«من غير المعقول أن نأتي نحن لنخرج واحدا مثل توفيق الحكيم.. لا يمكن أن يخرج الحكيم ضمن كشوف التطهير».. هكذا حسم نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية جمال عبد الناصر الأزمة التي أثارها وزير المعارف إسماعيل القباني على خلفية حملة «تطهير» استهدفت المحسوبين على النظام الذي أطاحت به ثورة23 يوليو 1952.
كان القباني قد تلقى مطلع عام 1954 تقريرا من وكيل وزارة المعارف يفيد بموافقة الأديب توفيق الحكيم، والذي كان عمره حينها 57 عاما، على إحالته إلى المعاش بعد ضم السنوات الثلاث المتبقية له، ويترك عمله كمدير لدار الكتب بمقتضى التعديلات الممنوحة للوزير في عملية التطهير التي بدأت الحكومة تنفيذها.
الحكيم ضمن كشوف التطهير
شرح وكيل الوزراة في تقريره أسباب إحالة الحكيم إلى المعاش، ومنها أنه ليس إداريا ناجحا، «كونه أديبا معروفا ومشهورا ليس معناه أنه يصلح للإدارة، إضافة إلى أنه كسول ولا يذهب إلى الدار في مواعيد العمل المعروفة».
عرض وكيل الوزراة على الحكيم أمر إحالته للمعاش، فوافق دون مناقشة، فلم يكن يرغب في إثارة مشاكل مع رجال النظام الجديد، لكنه أبلغ صديقه محمد حسنين هيكل بما جرى مع وكيل الوزارة، فتدخل هيكل لدى عبد الناصر الذي كان يقدر الحكيم ويعتبره من أباء ثورة يوليو والمبشرين بها.
في اليوم التالي عُرضت كشوف «التطهير» على مجلس الوزراء لاتخاذ قرار بشأنها، وسأل عبد الناصر وزير المعارف كيف شملت الكشوف اسم الحكيم؟.. فرد القباني: هي رغبته.
كان عبد الناصر يعلم أن تلك ليست رغبة الحكيم، فثار على وزير المعارف وقال: «من غير المعقول ولا المتصور أن نأتي نحن ونخرج واحدا مثل توفيق الحكيم، لا يمكن أن يخرج الحكيم في عملية تطهير.. ممكن يخرج في ظروف ثانية، ويقال أنه استقال ليتفرغ لأدبة»..فرد القباني: «أن الحكيم مثال سيئ لموظف الدولة، وذلك بصرف النظر عن قيمته الأدبية فضلا عن أنه كسلان لا يذهب إلى مكتبه».
احتدم النقاش بين عبد الناصر والقباني الذي اعتبر قضية إحالة الحكيم إلى المعاش من صميم اختصاصاته، وأن أي تدخل فيها هو مساس بتلك الاختصاصات. تمسك عبد الناصر بموقفه رافضا إحالة الحكيم إلى المعاش في «التطهير»، فهدد القباني بالاستقالة، فرد عبد الناصر: «لا أريد من أحد أن يهددني بالاستقالة، وفي موضوع مثل هذا أنا مستعد أمشي فيه للأخر»، فانسحب القباني رافضا وساطة فتحي رضوان وزير الإرشاد القومي حينها، وأرسل استقالته إلى مجلس الوزراء، وتم الإعلان عن قبول استقالة القباني في 3 يناير عام 1954.
اقرأ أيضا:
رحلة هيكل من «الجازيت» إلى «دار العودة» (الأخيرة) via @aswatonline https://t.co/cUnEKiWtXU
— أصوات Aswat (@aswatonline) July 24, 2019
ذهب الحكيم إلى هيكل، متسائلا: كيف لي أن أشكر هذا الرجل العظيم قاصدا عبد الناصر، فرد هيكل: جمال انتصر لأديب وقبل بخروج وزير من الحكومة كي لا يخرج أديب في «التطهير»، حتى وإن كان الأديب يعمل في وظيفة إدارية لا علاقة لها بدوره كأديب.
هذه القصة التي رواها الأستاذ هيكل للكاتب يوسف القعيد في كتاب الأخير «هيكل يتذكر.. جمال عبد الناصر والمثقفون والثقافة»، لا تلخص علاقة ناصر بالأديب الكبير، فالعلاقة أوثق وأكبر من تلك الواقعة، حيث كان عبد الناصر يضع الحكيم في منزلة الأب الروحي لثورة 23 يوليو، فهو الكاتب الذي بّشر بظهور «البطل المنتظر الذي سيحيي الأمة من رقادها» في روايته «عودة الروح» عام 1933، وهو الذي ألهم جمال ورفاقه من أبناء الثورة.
يرى هيكل، وهو يسرد تلك الواقعة، أن عبد الناصر كان ينطلق من فهم عميق لطبيعة دور الثقافة والمثقفين.. «المثقف شخصية هشة جداً لا يستطيع حتى أن يحمي نفسه، فهو دائماً في حاجة إلى رعاية يكفلها حاكم».
السلطان الحائر
كانت للحكيم مكانة مميزة في قلب وعقل عبد الناصر، وقف إلى جواره باعتباره أحد عقول الدولة والثورة، ومنحه قلادة الجمهورية عام 1958، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1960، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى في نفس العام.
لم يُمنع للحكيم أي عمل أدبي أو نقدي خلال المرحلة الناصرية، فتمكن من نشر روايته «السلطان الحائر» عام 1959، والتي كانت تحمل إسقاطا على حكم عبد الناصر، الذي دعاه الحكيم بشكل غير مباشر عبر روايته إلى الانتصار للقانون في مواجهة السيف، «فالاحتكام إلى القانون وتحمل تبعاته، أصعب ألف مرة من استخدام السيف وعواقبه».
كان لروايات الحكيم النقدية قصة أخرى مع عبد الناصر، ففي عام 1966 ذهب الحكيم إلى هيكل في مكتبه بـ«الأهرام» وسلمه قصة كتبها بعنوان «بنك القلق»، وقال له وهو يسلمها إنها ليست للنشر «لتقرأها فقط»، قرأ هيكل القصة، و«كانت تحمل نقدا شديدا لكل أوضاع تجاوز السلطة.. المخابرات والاعتقالات والحراسات إلى آخره.. ونُشر الفصل الأول من القصة فعلا وقامت القيامة»، يروي هيكل في كتابه «لمصر لا لعبد الناصر».
بنك القلق
اتصل عبد الناصر بهيكل ليخبره إنه لم يقرأ ما نشر من قصة الحكيم.. ذهب هيكل بالحلقة المنشورة إلى عبد الناصر وكان معه عبد الحكيم عامر، «لم أكد أدخل حيث يجلسان حتى راح عامر يهاجم القصة ويطلب وقف بقية فصولها لأنهم جميعا يعتبرونها تعريضا بهم.. قلت له من هم الغاضبون؟.. فذكر لي أسماء رجال أقوياء على قمة أجهزة الأمن وقتها».
ويكمل هيكل ما جرى في تلك الجلسة قائلا: «أمسك عبد الناصر بفصل القصة المنشور وقال لعامر: انتظر حتى أقرأه.. وراح يقرأ وعامر ينتظر، ولما فرغ من قراءته التفت إلى يقول: إنها قاسية.. فقفز عامر قائلا: يجب وقف نشرها، فرد عبد الناصر: إن توفيق الحكيم استطاع في العهد الملكي أن ينقد المجتمع المصري في كتابه يوميات نائب في الأرياف، ولا أتصور في عهد الثورة أنه لا يستطيع أن ينقد ما يراه مستحقا للنقد في حياتنا».. ونشرت القصة كاملة.. حلقة بعد أخرى.
لم يقف دعم عبد الناصر للحكيم عند رفضه إخراجه في «التطهير» أو منحه جوائز الدولة أو إصراره على نشر روايته ،رغم ما تحمله من نقد قاسي لنظام حكمه. فأبواب مكتب الرئيس ظلت مفتوحة أمام الأديب الكبير في أي وقت وبدون موعد سابق، ومن جهته أضفى الحكيم على عبد الناصر هالة من المثالية فوصفه بأنه «الزعيم الذي أعاد الروح وصنع المعجزات».
ناصر صانع المعجزات
كتب الحكيم في «الأهرام» مقالا بمناسبة الاستفتاء على ترشيح جمال عبد الناصر لفترة رئاسية جديدة في مارس من عام 1965 يقول: «اخترته بالفعل منذ ثلاثين عاما يوم تصورت الزعيم الذي ننتظره ليعيد إلينا الروح ويجعل من شعبنا الزراعي شعبا صناعيا، ويصنع معجزة أخرى كالأهرام.. اخترته يومئذ لبلادنا وانتظرته، وظهر وعجبت للحلم الذي تجسّد حقيقة بهذه السرعة وبهذه الروعة وبهذا الوضوح. ثم بدأ الحلم يواجه الواقع في تفصيلاته وتعقيداته».
ويضيف الحكيم في مقاله: «كنت أتابع الزعيم على البعد في مواجهة الزوابع وأضع نفسي بالخيال موضعه، وأرسم في مخيلتي خططا للنجاة أو للفوز فإذا بي أفاجأ في أكثر الأحيان بالزعيم وقد خرج من الموقف أبرع وأحكم مما تصورت ورسمت.. وفى أحيان أخرى أوفق إلى رأى يعجبني في أمر من الأمور، فإذا بي، أجده قد سبقني إليه. وكان تفكيري وتفكيره على صلة، مع أنني لم أقابله في حياتي أكثر من خمس دقائق، ثم أجده أحيانا قد صدم الناس بقرار جرئ. فأخلو إلى نفسي أحلل في هدوء ظروفه ومراميه، فإذا بي أجد أنى لو كنت في موقفه لما فعلت غير ما فعل».
ويشرح الحكيم سر «الصلة الخفية بين وبينه والزعيم»، فيقول: «سرها بسيط.. وحدة الينبوع.. الينبوع الصافي الذي هو قلب الوطن.. من هذا القلب الصافي خرج هذا الزعيم كما خرج كل فرد من أفراد أمته. لهذا كان اندماج الناس فيه.. وكان حبهم له.. وكان انتصاره».
ويسترسل الحكيم في وصلة مديحه لـ«الزعيم» قائلا: «أما بالنسبة لي أنا.. فأكثر من الحب.. هناك الحلم.. الحلم الذي تصورته والتصق بوجودي وتفكيري.. نعم الحلم والأمل.. ولم يتخلى إنسان عن حلمه أبدا».
في تأبين الزعيم
ظل الحكيم على موقفه من عبد الناصر، حتى رحل الأخير في 28 سبتمبر من عام 1970.. سقط «الأديب» مغشيا عليه وهو يحاول تأبين «الزعيم»، ولما أفاق قال: «أعذرني يا جمال.. القلم يرتعش في يدي.. ليس من عادتي الكتابة والألم يلجم العقل ويذهل الفكر.. لن أستطيع الإطالة، لقد دخل الحزن كل بيت تفجعا عليك.. لأن كل بيت فيه قطعة منك.. لأن كل فرد قد وضع من قلبه لبنة في صرح بنائك. فأنت لم تكن بالزعيم المصنوع سلفا في مصنع السياسة تربصا للفرص.. بل كنت بضعة من جوهر شعبك النفيس صاغها بيده في دأب وحدب بعد طول معاناة وانتظار على مدى أحقاب. فإن يفقدك اليوم يفقد فيك نفسه وثمرة أمله. لذلك كان هذا الرشد الذي طاش من الرؤوس ساعة سماع نعيك. إنه ليس مجرد حب لشخصك. إنما هو الحرص على معنى يعيش به بلدك».
ودعا الحكيم خلال كلمته في تأبين عبد الناصر إلى إقامة تمثال له في ميدان التحرير قائلا: «جسد الشعب فيك صورة حريته، وجعل منك حيا تمثال الحرية لنا، فأسمح لنا وقد فارقتنا أن نقيم لك تمثالا عاليا في ميدان التحرير، ليشرف على الأجيال ويكون دائما رمزا للآمال، وما ينبغي أن تقيم هذا التمثال سلطة أو دولة، لكنه الشعب نفسه من ماله القليل يقيمه»، وقد دفع الحكيم بالفعل خمسين جنيها كأول تبرع لإقامة تمثال لـ«الزعيم».
انقلاب الحكيم في «عودة الوعي»
ولما قاد الرئيس الجديد أنور السادات عملية منظمة استهدفت اغتيال سلفه معنويا، وانقلب على رجال عبد الناصر وسياساته وتحالفاته ووصل الأمر إلى الخوض في ذمته المالية، لأغراض وضحت فيما بعد، ركب توفيق الحكيم موجة «الرئيس المؤمن» بعد أن كشف عن «أنياب الديمقراطية»، وقرر الانتقام من صاحب بيان التضامن مع مظاهرات الطلبة في فبراير 1972. وصف السادات الأديب الكبير بـ«العجوز المخرف الذي يكتب بالحقد الأسود»، فعاد الأديب إلى رشده وقرر ممالئة السيد الجديد كما فعل مع سلفه من قبل.
كتب صاحب «عودة الروح» كتابه الجديد «عودة الوعي»، فتّحول البطل الذي بشّر به ليعيد الروح إلى الأمة وينتشلها من رقادها، إلى شخصية انفعالية غير سياسية، محركها الوحيد الانفعال «ورد الفعل» والتهويش الذي أوقع البلاد في كوارث ومصائب، بدأت بتأميم القناة وحرب السويس وانتهت بهزيمة 1967…
وصف الحكيم في كتابه الجديد المرحلة الناصرية بأنها مرحلة عاش فيها الشعب المصري فاقدا الوعي،مرحلة لم تسمح بظهور رأى في العلن مخالف لرأي الزعيم المعبود.
وأشار الحكيم في «عودة الوعي» إلى أنه لا يكتب تاريخا، وإنما مشاهد ومشاعر استرجعها من الذاكرة، «العجيب أن شخصا مثلي محسوب على البلد هو من أهل الفكر قد أدركته الثورة وهو في كهولته يمكن أن ينساق أيضا خلف الحماس العاطفي، ولا يخطر لي أن أفكر في حقيقة هذه الصورة التي كانت تصنع لنا، كانت الثقة فيما يبدو قد شلت التفكير».
هكذا ناقض الحكيم كل ما بشّر به عبر كتاباته بعد اندلاع حركة الضباط الأحرار.. نسف كل منجز حققته الثورة وسوّقه هو إلى جماهيرها، وتساءل في كتابه الجديد: «هل كانت ثورة يوليو ذات فائدة حقيقية لمصر والبلاد العربية، أو أنها فترة معترضة لسيرها معرقلة لنهضتها؟ هل كانت نظاما طبيعيا أو نظاما مصنوعا نتج عن حركة آزرتها وخططت لها أمريكا لتزرع في المنطقة أنظمة عسكرية على غرار ما فعلته في أمريكا الجنوبية اللاتينية لتوقعها أن مصر وقتذاك كانت مهيأة فعلا ومقبلة على نهضة ذاتية تنبت فيها الاشتراكية نبتا طبيعيا شعبيا ويقوم فيها التصنيع والإصلاح والوحدة العربية على أسس صحيحة ثابتة ناضجة، أو أن بلادنا ما كانت تبلغ من ذلك شيئا إلا بعد جهد وزمن، وإنه لا مكاسب يمكن أن تنالها بسرعة إلا عن طريق القرارات العسكرية؟.
اتهم الحكيم قادة يوليو وعلى رأسهم عبد الناصر بتخدير الشعب، «سحرونا ببريق آمال كنا نتطلع إليها من زمن بعيد، وأسكرونا بخمرة مكاسب وأمجاد، فسكرنا حتى غاب عنا الوعي. اعتدنا هذا النوع من الحياة الذي جعلتنا فيه الثورة مجرد أجهزة استقبال»، متسائلا: كيف استطاع شخص مثلي أن يري ذلك ويسمعه وأن لا يتأثر كثيرا بما رأي وسمع ويظل علي شعوره الطيب نحو عبد الناصر.. أهو فقدان الوعي. أهي حالة غريبة من التخدير؟»
عودة و«الوعي المفقود»
تصدى العديد من الكتاب والمفكرين لانقلاب الحكيم ،وردوا على ما أورده في «عودة الوعي»، وكان في طليعتهم الأستاذ محمد عودة، الذي كتب «الوعي المفقود»، وحلل فيه شخصية توفيق الحكيم وموقفه من القضايا الاجتماعية والسياسية واتخاذه دائما موقف لا يطاوله فيه أحد، «لو أراد أن ينتقد أو يوجه لأمكنه ذلك، لكنه لم يفعل وآثر السلامة الذاتية وهذا يتفق مع طبيعته الشخصية والأدبية وهى مركبات تبعده عن فهم معني الثورة.»، يقول عودة.
اقرأ أيضا:
محمد عودة.. «تفاءلوا بالشعب تجدوه» via @aswatonline https://t.co/wCdyc3cy2n
— أصوات Aswat (@aswatonline) July 24, 2019
ويضيف عودة في «الوعي المفقود» متحدثا عن أدب الحكيم: «البطل الثوري غريب تماما في كل أدبه، وأبطاله جميعا تعادليون أو تلفيقيون يوازنون ويلائمون أو هم مجرد متفرجين أو هاربين يلوذون بمخبأ أو يرون كل شيء خفية.. لا أحد في أبطاله يواجه القضايا حتى النهاية، ولا أحد منهم يفكر أو يثق في قدرته علي صنع أو تغيير الحياة. والدراما المجيدة التي عايشها خلال عشرين عاما وبطلها التاريخي، يقعان تماما خارج قدرته علي الفهم والإدراك».
انتقال الحكيم من تمجيد عبد الناصر والمغالاة في مدحه وهو حي، إلى إهالة التراب علي سيرته ومشروعه بعد وفاته، هو نموذج متكرر لأديب عظيم في إبداعه الأدبي وعظيم في نفاقه للسلطة وفي تقلبه مع تقلباتها. فمكان المثقف الحقيقي على يسار أنظمة الحكم دائما، تلك هي القاعدة، والأستثناء أن يقيم المثقف في حظيرة السلطة، لكن للأسف عادة ما يتحول الأستثناء إلى قاعدة، والقاعدة إلى استثناء.
حاول الحكيم أن يغسل عقله وقلبه من جرائم هذه الحقبة بكتابه عودة الوعي ، طالب بفتح ملف يوليو والمحاكمة لكل المثقفين أمثاله .
ياريت الأستاذ محمد سعد عبدالحفيظ يُلحِق المقالة دى بمقالة أخرى يرصد فيها مظاهر نفاق الحكيم للسادات إلى حد تأييده لاتفاقيات السلام ومناداته بالتطبيع مع الكيان الصهيونى.