منوعات

المتوحدون مع «ترامب».. قنبلة تطرف موقوتة فى المجتمع الأمريكى

*بيل هاثواي

ترجمة ومراجعة: تامر الهلالي

 الأشخاص الذين «تنصهر» هويتهم مع شخص زعيم سياسي هم أكثر عرضة لاتخاذ مواقف متطرفة أو ارتكاب أعمال عنف نيابة عن الزعيم، هذا ما أظهرته عدة دراسات قام بها باحثون في جامعة ييل الأمريكية وجامعة أوسلو بالنرويج، ونشرت مؤخراً.

طريق للعنف

وفقا لتلك الدراسات، وعددها سبع، نشرت في 2 سبتمبر الجاري في مجلة ناتشر لدراسة السلوك البشري Nature Human Behavior، فإن من المرجح أن يدعم أتباع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذين اندمجوا في الانتماء لشخصه، استخدام العنف لتحدي نتائج الانتخابات  إذا جاءت فى غير صالحه، علاوة على اضطهاد المهاجرين، ودعم الحظر المفروض على المسلمين.

ورغم أن الدراسات السبع تركزت على أولئك الذين عرفوا بأنهم جمهوريون أمريكيون، فإن النتائج -كما يقول الباحثون- تنطبق على أي شخص تتوحد هويته السياسية بشكل مغلق مع قائد أو رئيس أو زعيم.

 

الانصهار كهوية سياسية

 يقول جون («جاك») دوفيديو، أستاذ علم النفس بجامعة ييل والذي شارك في الفريق الذي أعد تلك الدراسات،: «هذا  الأمر لا يتعلق بالديمقراطيين أو الجمهوريين، فالشخص عندما تتوحد هويته السياسية تماما مع قائد، يكون عرضة للتخلي عن القيم التي كانت لديه في الحياة الماضية، علاوة على تنامي الاستعداد للانخراط في أعمال متطرفة لدعم الزعيم».

John (“Jack”) Dovidio

وبحسب الباحثين، «يعد مفهوم انصهار الهوية أو توحدها في صورة قائد أو زعيم مفهوم جديد نسبيا في علم النفس. ويشير هذا المفهوم إلى الأشخاص الذين لديهم شعور بالتوحد الشديد مع شخص آخر».

 ويرى الباحثون أنه عادة ما يتم ربط الانصهار بالحب الرومانسي والرغبة في التضحية لصالح الآخرين، لكن عندما يتعلق الأمر بالانصهار كهوية سياسية فإن الناس يرتكبون الفظائع بدافع الطاعة العمياء لشخصية السلطة، وقد «يشاركون بنشاط» في السلوك المتطرف.

وقام دوفيديو، والمؤلفان جوناس كونست ولوت تومسن، المؤلف المشارك من جامعة أوسلو، باستطلاع آراء جمهوريين اشتركوا في الحصول على موضوعات بحثية على منصة Amazon Mechanical Turk، وعينة أخرى من الجمهوريين غير المتوحدين مع شخص ترامب. وخلصوا إلى أنه على الرغم من أن أقلية من الجمهوريين انصهرت بالكامل مع ترامب، فإن أولئك الذين سجلوا أعلى درجات في تدابير الاندماج كانوا أكثر عرضة لاتخاذ مواقف متطرفة من أولئك الذين انصهروا مع الحزب الجمهوري أو تم تعريفهم على أنهم جمهوريون.

 ويضيف دوفيديو: «إنني أتعامل مع مجتمع (س) كما اتعامل مع من يقودون هذا المجتمع، لكن عندما يرتكب قائد (س) شيئًا خاطئًا، يمكنني معارضة هذا الإجراء».. «بحثنا هذا المنظور الأوسع عندما يكون هناك اندماج مع شخصية القائد».

وقد أظهرت التجارب التي أجريت قبل وبعد انتخابات عام 2016 في الولايات المتحدة، أن الأشخاص الذين يشعرون بعدم الأمان أو الغربة أو التهديد يكونون عاجزين عن الاندماج مع ترامب ومواقفه، كما أظهرت الدراسات أن الانصهار مع ترامب من المرجح أن يزيد من كره المهاجرين أو المسلمين الموجود مسبقًا، على سبيل المثال.

ويخلص الباحثون إلى أن عملية الاندماج هذه تعزز نفسها بمرور الوقت، مما يؤدي إلى مواقف أكثر تطرفًا. وحسب دوفيديو فإن أحد الآثار المترتبة على التماهي و الانصهار هو أن الناس المنخرطين في ذلك النسق من الفكر يكون لديهم ميل، ليس فقط للانصهار مع ترامب، ولكن مع أتباع ترامب الآخرين، الأمر الذي يخلق قوة دفع ستظل قائمة حتى لو لم يعد ترامب رئيسا.  

*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا ?

تامر الهلالي

مُترجم وشاعر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock