ثقافة

جوائز الدولة..حجب.. ومعارك كلامية.. ومشهد ثقافى بائس

كعادتها كل عام، صاحب إعلان جوائز الدولة، ضجيج متكرر، بدأ مع نشر الشاعر الدكتور حسن طلب، منشوراً هاجم خلاله الدكتور جابر عصفور منافسه على نيل جائزة النيل في الآداب، مروراً بإعلان أسماء الفائزين، وترجيح كفة الشعر إلى حد ما. أما السمة الأساسية لإعلان جوائز هذا العام، فكانت الحجب، بعدما أُعلن عن حجب أكثر من 20 جائزة من أصل 32.

جابر عصفور                                              حسن طلب

معركة كلامية

وقبيل إعلان أسماء الفائزين بجوائز الدولة في أقسامها المختلفة هذا العام، فوجىء الوسط الثقافي والصحفي بمعركة كلامية بين  الشاعر الدكتور حسن طلب وبين الناقد البارز الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، واللذين رشحا لجائزة النيل في الآداب، حيث شن حسن طلب، هجوما كلاميا ضد الدكتور عصفور، قبل ساعات من الإعلان رسميا عن فوز الأخير بجائزة النيل في الآداب. طلب أعتبر أن أن ترشيح «عصفور» جاء بعد خوضه عدة معارك للفوز بالجائزة، مشيرًا إلى حصوله على جائزة القذافي التي رفضها سائر الشرفاء «على حد وصفه»، الأمر الذي دعا نجل الدكتور جابر عصفور للرد عليه، والتأكيد على ملاحقته قضائيًا، فضلا عن تناول بعض الكتاب للموقف بين مؤيد له أو رافض للتصرف.

جائزة النيل

وتحت عنوان «جائزة النيل فى الآداب» كتب الشاعر حسن طلب عبر حسابه الشخصي على موقع فيس بوك «وجدت نفسى على غير انتظار فى مواجهة جديدة مع الكتور جابر عصفور؛ فقد رشحتنى وإياه لجنة الفحص لينال أحدنا جائزة النيل للآداب فى التصويت الذى سيتم إعلان نتائجه اليوم بحضور وزيرة الثقافة الفنانة إيناس عبد الدايم؛ ولعلنا لا نكون أجدر اسمين بين الأسماء الأخرى المحترمة التى لم يقع عليها اختيار اللجنة؛ ولكن هذا هو ما رأته اللجنة المحايدة التى نقدر نزاهتها».

Image result for ‫إيناس عبد الدايم‬‎

إيناس عبد الدايم

وأضاف حسن طلب قائلا: «ولن أستقبل غير ما أتوقع ويتوقع معى الجميع إذا ما تم إعلان فوز جابر عصفور بالجائزة اليوم؛ فأنتم تعلمون ما يدور فى الكواليس من اتصالات وتربيطات يكون لها الدور الحاسم فى منح الجوائز؛ وهى أمور يجيدها الدكتور جابر بمهارة لا تُبارى؛ فقد قاتل الرجل بشرف أو بدون؛ لكى يتم ترشيحه للجائزة من الجامعات الإقليمية وبعض الهيئات والجمعيات الثقافية؛ بعد أن رشحت جامعته أستاذا غيره، فتم له ما خطط له ورشحته خمس جهات؛ وإذا كان قد خاض هذه المعركة من أجل الترشيح الأوّلى؛ فلنتخيل ما الذى سيفعله فى مرحلة التصويت الأخير».

  وواصل حسن طلب هجومه اللاذع على الدكتور عصفور قائلا: «لقد فشل جابر عصفور فى الحصول على الجائزة الرفيعة ثلاث مرات من قبل؛ وفى إحداها لم يتم تصعيد اسمه للتصويت النهائى من قِبَل لجنة الفحص التى قدمت عليه من هو أجدر؛ ولا أظن أن الرجل الذى سقط فى مكتبه على الأرض حين أقالوه من الوزارة مارس 2015، سيحتمل هزيمة رابعة؛ ربما يموت إذا تلقاها لا سمح الله! وأظن أنه من الخير لنا جميعا، وليس له وحده، أن يفوز بالجائزة حتى لا يموت كمدا، وحتى نستريح كلنا من عطشه الذى لا يرتوى للمناصب والجوائز».

https://youtu.be/CpB-GfnYn7U

وبعد إعلان فوز الدكتور جابر عصفور بالجائزة رسميًا، رد نجله على ما نشره الشاعر حسن طلب، في تعليق على نفس المنشور ولكن تم حذفه بعدها بقليل، بدأه بلوم موجه إلى صاحب المنشور، مشيرًا إلى استقبالهم له في منزلهم مرات باعتباره أحد أفراد العائلة، وليس من الأخلاق اتهام رب البيت بأنه غير شريف، مؤكدًا أن هدف وتوقيت المنشور «قبل إعلان النتيجة» محل استفهام كبير.

وأضاف نجل الدكتور جابر عصفور، «أن المنشور يطعن في نزاهة اللجنة، وأن حديث الدكتور حسن عن اللجنة متناقض، فضلا عن طعنه في ذمة ونزاهة والده»، لافتًا إلى أن والده لم يقاتل ولم يطلب من أي جهة ترشيحه، إنما جاء ترشيحه تقديرًا لاسهامه الأدبي، مؤكدًا أن الترشيح جاء من خلال ست جهات وليس جهة واحدة.

ونفى نجل عصفور ماجاء في منشور حسن طلب بحق والده، جملة وتفصيلا، واصفا إياه بالكذب مؤكدا أن والده لم يسقط في مكتبه أبدًا، كما قال طلب. وقال إن ما كتبه طلب «يندرج تحت بند السب والقذف». ووجه نجل جابر عصفور كلامه إلى حسن طلب قائلا: «تم الاحتفاظ بصورة من المنشور، للسير في الاجراءات القانونية ضدك»، مضيفًا «أذكر حضرتك بسابق التطاول علي الدكتور جابرعصفور، مما دفعه لرفع قضية سب وقذف ضدك، وتم الحكم بالفعل ضدك ولكن الدكتور جابر عصفور تنازل عن القضية سماحة، والآن تعود مجددًا لهواية السب والقذف، لافتًا أن هذا رده الشخصي أما الدكتور جابر عصفور، فهو يترفع عن رد تلك الاساءة مع الاحتفاظ بحقه القانوني بملاحقة سيادتك قضائيا».

الشاعر أشرف البولاقي، دخل على خط هذه المعركة  الكلامية بين حسن طلب ونجل الدكتور جابر عصفور، معتبرا أن ما قاله طلب من اتهامات بحق الدكتور عصفور، كلام غير لائق وابتزاز رخيص. وقال البولاقي عبر حسابه على موقع «فيسبوك»: «قبْل ساعاتٍ قليلة من إعلان جائزة الدولة، كَتب شاعرٌ ومثقفٌ مصري كبير، يُعرّض على صفحتِه بمنافسِه على الجائزة تعريضًا أقل ما يوصَف به أنه غير لائق في توقيتِه، ولا يوجد تفسير لكتابتِه في هذا التوقيت إلا أنه ابتزازٌ رخيص، وضغطٌ على اللجنة، ومحاولةُ إظهارِ الأمر – في حالة فوز منافسِه على أنه كان لا يستحق، وأن اللجنة منبطحة، رغم أنها هي نفس اللجنة التي صعّدته مِن بين عشرات آخرين ليصل مع منافسِه إلى لحظة الاختيار بينهما فقط، أمَّا إذا مَنَحته اللجنة الجائزةَ وتخطّت منافسَه، فستكون حينئذٍ موضوعية وبريئة».

Image result for ‫الشاعر أشرف البولاقي‬‎

الشاعر أشرف البولاقي

وتساءل البولاقي: «ماذا يريد هؤلاء الكبار أكثرَ مما نالوا من جوائزَ، وتكريماتٍ، وتحقّق، وشهرةٍ، ونفوذٍ، ومناصب؟! وما الذي يمكن أن تضيفه إليهم جائزة دولة جديدة؟، والسؤال أيضًا، إذا كان هذا هو مستوى الكبار، وإذا كانت تلك تطلعاتهم، وإذا كانت خلافاتهم بهذا الشكل لنيْل جائزة ما، فكيف نلوم الصغار والناشئة على ما يفعلون؟!».

 وأضاف: «المضحِك المبكي أنك تقرأ لهؤلاء الكبار منشوراتٍ عن العقلانية والاستنارة، والعلمانية والتنوير، ويخوضون معارك وحروبًا ضد مَن يظنونهم مستبدين وطغاة، دون أن يعرفوا أن مِن أهم آليات التنوير والعلمانية، التواضعَ، واحترامَ الخصم أو المنافس، وعزةَ النفس التي تأنف مِن طلب جائزةٍ بعينها أو تكريمٍ بذاته، إنما تسعى إليه الجوائز دون أن يطلبها، فإذا طلبها لم يطعن فيها ولا في مانحيها ولا في منافسيه، إنما يلتزم الصمت تقديرًا واحترامًا لنفسه».

 أما الناقد إيهاب الملاح فأشار إلى أنه يمكن لأي شخص الاختلاف مع جابر عصفور كيفما شاء، في موقف ما أو وجهة نظر، أو في موقف سياسي، أو في جوانب شخصية،، إلا أنه لا يمكن الاختلاف على أستاذيته وثقافته ومرايا فكره المتنوعة، وإنتاجه العلمي والنقدي والفكري، ولغته العربية الارتجالية الناصعة، «فلا أظن أنها محل خلاف أو اختلاف، وما أقوله أقوله عن معاينة ومشاهدة وليس عن سماع أو ظن، وأكرر اختلف مع جابر عصفور كيفما شئت، لكنه سيظل واحدًا من أكبر وأهم النقاد والمثقفين في عالمنا العربي كله»

Image result for ‫الناقد إيهاب الملاح‬‎

الناقد إيهاب الملاح

 وأضاف الملاّح يقول: «الجوائز تروح وتأتي، يظفر بها من يظفر وتفوت من تفوته، لكن لا أحد يستطيع هدر القيمة أو ينفيها حال وجودها؛ وجابر عصفور ترك ما يشهد بوافر علمه وثقافته؛ وإنجازه المعرفي والنقدي من أكبر الإنجازات في ثقافتنا المعاصرة».

الفائزون.. والجوائز محجوبة

وكان المجلس الأعلى للثقافة، أعلن الأحد الماضي، أسماء الفائزين بجوائز الدولة، حيث نال الدكتور جابر عصفور جائزة النيل للمبدعين المصريين في الآداب، في حين فاز بنفس الجائزة في فرع الفنون الفنان التشكيلي أحمد نوار، وفي العلوم الاجتماعية حصل عليها الدكتور مفيد شهاب.

أما جائزة النيل للمبدعين العرب، فحصدها المعمارى الفلسطينى راسم بدران من العاصمة الفلسطينية القدس.

فيما جاءت أسماء الفائزين فى جوائز الدولة التشجيعية كالأتى:

أولًا الفنون:

التصوير: أسماء النواوى، النحت: نجيب معين، التأليف الموسيقى: حجبت، الإخراج المسرحى: تامر كرم أيوب مصطفى، التأليف المسرحى: حجبت، العمارة وعمران الثقافة: المبانى الثقافية ومحيطها العمرانى: محمد عبد الحميد محمد عبيد، الموال الشعبى (أداء – جمعا- دراسة): حجبت، إخراج الفيلم الوثائقى الطويل: حجبت.

ثانيًا الآداب:

دراسة تطبيقية فى السرد العربى: علاء عبد المنعم إبراهيم غنيم عامر، تحليل لغوى لنص أدبى: حجبت، ديوان شعر فصيح: عبد الرحمن مصطفى مصطفى مقلد، ديوان شعر عامى: كامل كمال كامل أحمد مبروك، رواية تاريخية: أحمد محمد سعد الدين إسماعيل، مجموعة قصصية قصيرة جدا: محمد أحمد حسن الحدينى، إخراج فيلم أطفال لرسوم متحركة من 3: 10 دقائق: حجبت، ترجمة كتاب فى أحد الأعمال الإبداعية: حجبت.

ثالثًا العلوم الاجتماعية:

علم الاجتماع: حجبت، التاريخ: حجبت، الجغرافيا: حجبت، الفلسفة وعلم النفس: حجبت، الإعلام: حجبت، الآثار: حجبت، الثقافة العلمية: حجبت، التربية: حجبت.

رابعًا العلوم الاقتصادية والقانونية:

اقتصاديات صناعة السياحة فى مصر: حجبت، استراتيجيات التنمية الاقتصادية فى مصر بين الواقع والمأمول: حجبت، نظم سياسية: رابحة محمد سيف الدين نجم الدين علام، نظم سياسية دولية: حجبت، الشريعة الإسلامية: أحكام الفقة الإسلامى وصلاتها بالواقع المعاصر بين الثبات والتجديد: حجبت، القانون الدولى العام: إصلاح منظمة الأمم المتحدة: حجبت، ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان: رامى متولى عبد الوهاب إبراهيم، السياسات والتشريعات المقترحة لمناهضة التمييز: حجبت.

فيما جاءت أسماء الفائزين فى جوائز الدولة التقديرية كالأتى:

أولًا الفنون:

الدكتور عبدالحليم ابراهيم والمخرج فهمى الخولى والمخرج هاشم النحاس.

ثانيًا الآداب: الناقد الأدبى الدكتور محمد عبد المطلب والأديب أبو العلا السلامونى والشاعر محمد الشهاوى.

ثالثًا العلوم الاجتماعية: الدكتور سعيد توفيق والدكتورة سميحة القليوبى والدكتور محمد أحمد غنيم؛ فيما حجبت الجائزة الرابعة.

Image result for ‫جائزة الدولة التقديرية‬‎

ويمكننا هنا إبداء ملاحظتين بشأن الجوائز: أولاهما أن التربيطات والشللية هما ما يتحكم فى جوائز الدولة بدليل أن ما كتبه حسن طلب يعنى فى واقع الأمر أنه عرف الفائز بالجائزة قبل إعلانها، وثانيهما هو كثرة الجوائز المحجوبة فى كل فروع جائزة الدولة التشجيعية ما يعنى أن هناك تراجعا كبيراً للشباب الذين عادة ما يفوزون بالتشجيعية على مستوى حضورهم وإبداعهم وفعلهم الثقافى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock