منوعات

باحثون: مواقع التواصل الاجتماعى تتغاضى عمدا عن مجابهة خطاب الكراهية

*شانون مالرد

ترجمة وعرض: تامر الهلالي

يرى باحثون و خبراء في مجال دراسات التطرف أن منصات التواصل الاجتماعي يجب أن تطبق معايير أكثر صرامة لإزالة المحتوى الذي يحرض على العنف و التطرف من مواقعها الإلكترونية، لضمان كبح انتشار محتويات الكراهية عبر الإنترنت، ولمنع تحول العنف الرقمي إلى مزيد من العنف الحقيقي.

وقد تعاون نيل جونسون، أستاذ الفيزياء بجامعة اكسفورد مع باحثين آخرين من جامعة ميامي، بهدف تتبع جماعات الكراهية عبر الإنترنت، وبحث وتحديد الخطوات التي يمكن لشركات ووسائل الإعلام الاجتماعية اتخاذها لتخفيف الكراهية عبر الإنترنت.

Neil Johnson

أين المعايير الصارمة؟

 و خلص الباحثون وخبراء التطرف إلى أنه يتعين على شركات التواصل الاجتماعي تطبيق معايير أكثر صرامة لضبط المحتوى  وذلك من أجل ألا تتحول الكراهية عبر الإنترنت إلى أعمال عنف واقعية.

 يقول جونسون إن مجموعات الكراهية تنتقل بين مواقع التواصل الاجتماعي، علاوة على أنهم طوال الوقت يقومون بتغيير المواقع الجغرافية وترجمة منشوراتهم إلى لغات أخرى لتجنب اكتشافها من قبل منسقي محتوى وسائل التواصل الاجتماعي.

ويضيف أن بعض جماعات الكراهية تترجم محتوياتها الدعائية إلى نص متسلسل – وهو نظام للكتابة يستخدم بلغات مغمورة مثل السلافية – لتجنب اكتشافه من منصات مثل «Facebook».

 وحسب جونسون فإن «مروجي خطاب التطرف على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، يتبعون نهجاً وفلسفة داروينية في نشر محتواهم، بمعنى أنهم دائما يحاولون التحور و التكيف مع الواقع ومخاطره، ويبذلون قصارى جهدهم لمواصلة التقدم».

اقرأ أيضا: 

تعزيز التطرف والعنصرية

 أما «فيجاس تينولد»، وهو باحث استقصائي في مركز مكافحة التطرف التابع لرابطة مكافحة التطرف، فيرى أن منصات  التواصل الإجتماعي هي الأداة التنظيمية «الأساسية» لمجموعات اليمين المتطرف وجماعات التفوق الأبيض النازية الجديدة. ويقول إن جماعات الكراهية تزدهر على الإنترنت لأن خوارزميات شركات التواصل الاجتماعي تجمع المستخدمين ذوي الاهتمامات المتشابهة معًا لزيادة المشاركة في المنصات.

Vegas Tenold

ويضيف: «وسائل التواصل الاجتماعي مصممة لدفعك إلى أبعد من أي وقت مضى إلى أي اهتمامات لديك، لذلك يتعين عليهم النظر إلى الطريقة التي تعمل على نشر التطرف والعنصرية وتعزيزها».

ويرى «تينولد» أن منصات التواصل الاجتماعي »مترددة للغاية» في إزالة خطاب الكراهية من منصاتها، لأن الشركات تريد تجنب التصور بأنهم ينتهكون حقوق المستخدمين في حرية التعبير.

وتقول كريستين هوفر، مديرة معهد دراسات الكراهية في جامعة غونزاغا (جامعة كاثوليكية  في واشنطن)، إن استياء المستخدمين الكامن ضد الجماعات العرقية والدينية وغيرها من الجماعات يتضخم عندما يتعرضون باستمرار لمحتوى كراهية عبر الإنترنت، مما قد يؤدي في النهاية إلى أن يصبح هؤلاء أعضاء في منظمات و جماعات تتبنى الكراهية عبر الإنترنت، وهكذا ينضم هؤلاء المستقطبون إلى المشاركة في أعمال العنف.

Kristine Hoover

 وتضيف هوفر قائلة: «إن وسائل التواصل الاجتماعي بعدم اتخاذها إجراءات حاسمة تجاه خطاب الكراهية توفر وسيلة لمن لديهم أدنى استعداد لتبني خطاب متطرف لبدء التحرك نحو مزيد من التطرف ».

من جانبه رأى «بيتر سيمي»، وهو أستاذ مشارك في علم الاجتماع بجامعة تشابمان، وهو أيضا متخصص في دراسات الجماعات المتطرفة، أن منصات التواصل الاجتماعي تعمل كوسيلة تساعد، مجموعات الكراهية لإثارة وتشجيع العنف ضد الجماعات المستهدفة.

Peter Simi

ويدعو سيمي إلى مشاركة ضباط إنفاذ القانون في تعقب الكراهية عبر الإنترنت لضمان عدم ظهور أعمال العنف المخطط لها.ويضيف: «يؤثر إعلام التطرف والكراهية بأشكال مباشرة وغير مباشرة على النشاط أو السلوك غير المتصل بالإنترنت».

*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا ?

تامر الهلالي

مُترجم وشاعر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock