مختارات

7 مشاعر تغيرت على مر التاريخ

غالبا ما ننظر إلى المشاعر الإنسانية باعتبارها شيئا ثابتا وعالميا. لكنها في الحقيقة تختلف من مكان إلى آخر. وعلى سبيل المثال، ثمة مصطلح تتميز به اللغة الألمانية لوصف شعور أحدهم بالسعادة جراء أذى يلحق بشخص آخر.

كما تظهر مشاعر أخرى لم تكن موجودة من قبل، مثل الخوف من تضييع الفرص، وهو نوع من القلق المرضي خوفا من أن يفوّت الإنسان حدثا هاما أو مثيرا في مكان آخر، وعادة ما تأججه المنشورات التي نراها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبذلك، تتغير المشاعر بمرور الوقت، وتتغير طريقة تعاملنا معها وتعبيرنا وحديثنا عنها.

وتوضح الدكتورة سارة شاني، من مركز تاريخ المشاعر، بعض المشاعر التي كانت موجودة في الماضي، وقد تساعدنا في فهم مشاعرنا اليوم.

1- الفتور الروحي

راهبان
كان الفتور الروحي نوعا من المشاعر التي تصيب فئة بعينها من الرجال في العصور الوسطى، وهم الرهبان الذين يعيشون في الأديرة.

وعادة ما تتولد هذه المشاعر نتيجة أزمة روحانية. وعادة ما شعر من مروا بها باليأس، والكسل، وربما الرغبة الجامحة في التخلي عن الرهبنة ككل.

وتقول شاني: «اليوم قد نشير إلى مثل هذا الشعور على أنه اكتئاب. لكن الفتور الروحي كان يتعلق تحديدا بالأزمة الروحانية والحياة في الدير».

ويمكن القول إن مثل هذا الشعور سبب قلقا لرؤساء الأديرة، الذين عانوا من حالة الكسل والبلادة التي تصاحب الفتور الروحي.

وبمرور الوقت، أصبح مصطلح الفتور الروحي أكثر ارتباطا بمصطلح الكسل، وهو أحد الخطايا السبع المميتة.

2- الهياج

رجلان يقيدان رجلا غاضبا
تقول شاني إن هذا مثال جيد آخر على المشاعر في العصور الوسطى.

«وهو يشبه الغضب، لكنه أكثر خصوصية من استخدامنا لكلمة الغضب الآن».

«والشخص المصاب بالهياج سيكون في حالة شديدة العصبية. ستصيبه نوبات من الغضب المشوبة بالعنف، وسيضرب كل شيء حوله ويسبب الكثير من الضوضاء».

إجمالا، من المستحيل أن يظل الشخص في حالة غضب ساكن.

ويُبرز هذا النوع من المشاعر التباين مع فكرتنا عن المشاعر على أنها شيء داخلي، يمكننا حجبها إذا بذلنا ما يكفي من الجهد.

لكن من شعروا بالهياج في العصور الوسطى لم يخضعوا لمثل هذه الفكرة.

«فاللغة التي استخدمها الناس لوصف مشاعرهم تشي بأنهم شعروا بأشياء لا يمكننا أبدا الشعور بها»، على حد قول شاني.

3- السوداوية

امرأة تحدق في مساحة فارغة
نستخدم كلمة السوداوية في العصر الحديث لوصف الشعور بالحزن «لكن في الماضي كان لها معنى مختلف».

وتقول شاني: «في المراحل المبكرة من العصر الحديث، كان يُنظر للسوداوية كحالة من المرض الجسدي المرتبط بالشعور بالخوف».

وكان الشائع، حتى القرن السادس عشر، أن حالة الإنسان الصحية تتأثر بالتوازن بين أربعة عناصر داخل الجسم، هي الدم، والبلغم، وسائل أصفر تفرزه المرارة، وسائل أسود تفرزه الكلى.

وساد الاعتقاد بأن الشعور بالسوداوية يأتي نتيجة زيادة إفراز السائل الأسود.

«وفي بعض الحالات، كان الناس يخافون الحركةلاعتقادهم أنهم مصنوعون من زجاج قابل للكسر».

ومن الروايات الشهيرة في هذا الأمر أن الملك تشارلز الخامس كان أحد من صدقوا هذه الخرافات حول السوداوية، وحاك قضبانا من الحديد في ملابسه ليحمي نفسه من التعرض لحادث يكسره.

4- نوستالجيا (الحنين إلى الماضي)

بحارة
قد نظن أننا نعرف معنى لفظة نوستالجيا جيدا، «فقد أصبحنا نستخدمها كثيراً في محادثاتنا. لكن في بداية ظهورها، كانت تستخدم للإشارة إلى مرض عضوي».

وتابعت شاني: «كان هذا مرضا يصيب البحارة في القرن الثامن عشر، بسبب ابتعادهم عن منازلهم، ويرتبط بالحنين للوطن».

وبخلاف نوستالجيا العصر الحديث، كانت نوستالجيا القرن الثامن عشر لها أعراض جسدية.

وكان البحارة المصابون بالمرض يشعرون بالإرهاق، والخمول، وآلام لا يُعرف سببها، وعدم القدرة على العمل. وقد تؤدي حالة النوستالجيا إلى الموت أحيانا.

ويتنافى هذا مع ما نعرفه عن النوستالجيا في عصرنا الحديث، من الحنين لأيام مضت.

5- اضطراب ما بعدالصدمة

جندي في خندق أثناء الحرب العالمية الأولى
يعرف معظم الناس اضطراب ما بعد الصدمة، وهو الحالة التي أصابت الجنود في خنادق الحرب العالمية الأولى.

وفي الماضي، كان يُنظر لاضطراب ما بعد الصدمة على أنه حالة تمزج بين المشاعر والمرض العضوي، مثل النوستالجيا والسوداوية.

وتقول شاني: «عادة ما كانت تظهر أعراض غريبة على المصابين باضطراب ما بعد الصدمة. وغالبا ما كانوا يفقدون القدرة على الرؤية أو السمع، رغم عدم وجود أي سبب عضوي لهذه الأعراض».

«وفي بداية الحرب، ساد الظن بأن هذه الأعراض نتيجة القرب من الانفجارات التي تهز المخ. ولاحقا، عُرف أن هذه الأعراض تأتي نتيجة التجارب التي يمر بها المرضى وحالتهم النفسية».

6- توهم المرض

رجل يرعى امرأة مريضة

 

بحلول القرن التاسع عشر، بدأ الربط بين حالة توهم المرض والحالة النفسية.

وتقول شاني إن هذه الحالة كانت «النسخة المذكرة من حالة الهستيريا التي عرفها الأطباء في العصر الفيكتوري».

«وشاع أن هذه الحالة تسبب الإرهاق والألم ومشاكل الهضم. وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر، اعتُقد أن توهم المرض يرجع إلى مشاكل في الطحال. لكن لاحقا أرجع الأطباء الحالة إلى الأعصاب».

وخلص الناس في العصر الفيكتوري إلى أن أعراض الإعياء تكون بسبب توهم المرض، أو القلق المرضي على الجسم، واعتقدوا أنه عند ظهور الأعراض، يكون أصل الداء في العقل والمشاعر.

7- الجنون المعنوي

صورة لأشخاص مصابين بالجنون المعنوي

 

كان الطبيب جيمس كاولز هو أول من استخدم لفظ «الجنون المعنوي» عام 1835.

وتقول شاني إنه لفترة طويلة كان لفظ «معنوي» مرادفا لـ «عاطفي»، وكذلك «أخلاقي»

وكان المريض يُشخّص على أنه مصاب بالجنون المعنوي عند تصرفه بشكل غير معتاد أو جنوني، لكن لا تبدو عليه أي من علامات الاضطراب العقلي.

«ورصد كاولز وجود عدد كبير من المرضى يتصرفون بشكل طبيعي، لكنهم غير قادرين على التحكم في مشاعرهم، أو يرتكبون جرائم غير متوقعة».

وعلى سبيل المثال، اعتُبر داء السرقة جنونا معنويا بين سيدات المجتمع المتعلمات، إذ غاب لديهن أي دافع مادي للسرقة.

«وبشكل عام، كان الجنون المعنوي مظلة كبرى للتطرف في المشاعر، وغالبا ما شمل الأطفال العنيدين».

نقلا عن: بي بي سي

Related Articles

Back to top button

Adblock Detected

Please consider supporting us by disabling your ad blocker