ترجمة: محمد عز* – مروة سليمان**
لقد عانى الكثير من المرضى الذين أعالجهم من هذا النوع من الصراع، إنهم ليسوا مستائين من علاقتهم الحالية، ولكنهم لا زالوا يتساءلون عما إذا كان ينبغي عليهم الاستمرار في البحث عن علاقة أفضل. فيسألون مثلا “هل يمكن أن يكون هناك شخص آخر يمكنني أن أحبه أكثر؟، ماذا لو تركت هذه العلاقة وبعدها أدركت أنها كانت أفضل ما لدي من علاقات على الإطلاق؟ ماذا لو لم أكن متأكدًا البتة ممن ينبغي أن أكون معه؟ كيف يمكنني اتخاذ القرار الصحيح؟
على مدى العقود الأربعة التي كنت فيها طبيبة نفسية للعلاقات (أخصائي معالجة علاقات) طورت تمرينًا يساعدهم في الغالب علي إجابة تساؤلاتهم، حيث أطلب منهم أن يتصوروا أن بحثهم عن الشريك المناسب على المدى الطويل يشبه شعورهم بأنهم يسافرون عبر مجموعة من الجزر، فيجدون في كل منها بعض عوامل الجذب وبعض عوامل النفور، هناك دائما شغف بالتجربة الجديدة، وتبقى الاستكشافات الأخرى، وقرار الدخول في عش الزوجية، أو مواصلة البحث أمرا مؤجلا.
إن تشبيه العلاقة بالجزيرة هنا هي طريقة سهلة لوصف معضلة لدى العديد من الباحثين عن الشراكات (العلاقات) في عالم اليوم، فهم يجدون أنفسهم يخرجون من علاقة إلى أخرى، ويستمتعون لفترة من الوقت بجمال التجربة الأولى، إلا أن الشعور في نهاية المطاف لا يستمر بسبب عدم الارتياح لبعضهم البعض، ويتساءلون عما إذا كان الوقت قد حان للمضي قدما.
بمجرد أن يتخيلوا معي تلك الرحلات، فإنهم سيدركون سريعا أنه قد تكون هناك احتمالات غير متناهية بالنسبة لهم في تجارب جديده أشبه بالجزيرة، يمكنهم أيضًا أن يروا في نهاية المطاف أن الجزيرة التي استقروا عليها ليست هي الاختيار الصحيح، ويخشون أن يحدث ذلك في علاقاتهم، لقد شاهدوا أصدقاءهم وهم يقدمون التزامات صادقة وحقيقية في علاقاتهم، ولكن هذه العلاقات قد انهارت بطريقة أو أخرى مع مرور الوقت، وهم لا يعرفون كيفية التنبؤ بكسرات القلب هذه ليتجنبوها.
لقد كان الأمر أسهل في الماضي القريب، حيث وُلد العديد من الناس، ونشأوا، وظلوا إلى الأبد في علاقة مجازية واحدة، ولم يتعرضوا في الغالب لإمكانية وجود خيارات أخرى وكانوا مستعدين ليكونوا راضين بما كان متاحًا لهم بسهولة، وفي كثير من الأحيان كانت تلك الخيارات بالنسبة لهم جيدة في أن يحرزوا تقدمًا في العلاقة.
اليوم، مع التطورات الهائلة للهجرة بعيدًا عن العائلة وانفجار التكنولوجيا، أصبح لدى معظم العُزاب خيارات متعددة لخوض مغامرات التعارف، لقد اكتسبوا الحرية لاستكشاف احتمالات جديدة بلا نهاية، ولكنهم كثيراً ما يطغى عليهم الخوف من اتخاذ خيار خاطئ لعلاقة طويلة الأجل (تعني الدخول في عش الزوجية).
إن الكم الهائل من “مواقع المواعدة والتعارف” والفرص التي توفرها يمكن أن تضاف إلى هذا اللغز، إن عدم اليقين في الصفات والخلفيات غير المعروفة للشركاء المحتملين في العلاقة يمكن أن يجعل العلاقة العابرة المجازية أكثر إثارة للاهتمام، ولكنها أيضًا أكثر خطورة. فما يتم الإعلان عنه في “دليل خيارات السفر” ليس دائمًا ما يظهر في التجربة الفعلية؟
إن كل هذه المتغيرات المعقدة، تجعل الباحثين عن العلاقة الأبدية يتساءلون عن اللحظة التي يستطيعون فيها اتخاذ القرار بالاستمرار في علاقتهم الحالية أو ترك هذه العلاقة والاستمرار في البحث عن أخرى.
• هل الشريك الذي أنا معه الآن هو أفضل من عرفته على الإطلاق؟
• هل يجب أن أخاطر بترك هذه العلاقة والاستمرار في البحث عن أخرى؟
• هل أبحث إلى ما لا نهاية عن علاقة ما هي إلا مجرد خيال؟
• كيف أعرف أنه حان الوقت للالتزام بالشريك الذي أنا معه أو البحث عن شخص جديد ؟
• هل أنا راض عن ما لدي من علاقة لأني أخشى ألا أجد أي شخص أفضل من الذي أنا معه؟
• وأخيرًا: هل أنا محكوم علي بالبحث للأبد عن شريكي المفضل، لأني لن أكون متأكدا أبدا عمن يكون هو هذا الشريك؟
علي الرغم من أنه قد تتعدد الإجابات بتعدد العلاقات، فإن ثمة إرشادات يمكن أن تساعد في تلك القرارات. النقاط الستة التالية هي التي وجدتها أكثر فائدة للمساعدة في اتخاذ تلك القرارات.
1. هل يمكنني الثقة في حب النظرة الأولى إلى النهاية؟
الجواب على الجزء الأول هو نعم. فلقد عرفت العديد من الأزواج الذين أدركوا أنهم كانوا علي حق في علاقتهم ببعضهم البعض خلال الساعات الأولى التي التقوا فيها، وظلت علاقتهم قوية وناجحة، أنا وزوجي مثال حي على ذلك، فقد التقينا في حلبة التزحلق على الجليد عندما كنا في الرابعة عشر من العمر وتزوجنا في التاسعة عشر. نشأنا مع بعضنا البعض، وكنا بحاجه لبعضنا البعض وللكثير من الدعم، وعدم الرغبة في الاستسلام.
لقد جمعت وراكمت قصص الأزواج الآخرين الذين مروا بتجارب مماثله. والعبارات التالية هي خلاصه لتلك الفلسفات التي نتشاركها، والتي ساعدتنا ليس فقط على البقاء معًا ولكن أيضًا جعلتنا لم نندم قط على القرار الذي أخذناه، وهي كالتالي:
• ترجع العلاقات الجيدة إلى الالتزام والعمل مع الشريك الآخر ومساعدته على النمو والنضج في جميع الأوقات سواء كانت جيدة أو سيئة، ويجب أن يحافظ الشريكان على التعلم من بعضهما البعض، وأن يكونا مستعدين للاعتراف بالأخطاء التي يرتكبونها طوال مشوار حياتهما.
• أن يشاهدوا تجارب الأزواج الآخرين بعناية وبدقة لمعرفة ما الذي أفشلهم وما الذي أبقاهم معًا، ويغيروا علاقتهم وفقا لذلك قدر المستطاع.
• أن يدركوا في وقت مبكر أنه يمكنهم تغيير بعض الأشياءأو التصورات عن الآخر، ولا يمكنهم، أو لا ينبغي عليهم محاولة تغيير الآخرين.
• إنهم يواجهون انكسارات محتملة ويعرفون أن عليهم حلها من أجل الاستمرار.
• إنهم لا يتوقعون الكمال، لكنهم ملتزمون تمامًا بعمل أفضل ما لديهم.
• إنهم يعلمون أنه سيكون هناك دائمًا بعض الإغراءات الأخرى، لكنهم لن يخاطروا أبدًا بفقدان بعض من خلال الانغماس في تلك الرغبات.
• أن ينظروا إلى خلافاتهم على أنها تحديات تجعلهم مهتمين ببعضهم البعض.
• أن يكونوا مصممين على استخدام صراعاتهم/خلافاتهم لجعلهم أقوياء.
2. التعلم من نجاحات وإخفاقات العلاقات السابقة
إنه أمر محزن ولكنه حقيقة واقعة حيث يختار العديد من الناس نفس أنواع الشركاء، ويكررون نفس الأخطاء في كل علاقة. ولأسباب عديدة ومفهومة، فإنهم يواصلون التفاعل بنفس الطريقة ولكنهم يتوقعون بطريقة ما أنه ستكون هناك نتائج مختلفة.
ويميل الشركاء في هذه العلاقة إلى توقع أن تكون كل “علاقة عابرة” جديدة هي أفضل مكان للاستقرار، وتكون مخيبة للآمال إذا لم تثبت وجهة نظرهم التي تصوروها.
إن معظم الباحثين عن هذه العلاقات يتمتعون بحسن النية ويعتزمون حقًا صناعة خيارات أفضل، ومع ذلك يجدون أنفسهم يكررون نفس الأخطاء القديمة بلا نهاية، وذلك لأنهم ليس لديهم رؤية أو فهم لسبب استمرار خيبة أملهم في علاقاتهم، وغالبًا ما يقعون في مشكلة محاولاتهم البحث عن عيوب الآخر وبلغة أخرى البحث عن “الشخص السيء” في الشريك، وذلك بدلاً من معرفة ما يمكن أن يفعله كل منهم بشكل أفضل.
أما الأشخاص الذين حالفهم الحظ في التقدم والتحول وتغيير أنفسهم إلى الأفضل من خلال تجاربهم في العلاقات، يجدون طرقًا لتقييم ماضيهم، بدلاً من أن يرتكبوا نفس الخطأ الذي ارتكبوه أو ارتكبه شركاؤهم. إنهم يعلمون أنه لا يمكن أن يصبحوا فى تقدم دون أن يختبروا ما فعلوه في الماضي، وهذه الاتجاهات –من المثير للاهتمام- تجعلهم أكثر قيمة لدي الشركاء الجدد، لأن لا أحد يريد أن يرث الغضب أو خيبة الأمل من العلاقات السابقة.
مرة أخرى، وباستخدام استعارة “العلاقات العابرة” لدينا، فإن هؤلاء الأشخاص يعرفون كيفية التعلم من أخطائهم السابقة وكيف يمكنهم استثمار تلك المعرفة في اختيار طرق أفضل للعيش في المستقبل، كما أنهم لا يخشون الأخطاء أو الإخفاقات باعتبارها مهينة لهم، لأنهم يعلمون أن العلاقات المستقبلية ستستمر أيضًا في إبقائهم على دراية بما يتطلبه الأمر لجعل العلاقات تزدهر.
3. امتلاك رؤية واضحة
إذا كنت في طريقك لأن تكتشف وتعثر على العلاقة التي من الممكن أن تكون العلاقة الأهم في حياتك، فيجب أن يكون لديك خطة وهدف ورؤية لكيفية تحقيق ذلك.
مع وجود العديد من الشراكات المحتملة، كيف يمكنك معرفة أن ما خضته من علاقات هو كاف وأن الوقت قد حان للاستقرار واختيار أفضل علاقة من تلك العلاقات التي مررت بها.
إذا تجولت بشكل عشوائي في علاقاتك العابرة، فسوف تهيم –أحيانا- ببعض الأشياء المبهجة التي كانت مبشرة في وقتها، لكنها لن تمنحك بالضرورة ما تحتاجه على المدى الطويل، سوف تنجذب أيضًا إلى تلك الأماكن والأشياء المألوفة والتي تشعرك بالأمان، حتى لو لم تلبِ احتياجاتك في الماضي، فإذا كانت نواياك مبنية على فهم واضح لمن أنت، وما تحتاج إليه، وما يمكنك تقديمه، ستزداد احتمالية أن تختار بحكمة أكبر.
دعنا نقوم بتمرين للمساعدة في توضيح هذا المفهوم:
إذا تمكنت من الوصول إلى شريك العلاقة المثالي الذي يحمل جميع الأشياء الجيدة التي تحتاج إليها، ولكنه يهمل التصرفات أو التجارب التي أضرت بك أو خيبت آمالك، مع وضع المعرفة أعلاه في الاعتبار بشكل واضح، فما هو الشكل الذي سيبدو عليه؟
فكر في السمات الشخصية، السلوكيات، الفلسفات، المعتقدات، الدوائر الاجتماعية، آليات مواجهة الأزمات، الجاذبية البدنية، الارتباطات الأسرية، الخيارات المهنية، والمزاج العاطفي، والمواقف والالتزامات المالية، التي ستكون أكثر أهمية بالنسبة لك لو كنت تريد أن تعيش في سعادة دائمة في هذه العلاقة إلى الأبد.
4. الخوف من الالتزام باعتباره سجنًا
بعد أن وصلت إلى أحدث “علاقة عابرة”، واستكشفتها دون تحيز أو تعصب وبدون مقارنتها بعلاقاتك السابقة، وقدمت تقييمًا دقيقًا لها، وشعرت أن هذه “العلاقة” قريبة من كل ما أردته في أي علاقة، وهي تريدك أيضًا. حتى الأن هذا جيد جدًا.
بعد ذلك، فإن خبراتك القديمة تهيئ لك أنك وقعت في الفخ، وتجعلك تشك في نفسك وتفتقر إلى الثقة في هذا الاختيار، يبدأ الشك الذاتي:
• ماذا لو شعرت بأن ما تشعر به جيدًا هو كذلك لأنه جديد فقط؟
• ماذا لو لم تتذكر كل شيء كان من المفترض أن تقوم به من أجل تقييم ما هو أمامك بشكل صحيح؟
• ماذا لو كان ما تواجهه ليس صحيحًا بالفعل، وكنت غير قادر على الالتزام عند الحصول على مزيد من البيانات؟
ولكن ماذا لو لم تكن قادرًا على الاستمرار على نفس المسار قبل أن تتصور أنك لا زلت تقوم بالاختيارات الخاطئة ولكنك تتساءل عما إذا كان هو خوفك الحقيقي من أي التزام؟ ماذا لو كنت مرعوبًا فقط لأنك تعتقد أنه إذا التزمت بذلك، فسوف ينتهي بك الأمر إلى الشعور بالسجن؟
هذه المخاوف موجودة فينا جميعًا، إن الاعتقاد بأن العلاقة ستفقد بريقها في نهاية المطاف لأن كل الاكتشافات قد انتهت، وأن الملل سيحدث حتمًا هو إرهاب فطري للعديد من الباحثين عن شراكات طويلة الأجل، أولئك الذين عرفوا فرحة الإعجاب الجديد الذي لا حدود له بوجود علاقة جديدة، ثم يرونها تصبح باهتة ويمكن التنبؤ بمصيرها، يخشون أن يحدث ذلك مرة أخرى.
إن أولئك الذين يتغلبون على هذه المخاوف يعترفون ويتقبلون أن العلاقات التي تستمر لفترة طويلة، والتي تساعد في تجديد النشاط والحيوية، تواجه دومًا هذا الخطر، ولكنهم يعرفون كيف يحافظون على عدم حدوثه، فهم يتأكدون من أن كلا الشريكين يتبنون تحولا شخصيا مستمرا ويواصلون إضافة أبعاد جديدة إلى العلاقة عند نضوجها، وهم يقدرون ما قد يقدم لهم من أمن، ولكنهم يدركون أيضاً أن الإفراط في التنبؤ سوف يؤدي حتمًا إلى الملل.
وعلى الرغم من أن جميع الشركاء القدامى يحتاجون إلى الانفصال العرضي عن بعضهم البعض، والإثارة الخارجية للحفاظ على علاقتهم على قيد الحياة، إلا أنهم يعلمون أيضًا أنه يجب حماية العلاقات الفردية وإثراؤها بشكل مستمر.
ويمكن للمرء بسهولة أن يصبح فخورا بالخوف من الفشل في حد ذاته، كما يمكن أن يكون تجنب العلاقات الحميمية العميقة والتزاماتها المختارة تجاه الآخرين ضغطًا كبيرًا على بعض الأشخاص، وقد يشعرون بتحسن في قبولهم الصادق لحاجتهم إلى استكشاف مجموعة من العلاقات إلى ما لا نهاية دون الشعور بعدم كفاية أو خطأ إذا أرادوا البقاء في نزاهة العلاقة، فإنهم يخبرون كل شريك جديد حقيقتهم بكل صدق، كما لا يزال هناك الكثير ممن يفضلون التمتع المؤقت بعلاقة مؤقتة.
5. الأوهام
هناك الكثير من الأشخاص الذين يتصورون علاقة خيالية، ولا يمكنهم التخلي عن ذلك حتى وإن لم يعثروا عليها مطلقًا، إنهم ليسوا بالضرورة حمقى أو مخطئين لأنهم يتمسكون بالأمل والرغبة في هذا الخيال حتى لو لم يتحقق أبدًا، بعض البشر يفعلون ذلك، ولكن نادراً ما يؤدي ذلك إلى النجاح.
وللأسف، قد يفشل معظم الأشخاص الذين يبحثون عن علاقات خيالية في تقييم ما يمكنهم الحصول عليه في الواقع لأن هناك أمورًا كثيرة خارجة عن إرادتهم يمكن أن تحدث في أوقات مختلف، في بعض الأحيان،على سبيل المثال، قد يعيش الناس في مناطق يكون فيها أحد الجنسين أكثر وفرة من الآخر، أو حقيقة أن معظم الناس يشعرون بقيمة أقل عند تقدمهم في العمر أو إذا لم يتمكنوا من التنافس في مجالات أخرى تقدرها دوائرهم الاجتماعية، كما تحتل الجاذبية الجسدية للأنثى مكانة عالية في أولويات معظم الرجال، بينما تعد القوة والقيادة من الخصائص التي تجدها معظم النساء قيمة كبيرة في شركائهن، بعض هذه الصور النمطية التقليدية آخذة في التحول، خاصة في العلاقات الانتقالية المحددة حديثًا، ولكن لا يزال لها تأثيرا كبيرا في العديد من الشراكات حتى الآن.
6. الاعتقاد بأن العلاقات ليست محدودة
لتمديد الاستشهاد بمثالنا السابق (العلاقة تشبه الجزيرة)، تخيل أنك الآن في “العلاقة العابرة” التي ستعيش معها لبقية حياتك أنها تحتوي على معظم ما كنت تريده في أي وقت مضى، ولكنك قلق من أن رغباتك واحتياجاتك قد تتغير مع مرور الوقت ولن تصل إلى أي مكان (حل).
مع وضع كل ذلك في الاعتبار، فقد قررت أن تكون هذه العلاقة هي التي ستبقى فيها للأبد، فأنت لا تريد أن تقضي حياتك في محاولة العثور على النقائص الموجودة في الأشياء الخاطئة أو تشكو مما تفقده بدلاً من ذلك، فأنت مصمم على اغتنام ما لديك والاستمرار في جعله أفضل وأفضل.
ربما بدون أن يدركوا أنهم يفعلون ذلك، فإن معظم الناس يفعلون ذلك تمامًا عندما يقومون بالتزام طوال الحياة، إنهم يشعرون بالرضا تجاه الوعود التي يقدمونها، وحتى مع العلم أنهم محاطون ببعض الهواجس والمخاوف من المستقبل، فإنهم يشعرون بالارتياح لقرارهم.
لقد تعلم الكثير من أولئك الذين تحولوا إلى شركاء مخلصين إلى الأبد سر تلك النتيجة،؟لم يروا أبدا الخيارات المتاحة في “العلاقة العابرة” الخاصة بهم ككيانات ثابتة، إنهم يثقون تمامًا ويعتقدون أن علاقتهم ليست جامدة ولا محدودة. في الواقع، إنهم يرون أن لديهم إمكانيات غير محدودة للابتكار ووجهات نظر جديدة بشكل مستمر ويعبّرون عن هذا الموقف بالطريقة التي يفكرون بها في كونهم معًا:
• عندما تكون هناك إغراءات خارج العلاقة، فإنهم يتحدثون عنها معا ويجددون الالتزام سويًا مع وضع هذه الاعتبارات الجديدة في حسبانهم بدلاً من شعورهم بالغيرة أو عدم الأمان، فإنهم يعيدون النظر في علاقتهم لإعادة الروح إليها.
• عندما يشعرون بالملل، فإنهم يضيفون أبعادًا جديدة إلى العلاقة التي تجدد شبابها، من خلال التجارب الخارجية التي أنشأوها معًا.
• يلتزمون ويتقنون حل النزاع بنجاح، ولا يهتمون بالبحث عن الحجج أبدًا، ولكنهم يهتمون بالتعلم من أخطائهم، كما يفعل أي فريق بعد المباراة، ويبحثون عن كيفية اللعب بشكل أفضل في المرة القادمة.
• إنهم يتأكدون من أن تفاعلاتهم الإيجابية تفوق باستمرار تفاعلاتهم السلبية.
• إنهم يعلمون أنهم قد يفقدوا بعضهم البعض في أي وقت، وألا يأخذوا المستقبل أبداً كأمر مسلم به.
باختصار، فإنهم لا يسمحون للعلاقة بالتوقف عن قدرتها على التغير لأنهم أنفسهم في تغير مستمر، وهذه القدرات موجودة في كل شخص وفي كل علاقة، إذا كان الشركاء يؤمنون بتلك الحقيقة ويتبنونها معًا.
• آخر تمرين
قم بإعداد قائمة بأهم العلاقات العابرة التي عشتها في الماضي، واكتب بجانب كل علاقة ما رأيته فيها عندما بدأت، ما الذي جعلك تستمر في هذه العلاقة، ولماذا اخترت في النهاية المغادرة.
عندما تنتهي، انظر إلى هذه الأنماط من العلاقات، ما الذي كنت تبحث عنه في هذه العلاقات؟ هل كنت واقعيًا في توقعاتك؟ ما الذي عرفته عن نفسك من خلال العيش في هذه العلاقات؟ ما الذي تبحث عنه، وهل يختلف ما تبحث عنه في الوقت الحالي عما كنت تبحث عنه في الماضي؟
ثم اعترف بالقيود الموجودة في حياتك واقبلها، فذلك من شأنه أن يجعل خياراتك أكثر قدرة على التحقق.
قيم بطريقة نقدية وصادقة القيم الحقيقية الموجودة في محيطك والتي يمكن من خلالها عمل التقييم الجيد.
وأخيرًا ، أطلب من نفسك أن تنظر بصدق إلى ما إذا كان بإمكانك حقًا أن تنخرط في علاقة طويلة إلى الأبد،؟ليس كل الناس بحاجة إلى ذلك، وليس من الخطأ أن ينخرطوا في شراكات متتابعة إذا كانت متاحة، إذا قدمت أفكارًا ومشاعر وسلوكيات شيقة وقيمة ومثيرة إلى شريكك، حتى لو لم تكن تنوي الالتزام بها، فقد تجد العديد من الشركاء يشعرون بالارتياح تجاه ذلك، طالما أنك أصيل وصادق منذ البداية، فأنت لا توعد بشيء لا يمكنك تقديمه.
* المؤلف: راندي غونتر Randi Gunther Ph.D.
الناشر: موقع علم النفس اليوم www.psychologytoday.com
لمشاهدة المقال الأصلي: أضغط هنا
* محمد عز: باحث دكتوراه في علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس
** مروة سليمان: مدرس مساعد علم الاجتماع، كلية الآداب، جامعة سوهاج