رؤى

دراسة: أغلب الإرهابيين لا يعودون إلى سابق جرائمهم بعد خروجهم من السجون

كتب: جيسون بورك

ترجمة وعرض: تامر الهلالي

توصلت دراسة أجراها أكاديميون وأجهزة أمنية في أوروبا إلى أنه من غير المرجح أن يعود الإرهابيون المُدانون إلى ممارسة الإرهاب مقارنة بالسجناء الآخرين.

و خلصت الدراسة إلى أن أقل من 5٪ فقط من الإرهابيين المدانين يرتكبون جريمة إرهاب أخرى بعد مغادرتهم السجن. في المقابل يعود حوالي 45٪ من إجمالي السجناء إلى السجن مرة أخرى في غضون عام من إطلاق سراحهم، بسبب عودتهم لارتكاب الجرائم في إنجلترا وويلز على سبيل المثال.

أُجري البحث في بلجيكا، التي واجهت الإرهاب الإسلامي منذ أوائل التسعينات وأصبحت أحد مراكز حملة داعش في أوروبا في عامي 2015 و 2016. وقد أثار قرار الإفراج الوشيك عن آلاف المتطرفين المسجونين بتهم إرهابية مخاوف الأجهزة الأمنية في المملكة المتحدة وأماكن أخرى. و أصدرت بريطانيا مؤخرًا قانونًا يضمن عدم الإفراج تلقائيًا عن الأشخاص المدانين بارتكاب جرائم إرهابية خطيرة خلال قضاء مدة عقوبتهم، في أعقاب هجومين بارزين من قبل رجال غادروا السجن مؤخرًا.

في نوفمبر من العام الماضي طعن عثمان خان شخصين حتى الموت بالقرب من جسر لندن، بعد حوالي عام من إطلاق سراحه. وكان قد حُكم على خان عام 2012 لدوره في مؤامرة استلهمت نهج تنظيم القاعدة لتفجير مواقع بارزة، وكان يحضر مؤتمراً حول إعادة تأهيل السجناء عندما شن هجومه.

وفي فبراير الماضي، قُتل سوديش عمان برصاص الشرطة في لندن، بعد أن طعن شخصين. و كان قد تم الإفراج عن الشاب البالغ من العمر 20 عامًا بعد أن أمضى نصف مدة عقوبته لأكثر من ثلاث سنوات بعد إدانته بحيازة أسلحة و نشر مواد متطرفة، وكان تحت المراقبة المكثفة للشرطة.

الدراسة الجديدة، الذي سيتم نشرها في CTC Sentinel، وهي مطبوعة يصدرها مركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية، تشير إلى أن مثل هذه الحالات نادرة.، فبحسب الدراسة، أُدين أقل من 3٪ من 557 شخصًا في بلجيكا مشمولين في الدراسة للمرة الثانية بارتكاب جريمة إرهابية، وعادة ما تكون نسبة العائدين لجرائم الإرهاب أقل من 5٪ بعد إطلاق سراح مرتكبيها من السجن.

لايريدون العودة للإرهاب

ويدعم تقييمان حديثان أجراهما جهاز مكافحة الإرهاب البلجيكي النتائج الجديدة، حيث خلصا إلى أن 84٪ من العائدين الذكور كانوا من سوريا وأن 95٪ من النساء العائدات قد نأوا بأنفسهم عن التطرف.

قال توماس رينارد، وهو كبير باحثين في مجموعة إيغمونت، المهتمة بدراسة تمويل الإرهاب: «تميل هذه التقييمات، جنبًا إلى جنب مع الدراسات المتعلقة بالعودة إلى الإرهاب، إلى الإيحاء بأن معظم المدانين بالإرهاب لا يسعون ببساطة إلى العودة إلى «عاداتهم القديمة»، على عكس التصور السائد».

توماس رينارد

التقييمان اللذان أجراهما جهاز المخابرات البلجيكي،. توصلا في الوقت ذاته،. إلى أن أقلية من الجناة المفرج عنهم لا يزالون «مصدر قلق كبير»، مما يشير إلى أن «عددًا قليلا من المتشددين سيظلون نشطين عبر موجات متتالية من النشاط الجهادي، وسيظلون مصدر قلق رئيسي للشرطة وأجهزة المخابرات».

هناك أكثر من 4000 سجين في أوروبا الغربية يعمل عدد منهم على إعادة المقاتلين الأجانب أو الإرهابيين المدانين أو السجناء المتطرفين أو يعملون على جعلهم «مؤهلين للتطرف».

 من بين هؤلاء حوالي 1700 في فرنسا، سيتم إطلاق سراح 90 ٪ منهم في غضون خمس سنوات، بالإضافة إلى 700 في المملكة المتحدة.

ويدعم البحث الجديد دراسات أكاديمية أخرى تشير باستمرار إلى معدل منخفض للغاية لمعاودة المدانين ممارسة الإرهاب، مقارنة بمتوسط معدلات العودة الإجرامية، والتي تتراوح بشكل عام بين 40 ٪ و 60 ٪ في جميع أنحاء العالم. وحتى قبل هجمات لندن عام 2019، اعتبرت مسألة إدارة المدانون بجرائم إرهابية بعد الإفراج عنهم كأولوية سياسية، حيث كان هناك عدد من المدانين الذين كانت عودتهم إلى النشاط الإرهابي بارزة، مثل شريف كواشي، الذي شن هجومًا على العاملين في المجلة الساخرة الفرنسية شارلي إبدو في يناير 2015، علاوة على أيمن الظواهري، الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة.

ويزيد الخوف من الانتكاس من جديد المخاوف بشأن السجون، التي توصف عادة بأنها «مناطق خصبة للتطرف» أو «جامعات لتدريس الجهاد». وكانت دراسة مستقلة عن التطرف الإسلاموي في السجون في المملكة المتحدة تم إجراؤها في عام 2016، كانت قد خلصت إلى أن التطرف في السجن مثل مشكلة متنامية تم التعامل معها بشكل سيئ.

*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا

تعريف بالكاتب:

جيسون بورك: مراسل لصحيفة الجارديان عمل في الشرق الأوسط و آسيا و أوروبا و غطى العديد من الصراعات وكتب بشكل مكثف عن التطرف والإرهاب. 

جيسون بورك

تامر الهلالي

مُترجم وشاعر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock