يحتفل محرك البحث جوجل اليوم بالمطربة العراقية عفيفة اسكندر تلك السيدة التي حققت شهرة واسعة في فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، وارتبطت بالملوك والقادة العرب الذين كانوا يعشقون صوتها ويحبون الاستماع إليها باستمرار، حيث اتخذت في تلك الفترة لونًا جديدًا من الغناء لم يكن مألوفًا في ذلك الوقت، حتى أنهم أطلقوا عليها في بدايتها لقب «جابركلي» وهو يُعني المسدس سريع الطلقات، وهذا لأنها كانت سريعة في أداءها وكذلك في شهرتها بصورة تتخطى حدود عمرها الصغير.
وُلدت في سوريا عام 1921 وكان والدها عراقي وأمها المغنية ماريكا ديمتري، وهي يونانية وتعمل هي الأخرى في الفن عازفة على أكثر من آلة موسيقية كما أنها عملت في ملهى ليلي بمدينة بغداد، كما كانت تُشجعها بشكل مستمر وتعطيها النصائح الغالية والتي كان أبرزها أن الغرور هو مقبرة الفنان، لذلك عليها بالتواضع الدائم للحفاظ على مكانتها الفنية تزوجت عفيفة في سن الـ 12 عام، والغريب ليس في صغر هذا العمر ولكن كذلك في كبر الزوج حيث كان يبلغ من العمر 50 عام، ويُدعى “اسكندر اصطفيان” ومنه أخذت لقبها وقد كان موسيقي شهير في ذلك التوقيت.
بدأت عفيفة اسكندر حياتها الفنية في سن الثمانية سنوات في إحدى الملاهي الليلية، وتنقلت فيما بينها وحققت شهرة واسعة في العراق في فترة الثلاثينيات، وغنت بعدة لغات منها التركية والألمانية واليونانية، بعد ذلك انتقلت إلى القاهرة مُلتقى الفن والفنانين في ذلك الوقت، وانضمت لفرقة بديعة مصابني ومن بعدها تحية كاريوكا، وحققت كذلك شهرة كبيرة لا بأس بها مما جعلها تقوم بالتمثيل أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في فيلم يوم سعيد بمشاركة فاتن حمامة، كما أنه كان لها أغنية في ذلك الفيلم ولكنها لم تُعرض حيث تم حذفها لطول الفيلم وللتقليل من وقته.
مكانة عفيفة اسكندر بين القادة والملوك
حظيت بمكانة كبيرة بينهم وشهرة واسعة وكان لها صالونًا في مدينة بغداد، يحضره العديد منهم على سبيل المثال نوري سعيد رئيس الوزراء العراقي والعديد من رؤساء الأحزاب وأعضاء المجالس النيابية في ذلك الوقت، وكان كل قائد أو ملك يزور العراق يلتقي بها وعلى رأسهم الملك فيصل والذي غنت له أغنية خاصة، وبرغم كل ذلك لم تقم بالغناء للثورة العراقية كما أن قاداتها لم يطلبوا منها ذلك، كما أنها لم تقم بالغناء لصدام حسين، وبرغم ذلك بعد سقوطه قاموا بمصادرة أملاكها ومنزلها التي تسكنه وانتقلت للعيش في الأردن.