ما بين الضرب والهجر وإباحة التحرش، تعددت أوجه إهانة المرأة وكَثر المبررون الذين ألبسوا تلك الأفعال المشينة ضد حواء لباسًا شرعيًا، إذ يستندون دائمًا إلى الفتاوى الشرعية من كبار العلماء وصغارهم التي تبيح أفعالهم تجاه زوجاتهم أو أخواتهم أو حتى أمهاتهم، ويبقى رجال الدين أحد أبرز هذه المصادر، وفتاواهم وسيلة من وسائل السيطرة على النساء وإجبارهن على فعل أشياء خارجة عن إرادتهن حتى لا تلعنهن الملائكة ويغضب عليهم “الله”.
وتتمحور فتاوى شيوخ “الهاشتاج” حول جسد المرأة ومدى إثارته لغرائز الرجل، إذ ترسخ هذه الفتاوى لأفكار تفضيل الرجال ونصرتهم تحت أي وضع، جناةٍ كانوا أم مجنيا عليهم في محاولات مستميتة منهم للسيطرة على عقول النساء، ليس خوفًا من الفتنة بل خشية من عقول مستنيرة متحررة تتمرد على قيودهم الفكرية وتكسرها.
والمثير للدهشة أن المنتمين لما يسمى بالتيار الوسطي لا يفرقون كثيرًا عن المنتمين للتيار السلفي المتشدد في فتاواهم الخاصة بالنساء، وذلك على الرغم من اختلاف الإيديولوجيات بينهما.
الأزهر وإباحة ضرب الزوجة
سمعنا دائما عن وسطية الأزهر الشريف كونه منارة العلوم الإسلامية والشرعية في العالم، لكن للأسف هناك فتاوى هزت صورة وسطية الأزهر المعروفة، ووجدناها تنتشر وتنال كثيراً من صورة هذا الاعتدال.
ورغم ما هو معروف عن وسطية واعتدال الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر، فجميعنا يتذكر تصريحه في برنامج “حديث الأزهر” المذاع على القناة الفضائية المصرية والذي أثار جدلا واسعا، حيث رآه البعض يسيء للمرأة فيما رأى البعض أن الفتوى تمثل تجديداً وتطويراً، فقد قال إن لجوء الزوج إلى ضرب زوجته “الناشز” لغرض الإصلاح مباح إذا لم يفلح معها النصح ومن بعده الهجر، مستندًا إلى الآية القرآنية “اللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا إن الله كان عليًا كبيرًا” واعتبر أن الضرب يهدف لتقويم الزوجة وإنقاذ الأسرة وليس الإيلام ولا الإيذاء ولا الضرر، هذا التصريح استنكرته منظمات حقوق المرأة ليس في مصر وفي العالم العربي، إذ أكدوا أن هذا المعنى منح الرجل الرخصة في ضرب زوجته وقتما شاء ليترك الباب مواربًا أمام ممارسة العنف ضد المرأة العنف بذرائع دينية.
عبد الله رشدي والتحرش الجنسي
دائمًا ما يطل علينا الشيخ عبد الله رشدي أو كما يُطلق عليه ” فتى الأزهر المُدلل” بفتواه المستفزة والمثيرة للجدل، ويعلوا نجمه دائمًا حينما تتعلق القضية بالمرأة وجسدها، حيث يجد ملاذه الآمن في الشو الإعلامي و”ركوب الترند” على حساب النساء ليصبح حديث السوشيال ميديا.
ما إن ذٌكر التحرش الجنسي ألا وتجد رشدي يحلق منفردًا بآرائه المتطرفة، وفي واحدة من فتواه عن التحرش الجنسي قال “ليس من الطبيعي أن تخرج فتاةٌ بملابس لا تصلح إلا للنوم ثم تشكو من التحرش”، مشيرًا إلى أنه لا يبرر ولا يعفي المتحرش من العقوبة، الأمر الذي أثار استياء معارضيه الذين اتهموه بتحميل النساء مسؤولية التعرض للتحرش الجنسي وإخلاء مسؤولية المتحرشين بزعم أقاويل ” ملابسهن السبب، إيه وداهم هناك، ماشيين متأخر ليه”، ومنحهم رخصة لاقتحام خصوصيتهن وتفحصهن.
استأذنوا المحجبات قبل النظر إليهن
في فتوى تعكس صورة التفضيل والتمييز، قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، في إحدى حلقات برنامج “والله أعلم” بأن الرجل لا يأثم إذا نظر إلى امرأة متبرجة “غير محجبة”، ذلك لأنها تهاونت في حقها الشرعي وأسقطت الرخصة التي منحها الله لها بالستر والعفة، بينما منح المرأة المحجبة الأفضلية وصرح للرجل أن يستأذنها قبل النظر إليها.
الشعراوي وسب النساء
لم تقتصر فتاوى إهانة المرأة على مشايخ هذا الجيل، بل سبقهم الشيخ الشعراوي، وزير الأوقاف الأسبق، بإجازته إهانة الزوج للزوجة وسبها دون اعتراض منها، بحجة أنه اطلع على عوراتها.
وطالب الزوجات بتقبل الإساءة والتعايش مع مثل هذه الأوضاع وحذرهن من تكرار الشكوى منعًا لخراب البيت، جاء هذا في مقطع فيديو تداوله رواد السوشيال ميديا.
لم تكن هذه الفتوى هي الأولى من نوعها للشعراوي التي يحقر فيها من المرأة ويحقرها وينعتها ويختزل كيانها كله في جسدها، إذ حولها إلى دمية لا روح لها ولا رأي سوى إشباع رغبات زوجها الجنسية، فقد سبق أن قال ” المرأة يجب أن تكون مستورة أي محجبة، حتى لا يشك الرجل في سلوكها وبنوة أبنائه منها، الأمر الذي يجيز للرجال التشكك في سلوك زوجاتهن إن لم تكن محجبات.
ختان الإناث
أشار بعض العلماء وعلى رأسهم الشيخ محمد متولي الشعراوي إلى أن ختان الإناث واجب شرعي لحماية البنت من الوقوع في براثن الحرام والحفاظ على فرجها من الاحتكاك الذي يؤدي حتمًا إلى إثارتها الجنسية، الأمر الذي يستدعي قطع هذا الجزء فقط لحمايتهن من الإحساس بالنشوة، الأمر الذي رفضه العلم ووضعه القانون المصري والدولي ضمن قائمة ” الجرائم”.
لم تتوقف محاولات بعض رجال الدين في إهانة المرأة الراشدة فقط، بل تطور الأمر إلى التعدي على الأطفال أيضًا وفك ضفائر براءتهن ما إن كانت سمينة تطيق الوطء والنكاح، أو بالغة 9 سنوات.
المرأة ونظرية الحلوى المكشوفة
وشبه دعاة ما يسمى بالصحوة الإسلامية المرأة التي تكشف عن وجهها أو شعرها بـ الحلوى المكشوفة التي يجتاحها النمل والذباب، ووصفوها أيَضا بالسيارة بحسب رواية عبد الله رشدي، ووصفها أحدهم بقطعة اللحم التي يعلقها الجزار على باب محله ويلتف حولها الحشرات والذباب من كل حدب وصوب.