مدونة أصوات

«فَضَاء» – قصة قصيرة

سَوفَ تَنطَلِق رِحلَتُنَا إِلى كَوكَبِ «الأُمْنِيات» خِلالِ دَقَائق إِربِطُوا الأَحزِمة!

هَكذا كانَت تبدأُ أحلامِي في طُفُولَتِي بِإختِلافِ اسمِ الكَوكَبِ في كُلِ حُلم فَقَدْ كانَ هُناكَ كَوكَب الأُمْنِيات، كَوكَب الأَصدِقَاءْ، كَوكَب المُستَقبَل و كَوكَب السَعَادة و الكَثيرُ الكَثيرُ مِنها!

أحلامٌ بِها رِحلاتٍ و سَفَر و أحداثٍ كثيرةٍ لم تَكُن تَحدُثُ سِوى في خَيالِي فَقَط، لم تَكُن تِلكَ الرِحَلاتُ أثناءَ نَومِي فأنا أحلُمُ و عَينَّاي مَفتُوحَتَانْ أحلُمُ في عَالَمِ الخَيالِ مُنذُ أن كُنتُ صَغِيرًا، لا أنتَظِرُ أن يأتيَنِي النَومُ بأحلامِهِ المُختَارةِ لي بَل كُنْتُ أُسَافِرُ أنا إِلى عَالَمِ الأَحلام و أرسُمُ أحداثَ رِحلَتي بنَفسِي في خَيالِي. كُنْتُ دائمًا ما أقولُ لِنفسي أنَ تِلكَ الأحلامِ سَتُصبِحَ حَقِيقَةً يومًا ما.

كَبِرت و كَبُرَت مَعي أحلامِي و خَيالاتِي، أَصبَحَتْ تِلكَ الكواكب التي كُنتُ أُسافِرُ إليها عِبارة عن عَوالِم صَغيرة بداخلي أُسافر مُتَنقلاً بينها من حينٍ لأخَر، مِنها ما نَبَضت الحياةُ بداخلهِ و أصبَح تمامًا كما تَخَيَلتُهُ في صِغَرِي، و مِنها ما ظَلَّ جِسمً مُعتَمً لا نبضَ فيهِ ولا حَياة، و مِنها ما يَنتَظِرُ أن تَدُبَ فيهِ الرُوح و أن تَبدأَ أَشِعَةُ الشَمْسِ بالتوهجِ في جوانِبهِ المُظلِمة حتى يَتَحققَ حُلمٌ جَديد و تنجحُ رحلةٌ أُخرى.

تلِكَ الرحلات التي حَلُمتُ بها مُنذُ صِغَري صارت دافِعاً لي طُوالَ حَياتي. و ما تَخَيَلتُهُ في كَواكِبِ فَضائِي الوَاسِع و أنا طفلٌ صَغير سعيتُ كَثِيراً لِتَحقِيقهِ عَلى مدارِ سَنواتِ عُمرِي. أدرَكتُ أن أحلامي هي الوقودُ الذي يدفعُ بمركبةِ حَياتِي لتَستَمر في التَقَدُم، و أنني ما دُمتُ أُسَافرُ في خَيالِي و أحلُم ستَكونُ نِهاية رحلاتي هي الوصولِ لما تَمنيتُه حتماً و تَحقِيقِه في عالمِ الوَاقِع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock