كتب: شانون مالارد
ترجمة وعرض: تامر الهلالي
خلص باحثون من مدرسة إليوت للشؤون الدولية بالولايات المتحدة الأمريكية إلى أن الاعتماد علي اساليب قوات الشرطة ليست أفضل وسيلة لتنفيذ برامج الوقاية والاستجابة التي تكافح التطرف العنيف، وأجرى الباحثون تحليلاً للبرامج المحلية التي تتصدى للتطرف العنيف كجزء من مشروع بحثي ضمن مسار دراسي.
وأكد فريق الباحثين أن برامج إزالة التطرف التي تتضمن عناصر التوجيه والمشورة تميل إلى أن تكون أكثر فعالية في مكافحة نزعات التعصب للمجموعات المتطرفة سواء كانت مجموعات اليمين العنصري المتعصب لتفوق العرق الابيض ( يسميها البعض في امريكا القومية البيضاء) او مجموعات الاسلام الراديكالي العنيف وكذلك باقي أشكال التطرف العنيف الأخرى، إذا ما قورنت بإجراءات إنفاذ القانون عن طريق قوات الأمن وحدها.
العنصرية ضد الملونين في أمريكا
وخلص الباحثون إلى أن البرامج التي تديرها الشرطة وأجهزة الأمن تتعرض في كثير من الأحيان لانتقادات محلية، بسبب التنميط بدوافع عنصرية أو عرقية، أو لأنها غالباً ما تفتقر إلى الرؤى أو القدرات اللازمة لتقديم المساعدة العقلية أو النفسية اللازمة لضحايا التطرف. وطور فريق البحث توصيات لسياسات وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، حول كيفية تشكيل خدمات وبرامج محلية لمحاربة التطرف، بناءً على تحليلهم لتلك البرامج في ولايات بوسطن وشيكاغو ودنفر ومينيابوليس.
جورج فلويد قتل على يد شرطي أمريكي بسبب لونه الأسود
وقال الباحثون : “تؤدي الجهات الفاعلة المختلفة مثل الوكالات الفيدرالية والحكومات البلدية وإدارات الشرطة المحلية والمنظمات الخيرية أو الناشطة دورًا في تصميم أطر للبرامج المصممة لمكافحة الإرهاب “، إلا أنهم أكدوا على أنه “رغم ذلك ، يجب على الحكومات المحلية أن تأخذ زمام المبادرة في تطوير برامجها الخاصة حيث أنها الأنسب لفهم احتياجات المجتمع المحلي والاستجابة لها”.
و أشار الباحثون أيضا إلى أنهم لاحظوا وجود حالة من “الإنفصال” الضمني بين الشرطة والمجتمعات المحلية، وهو انفصال من شأنه أن يحمل آثارًا على الإجراءات المضادة ضد كل من الإرهاب المحلي من ناحية وقسوة الشرطة من ناحية أخرى” .
وتقول رولي لال، الأستاذة المساعدة في الشؤون الدولية التي قادت الفريق البحثي، أن “وجود نزعة القومية البيضاء ونزعات الأيديولوجيات المتطرفة الأخرى يرتبط بشكل مباشر بقسوة الشرطة “.
وأضافت : “تشير الدراسة بوضوح أن القومية البيضاء كمجموعة متطرفة تمثل مشكلة و انه لابد من وضع برامج لمكافحتها، ويعني ذلك أنها أزمة حاضرة في أوساط قوات الشرطة أيضًا، حيث أن قوات الشرطة تأتي من المجتمع وتمثل في جزء منها هذا الالادراك العنصري”.