعوما بغطاء أيديولوجي ذي طابع ديني وفكري وقوة سياسية طامحة أن تكون تعبيرا عن إمامة سياسية تبسط يدها على كامل الجزيرة ا لعربية.

بدايات العنف

بدأت  أعمال الجهاد، كما أطلق عليها بن عبد الوهاب ومؤرخو الوهابية، كنوع من الكر والفر ذي طابع قبلي بدوي بدائي، لكنها تطورت فيما بعد لتصبح عملا منظما له قواعده وأسسه الدينية. طبق ابن عبد الوهاب ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع مشركي وكفار مكة وحلفائهم، فاعتبر الدرعية والبلدان التي تدخل تحت إمرته دار هجرة أهلها وحدهم هم المسلمون الموحدون، وما عداها ديار شرك وكفر وردة لا يجوز الإقامة فيها، ومن ثم فإن أهلها يُقصدون بالقتل والقتال كما يُفعل مع الكفار، فيزفف على الجريح ويُتبع الفار وتُغنم الأموال وتُقتحم الديار والبلدان بدون إعلان أو إنذار وأهلها غافلون، ويتم تبادل الأسرى وتعقد اتفاقات هدنة وصلح مع القوي السياسية التي لا يمكنه أن يخضعها.

 وقد أمر  ابن عبد الوهاب بقتل سليمان بن خويطر رسول أخيه سليمان بن عبد الوهاب، لما علم أنه يحمل كتابا لأهل العيينة يرد فيه علي آرائه، جاء فيه أن ما يعتبره بن عبد الوهاب كفرا وشركا ليس كذلك، وأنه لا يُكفر مسلم من أهل القبلة إلا بعد أن تُقام عليه الحجة وينتفي عنه عذر الجهل. كما قتل أيضا بعض من جاءته الوشاية عنهم من الأمراء والأعيان كما فعل مع عثمان بن معمر الذي قُتل وهو يصلي، وكان يدع لأصحابه  واتباعه قتل من يرون قتله من مخالفي دعوته، كما كان يجمع الزكوات والغنائم والأسلاب ويضعها في بيت مال ينفق منه على أتباعه ودعوته ويُهدي منه لمن يريد استمالتهم لجانبه، وكان أبناء سعود يحتجزون لأنفسهم الخمس ويوزعون الغنائم على بقية “الجند المنصورة” وفق تعبير مؤرخي الوهابية، للفارس سهمان وللراجل سهم واحد.

لم تكن هناك حكومة مركزية وإنما حكام لمناطق وبلدان يفرضون عليها الجباية ويستخدمونها في حرب المناطق الأخري، وكان انهيار القبيلة وتفككها عنوانا لتلك المرحلة ليصعد بدلا منها الأسر والعائلات المسيطرة والحاكمة. وقد ظلت الدعوة الوهابية حتى وفاة محمد بن سعود سنة 1179هـ ،1765م ، ومن بعده أولاده وأحفاده يتخذون  طرائق البداوة في الحركة مستندين إلى تبرير أيديولوجي لها أطلق عليه ابن عبد الوهاب “دعوة التوحيد ونبذ الشرك والردة والكفر”.

نحن أمام حركة محلية داخلية تتدافع مع بقية القبائل والقوي المسيطرة المنتشرة في الجزيرة العربية سواء أكان في نجد أو الرياض أو الإحساء أو نجران أو القصيم أو بريدة، وحتى في الطرق الرئيسية للتجارة، ولا نكاد نسمع عن أي أثر يُذكر لحضور عثماني أو حتى لأشراف مكة الذين يمثلون الدولة العثمانية  إلا استثناءات  لا تكاد تذكر عن أفكار الدعوة الجديدة حول تعميم التكفير والاستشفاع بالصالحين والأولياء  وبناء القباب علي الأضرحة. هذه حركة محلية خالصة تتقدم باستمرار  وإصرار نحو مشروعها الذي يستهدف إدخال كل القوى المشتتة والمتناحرة في الجزيرة العربية إلي حظيرة الدولة السعودية الوهابية الجديدة، ولو عدنا لتاريخ بن بشر في أحداث عام 1179هـ، وهي السنة التي تُوفي فيها محمد بن سعود، لوجدناه يقول إن عملية الهجوم المتتالي على الرياض استمر سبعا وعشرين سنة وقُتل فيها أربعة آلاف رجل من أهل الرياض وألف وسبعمائة من المسلمين، باعتبار أن أهل الرياض مشركين ومرتدين وفق بن بشر، ولم تكن الرياض قد استسلمت بعد تحت القصف البدوي المروع للحركة.

تمدد الحركة

تحولت الحركة الوهابية من حالة محلية إلي حالة تتوسع باستمرار على حساب البلدان المجاورة لها، فتوجهت الحركة إلى العراق والبصرة والزبير ومشهد والسماوة، وهدموا قباب خارج أسوار البصرة للصحابي طلحة بن عبيد الله، والحسن البصري، كما تمددت الحركة إلى قطر وعُمان والكويت واليمن والبحرين وأخضعت مساحات واسعة من الجغرافيا السياسية للجزيرة العربية تحت سلطانها.

أحكمت الحركة الوهابية سيطرتها على مكة والمدينة وأخضعت أشرافها لسلطانها، وتعددت مرات حج أمراء الحركة مثل عبد العزيز بن محمد بن سعود وابنه وخلفه، وأسند تأمين مكة والمدينة لجنود الحركة وارتفعت نداءات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق قواعد الدعوة الوهابية، لتأمر الناس بالصلاة وعدم شرب التنباك وحظر خروج النساء في زينتهن. واستحضر الوهابيون حالة النبي صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة في العام التاسع للهجرة وعفي عن أهلها وأمنهم، وفي هذا يكتب عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: “غزونا مكة في محرم سنة 1208 هـ، إبريل  1803م ، وناشد وجهاؤها وعلماؤها وكافة أهلها أمير الغزو بالأمان، وطلب الأمير من العلماء التسليم بما طالبنا الناس به وقاتلناهم لأجله وهو التسليم الخالص لله”.

   

وكنوع من تجاوز المحلية وتهديد حالة الإقليم المجاور بدافع الدينامية الجهادية والدينية التي توجه الحركة، فرض الوهابيون منع الحج لأهل مصر والشام والمغرب، بل أنهم منعوا الحجاج القادمين من اسطنبول عاصمة الخلافة واعتبروا أهلها محاربين للدعوة الوهابية  وغير داخلين في معنى المسلمين كما تفهمه  الوهابية، وهو ما اعتبرته الدولة العثمانية  تهديدا لنفوذها الديني باعتبار سلطانها هو حامي الحرمين الشريفين وضامن تأمين وصول الحجاج إلى مكة والمدينة.

غضبة عثمانية

بل إن الغزاة الوهابيين  تمددوا حتى  وصلوا إلى بصري الشام وأثاروا الرعب في دمشق ذاتها، كما أثاروه من قبل في بغداد والبصرة، وهنا تدخلت الدولة العثمانية بحض الأشراف حكام إقليم الحجاز ومكة والمدينة على مواجهة الخطر الوهابي الداهم لكنهم عجزوا، فأوعزت إلى مسئوليها في العراق والشام مواجهة الحركة قبل استفحال خطرها، بيد إنهم فشلوا هم الآخرون فشلا ذريعا، وهنا طلب السلطان العثماني محمود الثاني( 1785-1839م ) من واليه على مصر، محمد علي(1769 – 1848م ) أن يقوم هو بالمهمة فأرسل ابنه أحمد طوسون، ثم سافر هو بنفسه لاستعادة السيطرة على مكة والمدينة وتعيين الأشراف عليها من قبل الدولة، وبعدها كلف ابنه إبراهيم( 1789-1848م ) بتجهيز قوة مصرية وشامية ومغربية هائلة استطاعت ملاحقة الحركة في عقر دارها والمناطق التي وقعت تحت سلطانها حتي داهمتها في قلب دار الإسلام الوهابي “الدرعية” التي سقطت بعد قتال دام في أيدي جيوش إبراهيم وقُتل عدد كبير من علمائها وقضاتها وقادتها من أبناء سعود وأبناء محمد بن عبد الوهاب، وأُرسل عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن سعود أمير الحركة في ذلك الوقت إلى مصر ومنها إلي اسطنبول حيث قُتل هناك، وبذلك انتهت الدولة السعودية الأولى التي استمرت من 1158هـ  حتى 1233هـ (1744-1818م).

فراغ استراتيجي

نحن إذن  أمام حركة محلية صادفت فراغا استراتيجيا وفكريا في الإقليم الذي ظهرت فيه، ما سهل تحالف رجل دين لديه مشروع لتأسيس دولة دينية تقوم على تحكيم الشريعة وإحكام السيطرة على ولاة  وحكام البلدان والمناطق المتنازعة، مع حاكم سياسي طموح وجد في المشروع ضالته فبايع الشيخ على نصرته وحمايته وبايعه الشيخ على أن يتحقق له التمكين ولأولاده من بعده.

صحيح ان الحركة ككل شيء يبدأ في أوله لا يلفت الانتباه ثم لا تلبث أن يغريها الفراغ الاستراتيجي والفكري بالتوسع ثم تغريها أطماع القوة بالاستمرار في التوسع دون إدراك لأبعاد القوى الإقليمية والاستراتيجية التي تحكم المنطقة والعالم، وحين تصطدم بمصالح تلك القوى فإنها تخضع للعقاب والحصار حتى الكسوف والإخفاق، كما أنها قد تكون نهبا للتوظيف لحساب تلك القوى وأطماعها كما سيفعل الإنجليز معها في المستقبل.

الدولة السعودية هُزمت، بيد أن الدعوة الوهابية لم تُهزم، فقد استطاعت خلال ثمانين عاما أن تؤسس لنفسها وجودا وأتباعا وأن تحدث تغييرا حقيقيا وهائلا وضخما في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر والثالث عشر الهجريين (القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين) استنادا إلى منطق أيديولوجي ذي طابع بدوي استخدم الدين ربما لأول مرة في تاريخ الحركات الاجتماعية الإسلامية لتحقيق مشروع سياسي.

كمال حبيب

أكاديمي مصرى متخصص فى العلوم السياسية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال رائع ارجو ان تكمل باقي خفايه بنى سعود الدعوه التلفيه كما قال عنها الشيخ كشك الى يومنا هذا بارك الله فيك

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock