من أول السطر..
الإنسان يُصر على بؤسِه
يدهس الحقائقَ بحوافره
ليعود لأول السطر
مخلفا جثثًا مشوهة
وجرذانا تتسلى بتنظيفِ الطريق من الجثث
في طريق المكابدة..
هوهوةٌ هادرةٌ
ومواءٌ مُتسكع
وصوت الترصد ظل لكل شيء
وكلما أزلنا الصورة الأولى..
ففي الخلف صورةٌ أزلية
بحر وحيد.. عجوز وحيد.. فُلك وحيد
حوى كلَّ الأزواج من النبات في خشبة
و تتدافع أزواجُ الحيوان زوجا زوجا..
إلى الأبدية
وأنادي نوحا..
أنا الجريمةُ الجائعة
أنا الخزعبلةُ اليانعة
أنا الطوفانُ الأعظم
دعني هنا.. ألهو بالمستحيل
مع الأسماك الملونة
وأَنقذ الأبديةَ مني
أملك تفاحتي_ ميراثي الوحيد من الجنة_
ويملكون خياشيم حرة
وذيولا متصابية
لا يدركها الزمن، ولا تدرك السكون
سنتبادل كراتنا سويا
أنا لاقطةُ كراتٍ محترفة..
أعتقد أني الكاسبة حينها
لا يا نوح..
لا تحملني معك..لا تحرمني اللعبةَ اللذيذة،
ولا الفوزَ المنتظر
لا تجرني إلى الخسارة
أرى جبلَ البؤسِ الذي سنرسو عليه من هنا
قاعدته غارسة في قاعي.
جربت_ في خيالي_ العيشةَ المجنونة مع الأسماك
أتى الطوفان وكنت قد فزت بخيشومين وذيل..
ذات مباراة؛ فلم أحتج جبلا ولا عاصما
أصبحنا نتلو النهار دون انقطاع
كي نستجدي الشمس أن تبقى ولا تذهب مع نوح
فوجئنا بجنيات البحر لم يركبن الفلك أيضا
صعدن إلى رأسي كغيبوبة سكر
ورقصن والأسماك تشاهد..
وتتقافز حولي بانتشاء.
يأتي دوري..
أقص نكات عمن ذهبوا في الفلك..
حروبا على نقطة ماء،
يأكلون السمك،
يسبون الجنيات،
يغرقون في البحر،
يخافون الضحك رغم أنهم طالوا السماء
يصيح السمك:«ياااه طالوا السماء»!
*****
تبزغ الضحكة من أفواهنا
كبيضة طائر.. دافئة مندهشة
ومنها تكاثرنا في العدم.
نصحو في الأزرق، وننام في الأزرق
أزرق لازوردي لا قراصنة فيه
نحاول الطيران مرات و مرات
ويعلو الضحك..
نود أن نصل للسماء
لنحيك الأزرقين بزعانفنا.
******
ذات صباح من الصباحات اللا منقطعة..
شعرت أني غريبة، وحيدة، بلا أحبة
حاولت الضحك_لغتنا الرسمية_ لم ينفتح فمي
ثم انفتح على لغة لم أسمعها منذ الطوفان الأول
فكنت نسيتها..
لم أفهم ما أقوله..
صرت أصرخ..ما معنى أصرخ؟!
ما هذا الصوت؟!
انزعجت الأسماك والجنيات
أضرب على صدري غاضبة..
ما معنى أضرب؟!
ما معنى غاضبة؟!
يخرج غبارٌ أسود..ما معنى أسود؟!
نظرت..
عدت إلى أصلي واشتد عودي
صرت جبلَ بؤسٍ كامل
من أول السطر..
الإنسان يصر على بؤسه.