إذا كان لنا من أسمائنا نصيب فإن لـ«لينين الرملي» الذي هز رحيله الوسط الثقافي والفني في مصر من اسمه نصيب كبير، فقد جاء الاسم لمنظر الثورة الروسية فلاديمير إيفانوف لينين، وهو يشبهه كثيرا في إيمانه بالثورة والانعتاق من الجمود والمألوف.. لينين الرملى هو ثورة أخرى في الكتابة المسرحية، خلّد اسمه كواحد من أبرز الكتاب المسرحيين في عالمنا العربي، ولم تكن مسرحياته تخلو أبدا من الانتصار لقيم العدل والحق والحرية ومحاربة الفساد عبر مايقدمه على خشبة مسرحه، من خلال الضحك الذي مرر من بين ثناياه كل قناعاته وكل ما آمن به. ولذا شكل رحيله قبل يومين صدمة كبيرة للأوساط الثقافية والمسرحية والفنية في مصر، والتي أجمعت على أن رحيله كان خسارة كبيرة للإبداع المسرحي والفني.. في السطور التالية شهادات ساطعة عن هذا الكاتب الكبير الذي قال كلمته بجرأة وشجاعة في وجه كل ما اعتبره قبحا وظلما، ثم رحل.
يقول المترجم محمود سعيد: «بسبب غرابة اسمه «لينين» الذي أطلقه عليه والده اليساري المصري فتحي الرملي، تيمنا بالزعيم السوفيتي الكبير «لينين»، تعرض لينين لعدد لا يحصى من المواقف المحرجة والطريفة خلال حياته، منها أن مدرس اللغة العربية في المدرسة الابتدائية شك في انتمائه الديني، ولما أكد له أنه مسلم طلب منه أن يقرأ الفاتحة حتى يتأكد من ذلك. «الطريف ان له أخ يدعى ستالين وعلى ما يبدو أن والديهما كان شديد الإعجاب بزعماء الثورة الروسية».
المترجم «محمود سعيد»
ويؤكد الكاتب الصحفي سيد محمود أن لينين الرملي لم يكن مؤلفًا عاديًا، لكنه كان رجل مسرح حقيقي منحازًا لقضايا إنسانية وتنويرية، استخدم ل الضحك ليصل بأفكاره للناس، انتقد الديكتاتورية وناصر تحرر المرأة وواجه تجار الدين وسخر مبكرا من القضايا الكبرى، انفق كل ما كسب في المسرح، كتب وأخرج وعمر مسارح وكشف مواهب ولم يتوقف امام اي خذلان وظل يعمل ما يحب ويعتقد وطوال ما يقرب من ٥٠ عاما كان شريكا في صناعة كل الابتسامات التي رافقتنا.
الكاتب الصحفي «سيد محمود»
يقول الروائي الشاب أحمد عبد المنعم رمضان: فى مراهقتى كنت أحب مسرحيات محمد صبحى جدا، وأدركت بالوقت أنى فى الواقع أحب لينين الرملي، كانت مشاهدتي لمسرحية «الحادثة المجنونة» لعبلة كامل وأشرف عبد الباقى هى أول من نبهتني لهذا، وقتها بدأت أقرا بانتظام كتابته الأسبوعية فى ملحق الأهرام تحت اسم «حكاوى حصاوى»، غالبا لم تعجبنى ولكن كنت أقراها، وفى الوقت نفسه لقيت أبويا بيقولى «مش أنت بتحب لينين الرملى؟ أدى أعماله الكاملة فى جزئين»… غير أنني أحبطت حينما فتشت في منتجه السينمائى، لأنى لم أحب منه إلا فيلم «البداية» لصلاح أبو سيف، لكنني ظللت أتتبع مسرحياته، أظن كانت أول مسرحية أشوفهاله فى المسرح «تحب تشوف مأساة»، وبعدها «أهلا يا بكوات»، وحضرت له مسرحية تجريبية فى الهناجر وأخرى فى ساقية الصاوى، وبعد الثورة مباشرة «فى بيتنا شبح» بطولة ماجد الكدوانى، وأخيرا «أضحك لما تموت» فى العام الماضى، اللى بيقدم فيها نظرة للثورة من خلال اتنين عواجيز، مناضلين سابقين مهزومين منتظرين الموت.. لا أعرف هل هذه المسرحيات تم تصويرها أم لا، ولو أتصورت، لماذا لم يتم عرضها ؟
الروائي «أحمد عبد المنعم رمضان»
وأنهى أحمد عبد المنعم رمضان كلمته للأسف توقف اليوم وبشكل نهائى تدفق لينين الإبداعى، لكنه ترك إرثا مسرحيا كبيرا، سيعاد تقديمه لسنين طويلة قادمة.
وتقول الكاتبة أسماء يحيي الطاهر عبد الله: كان لي الشرف إني مثلت في مسرحية من تأليفه «تحب تشوف مأساة.. بالطبع لا» على خشبة المسرح القومي عام ٢٠٠٢ ومن إخراج الأستاذ خالد جلال.. كل اللي اشتغل في أعماله له الفخر إنه كان جزء منها.. وللجميع نصيب من رؤية أعماله الهامة في المسرح والتليفزيون.. رحم الله الكاتب الكبير
الكاتبة «أسماء يحيي الطاهر عبد الله»