أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 2003 على أهمية التضامن الإنساني العالمي باعتباره أحد القيم الأساسية لتعزيز العلاقات بين الشعوب في القرن الحادي والعشرين، وتأكيدا لذلك أعلنت 20 ديسمبر من كل عام يوما دوليا للتضامن الإنساني.
ويأتي الاحتفال بالمناسبة هذا العام بعد توافق زعماء العالم على أهداف التنمية المستدامة التي تعد بمثابة جدول أعمال جديد وشامل يخلف حملة الأهداف الإنمائية للألفية للقضاء على الفقر وضمان الكرامة للجميع وحماية كوكب الأرض من مخاطر التهديدات البيئية المتزايدة.
وتوفر مناسبة اليوم العالمي للتضامن الإنساني فرصة لحث الحكومات على تكثيف جهودها لمكافحة الفقر ومحاربة الجوع الذي يسود العالم وزيادة الاهتمام بالفقراء، خاصة في البلدان التي تعاني ويلات الحروب والكوارث الإنسانية، وما يستدعيه ذلك من التزام البلدان المتقدمة بتخصيص جانب من ميزانياتها لمساعدة البلدان الأقل نمواً، خاصة في مجالات الخدمات الصحية و حماية البيئة وتعزيز جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفقا لمتطلبات التضامن الإنساني بين الشعوب في حل الأزمات ذات الطابع الإنساني.
كما يتعين الأخذ بعين الاعتبار تعزيز سبل العمل المشترك للقضاء على مختلف صور التمييز والتهميش الاجتماعي والتدهور البيئي التي ما تزال العديد من المجتمعات تعاني منها في مختلف أنحاء العالم، بما يكفل إقامة مجتمعات حاضنة للجميع، وبالأخص الفئات الاجتماعية المستضعفة، التزاما بمبادئ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي اعتمدها قادة العالم في سبتمبر 2015، وفي اتفاق باريس بشأن تغير المناخ.