أدى انتشار وباء الكورونا إلى خسائر هائلة على الإقتصاد العالمى وتوقف صناعات بأكملها وتضرر ملايين البشر وتراجعت دخولهم بمعدلات كبيرة. ومن بين تلك الصناعات كانت صناعة السينما التى تعرضت لضربة موجعة بسبب سياسات التباعد الاجتماعى فى مختلف دول العالم إضافة إلى الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الدول لحماية مواطنيها ومن بينها إغلاق دور العرض السينمائى والمسارح وغيرها من أماكن التجمعات.
إغلاق السنيما بسبب فيروس الكورونا
وتمثل صناعة السينما فى العالم واحدة من الصناعات الهامة التى تقدر حجم الإستثمار والعوائذبها بها بمليارات الدولارات سواء فى إنتاج الأفلام أو فى عرضها عبر دور السينما «تخطت ايرادات شباك التذاكر حاجز ٤٢ مليار دولار في ٢٠١٩ وكان مقدرا لولا كورونا ان تعبر حاجز ال٥٠ مليار في ٢٠٢٠» بإلاضافة إلى الأنشطة المصاحبة لها مثل المهرجانات الفنيه العالميه والمحليه.
وتعتبر السينما الأمريكيه – هوليوود – والسينما الهندية – بوليوود – أكبر المتضررين نتيجة الوباء الذى يعم العالم حيث أكدت مصادر صحفيه أن حجم الخسائر فى صناعة السينما الأمريكيه وحدها بلغ 15 مليار دولار خلال الأشهر القليلة الماضية.
السينما الأمريكية «هوليوود»
وتعد الولايات المتحدة والصين أكبر سوقين لمشاهدة الأفلام في العالم – وفقا لمعايير شباك التذاكر – حيث تملك الصين نحو 60 ألف دار سينما، أُغلقت جميعها في أوائل يناير وكان توقيت الإغلاق شديد التأثير حيث جاء قبيل عطلة رأس السنة الصينية والتي عادة ما تشهد تسجيل إيرادات بقيمة ملياري دولار تقريبا.
ويؤكد محللون أن حجم التراجع العالمي فى إيرادات الأفلام منذ يناير حتى الآن في الصين وحدها بلغ 50 % من إجمالى هذا التراجع مما يؤكد ضخامة السوق الصينى وحجم قوته.
ضربة قوية لجيمس بوند والارملة السوداء
تلك الأوضاع دفعت كبرى شركات الإنتاج إلى تعليق انشطتها انتظارا لتطورات إيجابيه على الوضع الدولى بينما لجأت شركات أخرى إلى خوض تجربة عرض أعمالها على شبكة الإنترنت كعرض أول.
ويعتبر فيلم جيمس بوند الجديد «لا وقت للموت» – من بطولة «دانييل كريغ» والممثل ذوي الأصول المصرية «رامى مالك» – أول فيلم كبير يتأثر بوباء كورونا، بعد تأجيل إطلاقه لمدة سبعة أشهر حتى نوفمبر المقبل – مبدئيا – وقد بلغت ميزانيه الفليم 250 مليون دولار دون تكاليف الدعايه التى تجاوزت عشرات الملايين من الدولارات.
أعلان فيلم جيمس بوند «لا وقت للموت»
وأعلنت شركة الإنتاج شركة «مترو غولدن ماير» في بيانها الذي كشفت فيه عن تأجيل إطلاق الفيلم «إنها اتخذت القرار بعد دراسة متأنية وتقييم شامل للسوق الفني العالمي».
شركة «مترو غولدن ماير»
كما أعلنت شركة «ديزني» عن الاضطراب في نشاطها الترفيهي من خلال تأخير إطلاق فيلمها «الأرملة السوداء» وهو عمل ينتمى لسلسلة «مارفل» الشهيرة.
أعلان فيلم «الأرملة السوداء»
وتشمل الأعمال الكبرى التى تقرر تأجيل عرضها كل من فيلم «سكوب» وهو فيلم مغامرات من سلسلة أفلام الرسوم المتحركة «سكوبي دو»، فضلا عن فيلم «المرأة الخارقة 1984»، وهما من إنتاج «وارنر براذرز» اضافة إلى أفلام «فتيات صغيرات» و«1917» و«الأرنب جوجو».
أعلان فيلم «المرأة الخارقة 1984»
كما تسبب الوباء فى توقف كامل لتصوير عدد كبير من الأفلام من بينها تأجيل تصوير الفيلم الإيطالى «مهمة مستحيلة» رغم ما سبقه من ترويج كبير وواسع النطاق واطلاق الأغنية الرئيسية للفيلم في فبراير ورغم ذلك توقف تصوير الفليم تماما.
كورونا تضاعف جراح السينما المصرية
على مستوى صناعة السينما المصرية فالبرغم من ان تلك الصناعة تعانى منذ سنوات طويلة من أزمة حادة عَبر عنها تراجع ملحوظ فى عدد الأعمال التى يتم إنتاجها سنويا.
فإن الأزمة قد لحقت بشركات اللإنتاج السينمائى وهى شركات محدودة العدد بالأساس وساهم وباء الكورونا فى ضياع موسم عرض «عيد الفطر» وهو واحد من أهم المواسم وأكثرها رواجا فى السوق الفنى المصرى.
فقد تم تأجيل عرض أفلام «العيد» نظرا لقرارات غلق دور السينما وتلك الأفلام «العارف» بطولة أحمد عز مع أحمد فهمي، و«البعض لا يذهب للمأذون مرتين» لكريم عبدالعزيز ودينا الشربيني، و«العنكبوت» لأحمد السقا ومنى زكي، و«أشباح أوروبا» الذي تقوم ببطولته هيفاء وهبي وأحمد الفيشاوي، و«ديدو» لكريم فهمي وبيومي فؤاد.
فى حين قررت شركة «سينرجي» تعليق مشاريعها الجديدة بشكل كامل حتى إشعار آخر حيث كانت الشركة تخطط للبدء في تنفيذ 5 أفلام جديدة وهذا ما فعله المنتج محمد السبكى أيضا.
اعلان فيلم «العارف»
كما تقرر وقف تصوير عدد من الأفلام حتى إشعار آخر من بينها «هيكل نظمي» بطولة «رامز جلال» و«غادة عادل» و«النمس والإنس» بطولة «محمد هنيدي» و«منة شلبي» و«تسليم أهالي» بطولة «دنيا سمير غانم».
وتقدر التقديرات الأوليه حجم الخسائر التى لحقت بصناعة السينما المصرية خلال الموسم الحالى بما يقرب من 200 مليون جنيه أى أقل من ربع تكلفة أنتاج فيلم امريكى واحد وهذا ما يكشف التراجع الذى تشهده صناعة السينما المصرية فى الوقت الحالى تلك الصناعة التى كانت تحتل المركز الثانى فى الدخل القومى المصرى بعد صناعة القطن!!
أشرف عبد الباقي صاحب اول فيلم يعرض علي الانترنت قبل دور العرض
الفن السابع ليس فقط صناعة فيلم وتكاليف انتاج بل هو بالاساس حالة متكامله يعيشها مليارات البشر من عشاق السينما فى انحاء المعمورة..
والخروج من المنزل والذهاب لدور العرض السينمائى هو من اجمل الطقوس لدى رواد مشاهدة الأفلام فقاعات العرض لها سحر كبير وتضفي على جمهورها حالة من الاندماج والالتزام خلال مشاهدة العمل.
ومؤخرا لجأت بعض شركات الإنتاج العالميه والمحليه لمجاراة شبكة نيتفليكس – في عرض أفلامها عبر الإنترنت مثل ما فعلته شركة إنتاج صينيه قامت بعرض فيلم «مفقود في روسيا» الصيني ضخم الإنتاج عبر الإنترنت، وسجل أكثر من 600 مليون مشاهدة.
https://www.youtube.com/watch?v=rGmUfFaxgFw
إعلان فيلم «مفقود في روسيا»
وتدرس شركات الإنتاج الأمريكية السير على هذا النهج، وقد بدأت بالفعل عرض الأفلام عبر الإنترنت في ذات الوقت الذي تُعرض فيه بدور السينما.
ومحليا فقد تم عرض فيلم «لغز الكوخ المحترق» بطولة «أشرف عبد الباقى» وإخراج «سيف يوسف» على الإنترنت ليكون أول فيلم روائى مصري طويل يقام عرضه الأول على الإنترنت.
إعلان فيلم «لغز الكوخ المحترق»
فهل تتسبب كورونا فى نهاية الطقس البديع لمشاهدة البشر الأفلام فى دور السينما بشكل جماعى مصطحبين معهم وسائل التسليه ويتحول الأمر إلى طقس فردى أو أسرى باقصى تقدير وتتحول الشاشه الكبيرة إلى شاشة الهاتف المحمول.
أم أنه مجرد كابوس سيمر على البشرية وسرعان ما ينتهى وتعود الحياة لما كانت عليه قبل يناير 2020؟؟