مختارات

ساحة النوم والراحة والسياسة: 13 معلومة من تاريخ السرير

عندما تغيب عن المنزل لفترة طويلة، أو تكون متعبا، أو تشعر باليأس، أو بالنشوة والحماس الشديد، يكون سريرك هو المكان الأفضل لاحتواءك في هذه اللحظات.

هو محل النوم، والقراءة، وممارسة العلاقة الحميمة، وهو أول ما نشتريه عند الانتقال لمنزل جديد.

فمن أين أتت فكرة السرير؟ وما الذي تشي به قطعة الأثاث هذه عن أنفسنا؟

كايتي براند من بي بي سي تبحث في هذا الأمر:

1- المراتب ترجع لحوالي 77 ألف عام

صورة من داخل كهف
واعتاد سكان الكهوف في جنوب أفريقيا النوم على مراتب حاكوها بأيديهم.

ويقول جينر إن الكهوف لم تكن مريحة، “وكان بها حشرات وبق، وأراد الناس تجنب الاحتكاك المباشر بالأرض.”

لذا، من المنطقي أن الناس يميلون لقضاء وقت راحتهم على بُسُط مرتفعة قليلا.

وأضاف غريغ أن الناس كانوا يتناولون الطعام في نفس المكان، “فكانت تلتصق فيها الدهون بشكل مستمر. وحينئذ، كانوا يضرمون فيها النيران. وعثر الأثريون على العديد من طبقات رماد هذه المراتب.”

2- الأسرة كانت عبارة عن أكوام من الحجارة

منزل أُعيد بناءه على طراز المنازل مستعمرة سكارا براي في اسكتلندا، التي ترجع للعصر الحجري

منطقة تشاتالويوك في تركيا كانت “أول بلدة وُجدت بها مصاطب مرتفعة بغرض النوم، ترجع إلى العصر الحجري منذ عشرة آلاف عام”، حسبما قال غريغ.

واكتُشف الأمر ذاته في مستعمرة سكارا براي في اسكتلندا، والتي ترجع إلى ستة آلاف عام.

ويقول غريغ إن الأدلة تشير إلى أن السكان “وضعوا الأحجار فوق بعضها، ثم وضعوا فوقها مرتبة صغيرة” بطريقة أشبه بمسلسل فلينتستونز.

وكانت هذه المصاطب البدائية هي أول أسرة في التاريخ.

3- المصريون القدماء رسموا نقوشا على أرجل الأسرة، وكانت منحدرة

أسرّة مصرية قديمة

يقول غريغ إن المصريين الأثرياء أضافوا أرجلا للأسرة، وكانت هذه الأرجل “ذات نقوش محفورة، وفي أسفلها قطع على شكل أرجل الحيوانات، وتُصنع غالبا من الخشب.”

وبخلاف الأسرة في العصر الحديث، لم تكن الأسرّة آنذاك مستوية. كانت إما متقوسة من الوسط، أو منحدرة بحيث تكون الرأس أعلى من الأرجل.

“وغالبا ما أضافوا حاجزا للقدم، بحيث يمنع النائم من الانزلاق”.

4- في بلاد الشرق، السرير المرتفع لم يكن مرادفا لمكانة صاحبه

زوجان في اليابان

في العائلات الثرية في الصين، كان شائعا أن تكون أسرّة الطبقات العليا مرتفعة عن الأرض.

لكن الأمر كان مختلفا في اليابان، حيث ما زالت فُرُش تاتامي التي يفترشها الناس في الأرض منتشرة حتى الآن.

وبقول غريغ إنه في كازاخستان، ما زال النوم على الأرض شائعا، “ويلف الناس أنفسهم في حقائب نوم تُسمى توشوك. ويرجع الأمر كون أصول السكان من البدو الرُحّل، الذين يحملون خيامهم وأسرّتهم كلما انتقلوا. وحافظوا على هذه العادة حتى الآن.”

5- الرومان واليونانيون كانوا يأكلون الطعام على الأسرّة

رسم لرجلين على سرير وأمامهما مأدبة طعام

الأسرّة اليونانية والرومانية كانت لها وظائف متعددة، إذ كانت تُستخدم لتناول الطعام بجانب النوم.

وكان الناس يتكئون على جانب السرير، بحيث يمكنهم تناول، وجذب ما يشتهون من الطاولة بجانب السرير.

لا تشعر بالذنب – إذن – عندما تتناول وجباتك الخفيفة في السرير، فأنت تتبع خطى أثرياء روما.

6- أسرّة العصور الوسطى كانت تسع أسرة كاملة وضيوفها

سرير واير العظيم

في العصور الوسطى، افترش الفقراء القش والتبن، في الوقت الذي بدأ الأغنياء يطورون ما عُرف بـ “السرير العظيم”.

ويقول غريغ إن هذا السرير كان “قطعة مهولة من الأثاث. ولعل المثال الأبرز عليه هو سرير واير العظيم، الذي يعود لعصر الملكة إليزابيث الأولى في المملكة المتحدة.”

وتابع: “هذه الأسرّة كانت هائلة، بحيث تسع فريق كامل لكرة القدم.”

وقد تبدو هذه الأسرّة شديدة المتانة، لكنها صُممت بحيث تفكك وتُنقل من قلعة إلى أُخرى، إذ تنقّل الأثرياء بين قلاعهم وقصورهم وحملوا أسرّتهم الغالية معهم.

7- كلمة “نوما مريحا” مشتقة من طريقة صنع السرير

صناعة سرير من النسيج

كانت الطُرُز الأولى من الأسرة الحديثة على شكل برواز له أرجل خشبية، لكن قلب هذا البرواز كانت به أوتار من الخيوط السميكة المشدودة بقوة.

ويقول غريغ إن هذه الأوتار “مشدودة ومتشابكة بقوة، بحيث تمنحك الراحة في النوم. وهذا هو مصدر عبارة نوما مريحا”.

8- السرير ذو الأعمدة الأربعة يرتبط بمكانة صاحبه

سرير ذو أربعة أعمدة على أحد الشواطيء

شهد القرنان الخامس عشر والسادس عشر صعود وشعبية الأسرة ذات الأعمدة الأربعة.

وكان لهذه الأسرة ستارة من أعلى، حرص الإيطاليون على وجودها، بالإضافة لستائر جانبية والكثير من الوسادات، الأمر الذي جعل السرير أشبه بمسرح صغير.

ويقول غريغ إن هذه الأسرّة “كانت وسيلة هامة لتُظهر مكانة صاحبها”، إذ كان يحتاج لمساعدة الخدم ليجتاز كل هذه الأقمشة والستائر.

9- السرير كان محور الحياة السياسية

غرفة نوم داخل أخد القصور في السويد

كانت بداية العصر الحديث مشهورة بما يُعرف بـ “أسرّة الدولة”، على حد وصف البروفيسورة ساشا هاندلي، المتخصصة في بدايات العصر الحديث (الفترة التي تلت العصور الوسطى، ما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر).

وتقول ساشا إن أول من قدم هذه الفكرة كان الملكان لويس الرابع عشر في فرنسا في قصر فيرساي، وتشارلز الثاني ملك انجلترا، في القرن السابع عشر.

وانتشرت ثقافة الباروك في هذه الفترة، كجزء من فكرة “الحق الإلهي” في الملكية (أي أن الملك يستمد سلطته من الله)، وتجسدت قوة الدولة في شخص الملك والملكة، وكلما اقترب الشخص من جسم الملك وروتينه اليومي الخاص، كان من ذوي الحظوة.

“ومن هنا أصبح السرير في قلب الحياة السياسية” حسبما قالت ساشا. “واستُخدم كساحة للعديد من الطقوس التي يقوم بها الملك كإشارة لتمييز المقربين من أفراد البلاط”.

ومن بين الطقوس في قصر فيرساي، كان المقربون يُدعون لحضور وقت استيقاظ الملك واستعداده لليوم الجديد.

10- تعليق السكاكين فوق مهد الرضيع لطرد الشرور

تميمة مصنوعة من الخيوط

اعتقد المسيحيون في تعرضهم لهجوم الأرواح الشريرة أثناء النوم، إذ تتعاظم قوى الشيطان بحلول الظلام.

ويذخر الإنجيل بحكايات عن أُناس يتعرضون للقتل أثناء النوم ليلا، وهو ما نتج عنه الكثير من طقوس ما قبل النوم.

وبجانب صلاة ما قبل النوم، استخدم الناس تمائم من النسيج، اعتقدوا أنها تحفظ حياة صاحبها.

وكانوا يلبسون عقودا من أسنان الذئاب، ويعلقون السكاكين الحديدية حول مهد الرضيع.

وساد الاعتقاد بأن المعادن تمثل دفاعا ضد أي هجوم خارق للطبيعة.

11- بعض الأسرة كانت تحتوي على ست مراتب، وتعتبر إرثا قيما

غرفة قديمة

خصصت العائلات الكثير من المال والوقت للموارد لصناعة الأسرّة في بدايات العصر الحديث.

حتى أن ويليام شيكسبير أوصى عند وفاته بأن ترث زوجته “ثاني أفضل سرير لديه”.

وكان هذا إرثا ضخما بمقاييس هذا العصر، إذ كانت الأسرّة تُنقل للجيل التالي بدلا من تخصيصها لزوج على قيد الحياة.

أما “السرير الأفضل” فكان معروضا في إحدى غرف المنزل، والتي غالبا ما تقع في الطابق الأرضي.

ويتراوح عدد المراتب ما بين واحدة وستة، على حسب المكانة الاجتماعية لصاحبها، وغالبا ما يمثل السرير وفُرُشه ثلث ثروة صاحبها.

ويميل الناس إلى استعراض ثروتهم الهائلة هذه، فيعرضون “السرير الأفضل” في مكان يراه الضيوف، ليدركوا حجم ثراء صاحب المنزل، والسرير الذي سينامون فيه حال مبيتهم.

12- الأسرّة المعدنية استُحدثت في العصر الفيكتوري لمحاربة المرض

أسرّة من العصر الفيكتوري

كانت كل الأسرّة مصنوعة من الخشب حتى مطلع القرن التاسع عشر، سواء في أوروبا أو مستعمراتها.

وبحلول ستينيات القرن التاسع عشر، أصبح الناس أكثر وعيا بالجراثيم فاستبلوا الأسرة المعدنية بالأسرة الخشبية التي كانت بيئة خصبة للقمل والحشرات.

وكانت الأسرة المعدنية أسهل في التنظيف، ومن ثم صحية أكثر.

وجاء ذلك مصحوبا بتغيير في خامة المراتب أيضا، وظهرت المراتب ذات الملف المعدني.

13- غُرف نوم الأطفال استُحدثت في العصر الفيكتوري

غرفة نوم أطفال من العصر الحديث
تاريخيا، كانت العائلة تنام في السرير ذاته.

لكن مع حلول العصر الفيكتوري في بريطانيا، ظهرت فكرة الأسرّة المنفصلة.

وقال خبراء الصحة آنذاك إنه يجب أن ينام الأطفال بعيدا عن والديهم، حتى لا يسحب البالغون طاقة الشباب منهم أثناء الليل.

نقلا عن: بي بي سي عربي

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock