ثقافة

ليلة في حب «مجيد طوبيا».. «بتانة» تحتفي بصاحب «تغريبة بني حتحوت»

بذاكرة مليئة بالشجن، كان يروى تفاصيل ما فات. يقفز الرجل الثمانيني من وقت الصبا إلى الشباب، ليحكي بعض ماحدث، متذكراً حياته الأولى بمراحلها المختلفة، سواء في المنيا أو القاهرة، متحدثا عن شخصياته التى صاحبته، وأماكنه التي كتب عنها، عن حكايات الهامش، التي تحولت بقلمه إلى متن، متوقفًا عند ذكريات بعينها، تفتح كما هائلا من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات، تفسر لنا كيف أصبح مجيد طوبيا أديبا عظيما ومتفردا؟

تغريبة بني حتحوت

عن رحلته فيما وراء الكتابة والإبداع والحياة وفي ليلة في حب مجيد طوبيا أقامت مؤسسة «بتانة» للنشر، ندوة للاحتفاء  بالأديب الكبير، بحضور نخبة من محبية وتلاميذه. خلال هذه الندوة التي كانت الظهور الأول له بعد غياب طويل تحدث مجيد طوبيا عن تفاصيل حياته التى أحبها ورحلته مع الإبداع والكتابة. تحدث كما الروايات عن عالمه القديم الجديد، قابضًا على ناصية الضحك ليكون مدخلا لكل حكاية، ملتهمًا دخان سجائره وكأنه يصنع ألحانًا في الهواء. وخلال حديثه عن شبابه وصداقاته وآبائه ومحبيه، تطرق إلى الأدب والسينما والإنتاج.

 في تقديمه لجمهور الندوة أكد الشاعر والباحث الأدبي شعبان يوسف، على القيمة الأدبية الكبرى لمجيد طوبيا، مشيرًا إلى أن أعماله في طباعتها الأولى جاءت عام 1971، وقدمتها الدكتورة الراحلة سهير القلماوي، وهي من العلامات الكبرى في تاريخ الحياة الثقافية المصرية.واعتبر يوسف أن رحلة طوبيا المدونة بشكل مختصر، لا تعبر إطلاقًا عما قدمه من أعمال عظيمة ستظل شاهدة على إبداع حقيقي لكاتب عظيم. 

نتيجة بحث الصور عن شعبان يوسف

الشاعر شعبان يوسف

ولفت «يوسف»، إلى أن مجيد طوبيا، يقدم ما يشبه القصيدة في «فوستك يصل الى القمر»، وقد ظلت تلك السمات تلازمه وصولا إلى «تغريبة بنى حتحوت»، التي تعد علامة من علامات الأدب والإبداع العربي، ويتم تصنيفها بالفعل من ضمن أفضل 100 رواية عربية.

أبناء الصمت

من جهته قال الروائي والسينارست محمد رفيع، إننا نحتفي بمجيد طوبيا كـ«كاتب» في وجوده، وهذا مايثري الذكريات ويرد الحقوق لأصحابها، معربًا عن سعادته بحضوره احتفالية بأحد أهم الأسماء في عالم السيناريو، بعيدًا عن عظمته الروائية والقصصية.

الروائي محمد رفيع

وأوضح «رفيع»، أن رواية «أبناء الصمت» التي تحولت إلى  فيلم سينمائي شهير، لم تتكلم عن الحرب بشكل كامل، لكنها دارت حول العمل في خندق واحد، والحديث عن رواية تحولت إلى فيلم سينمائي، يأخذنا إلى الحديث عن الرواية وليس السيناريو، ولكن في الحقيقة أن كلا العملين لو اعتبرنا أنهما منفصلان، فهما يؤكدان براعة كاتبهما مجيد طوبيا. مؤكدًا أن مايحسب للرواية والسيناريو، أنه لاتوجد فروق كبيرة، لأن الرواية مكتوبة بمشهدية تجعل من السهل تحويلها إلى سيناريو، فضلا عن تعرض الرواية بشكل مباشر إلى الحقيقة بعيدا عن الخداع.

  واشار  إلى أن الشيء الثاني الذي قدمه «أبناء الصمت» كـفيلم، هو حالة الاعتراف بالأخطاء، بعيدا عن التهويل أو التقليل، كاشفًا الحقيقة مجردة دون رتوش، ضاربًا المثال بأن العدو يضرب نفسه فيموت جنودنا، وهو الاحتمال الوحيد الذي لم يكن في الحسبان.

 أما الروائي فتحي سليمان، فقد  وصف مجيد طوبيا بأنه أديب موسوعي، فهو قاص، وكاتب مقال رائع، ورسّام مبدع، مشيرًا إلى أن أعماله الروائية والقصصية، تتسم بالإبداع الحقيقي، مطالبًا بضرورة التكريم اللائق لمجيد طوبيا، نظرًا لما قدمه من منجز أدبي بعيدا عن الاسفاف.

نتيجة بحث الصور عن الروائي فتحي سليمان

الروائي فتحي سليمان

 وقال الناقد الشاب هاني منسي، الذي قدم نفسه باعتباره أحد تلاميذ مجيد طوبيا، إنه جاء خصيصًا لتقديم الشكر والعرفان للأديب الكبير، معربًا عن فخره واعتزازه بوجوده على منصة واحدة معه.

ولد الروائي المصري مجيد إسحاق طوبيا، المعروف باسم مجيد طوبيا، في 25 مارس 1938، بمحافظة المنيا بصعيد، وحصل على بكالوريوس الرياضة والتربية من كلية المعلمين، بالقاهرة عام 1960، ثم دبلوم الدراسات العليا،في الإخراج السينمائى من معهد السينما بالقاهرة، عام 1972.

ويعتبر طوبيا، من الأدباء الذين قدموا شكلا مختلفا في الكتابة القصصية، فقد قدم كتابة قصصية مغايرة، تزاوج بين الرمز والواقع.

وعبر مسيرته الأبداعية الطويلة أصدر طوبيا عددا من الروايات المهمة منها «غرف المصادفة الأرضية»، و «تغريبة بنى حتحوت» «التي أختيرت ضمن قائمة أفضل 100 رواية عربية فى القرن العشرين»، والحادثة التى جرت، «القمر يولد على الأرض»، لكن على الجانب الآخر، كان له رصيد درامى وإذاعى كبير، فتحولت بعض أعماله إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية وإذاعية، وقد قام بكتابة أعمال سينمائية، حقق بعضها نجاحًا كبيرًا،و اختيرت لتكون من علامات السينما المصرية.

Related Articles

Back to top button

Adblock Detected

Please consider supporting us by disabling your ad blocker