«الموريسكيون» هم المسلمون العرب الذين أُجبروا على اعتناق الديانة المسيحية عنوة، بعد سقوط دولة الأندلس على يد الممالك المسيحية في شبه الجزيرة الإيبيرية، وهم الذين عانوا مأساة محاكم التفتيش التي عقدت للتحقق من مدى التزامهم بالعقيدة الجديدة، إلى أن صدر قرار ملكي بنفيهم من الأراضي الإسبانية في بداية القرن السابع عشر الميلادي.
فبعد سقوط مدينة غرناطة عام 1492، تمكن المسلمون لبضعة أعوام من إقامة طقوسهم الخاصة دون مضايقات تذكر، بموجب معاهدة استسلام مكونة من 60 بندا، قضت بتأمين المسلمين في أنفسهم وأموالهم واحترام دينهم وشعائرهم ومساجدهم، ولغتهم وتراثهم وعاداتهم، وجميع حقوقهم، لكن بنود تلك المعاهدة سرعان ما تم الانقلاب عليها من قبل الملكين الكاثوليكيين فريدناند وإيزابيلا الذين تنكرا لكل العهود وداسا على حقوق المسلمين واليهود، وفرضا عليهم إما التحول إلى المسيحية أو النفي إلى شمال إفريقيا، ومن يرفض ويتمسك بحقوقه وأرضه أو يثبت عدم جديته في التحول عن دينه وهجر هويته يُحرق أمام العامة بأمر من محاكم التفتيش.
أطلق الإسبان على تلك الطائفة المسلمة التي غُلبت على أمرها، منذ ذلك التاريخ اسم «موريسكيون»، وهم الأندلسيون القادمين من المغرب العربي والساكنين الخاضعين للحكم الإسباني.
قوانين الدوق فيليب
عندما تولى عرش إسبانيا الدوق فيليب الثاني في 1556 أصدر عددا من القوانين المجحفة للمسلمين، فأصدر في البداية قانون يحرم عليهم حمل السلاح إلا بترخيص، وكان السلاح ضروريًا لهم للدفاع عن أنفسهم، ثم أصدر في عام 1567 قانون آخر يرمي إلى القضاء على آخر المظاهر والتقاليد التي تربط الموريسكيين بماضيهم وتراثهم القومي، فحرم عليهم أن يتكلموا العربية أو يتعاملوا بها، وألا يستعملوا سوى اللغة القشتالية في التخاطب والتعامل وذلك في ظرف ثلاثة أشهر من صدور القانون، وألا يتخذوا أسماء عربية، أو يرتدوا الثياب العربية، وحُظر الحجاب على النساء، وأن تبقى بيوتهم مفتوحة في أثناء حفلات الزواج وغيرها ليستطيع رجال السلطة أن يروا ما يقع بداخلها من مظاهر ومراسيم، وألا ينشدوا الأغاني العربية أو يزاولوا الرقص العربي، وفرضت على المخالفين عقوبات تتدرج من السجن إلى النفي والإعدام.
حاول أعيان الموريسكيين إلغاء القانون أو على الأقل تخفيفه، وصاغوا رسالة وحمولها إلى الملك فيليب الثاني، لكنه لم يلتفت إليها وشرع في تنفيذ القانون ونفذت الأحكام الجديدة في المواعيد التي حُددت لها، وأحيط تنفيذها بمنتهى الصرامة والشدة، بحسب ما أورد المؤرخ محمد عبد الله عنان في موسوعته “دولة الإسلام في الأندلس”.
يقول عنان: “اليأس بلغ بالموريسكيين ذروته، فتهامسوا على المقاومة والثورة والذود عن أنفسهم إزاء هذا العسف المضني أو الموت قبل أن تنطفئ في قلوبهم وضمائرهم آخر جذوة من الكرامة والعزة وقبل أن تقطع آخر صلاتهم بالماضي المجيد والتراث العزيز”.
آثر الموريسكيون الموت على الحياة بلا كرامة ولا حقوق، ونبتت فكرة الثورة أولاً في غرناطة حيث يقيم أعيان الموريسكيين، وتصدى لقيادة الثورة الزعيم الموريسكي فرج بن فرج؛ «كان ابن فرج صباغاً بمهنته، ولكنه حسبما تصفه الرواية القشتالية كان رجلاً جريئاً وافر العزم والحماسة.. يتوق إلى الانتقام.. وكان كثير التردد على أنحاء البشرات، وثيق الصلة بمواطنيه. اتفق الزعماء على أن يتولى حشد قوة كبيرة منهم تزحف سراً إلى غرناطة وتجوز إليها من ضاحية البيازين، ثم تفاجئ حامية الحمراء وتسحقها وتستولي على المدينة”.
اتفق الثوار على التحرك يوم الخميس الأول من شهر أبريل عام 1568، وكان ذلك اليوم يصادف «خميس العهد»، وتم اختيارهم لانشغال المسيحيين بالاحتفالات والصلوات، وصلت أخبار الثورة إلى السلطات الإسبانية، فعززت حامية غرناطة، وحاميات الثغور، واضطر الموريسكيون إزاء تلك الإجراءات إلى تأجيل مشروعهم إلى فرصة أخرى.
واستمر الموريسكيون على عزمهم وأهبتهم، ووجهوا بعض الكتب خفية إلى أمراء الثغور في المغرب يطلبون إليهم الغوث والعون؛ فوقع كتاب منها في يد حاكم غرناطة، وتقول الرواية القشتالية أنه كان موجهاً من أحد زعماء ضاحية البيازين إلى مسلمي الثغور المغربية يستحلفهم فيه الغوث بحق روابط الدين الدم ويقول: «لقد غمرتنا الهموم، وأعداؤنا يحيطون بنا إحاطة النار المهلكة، إن مصائبنا لأعظم من أن تحتمل، ولقد كتبنا إليكم في ليال تفيض بالعذاب والدمع، وفي قلوبنا قبس من الأمل، إذا كانت ثمة بقية من الأمل في أعماق الروح المعذب”.
كانت الحكومات المغربية في ذلك الوقت مشغولة بمشاكلها الداخلية؛ فلم يلب دعوة العون سوى جماعة من المتطوعين الذين نفذوا سراً إلى إخوانهم في البشرات.
ابن فرج يقود الثورة
وفي شهر ديسمبر من سنة 1568، وقع حادث أدى إلى تفجير الأمور، إذ اعتدى الموريسكيون على بعض رجال الشرطة والقضاة الأسبانيين وهم في طريقهم إلى غرناطة وفتكوا بهم واستولوا على سلاحهم، و«في الحال سار ابن فرج على رأس مائتين من أتباعه ونفذ إلى المدينة ليلاً، وحاول تحريض مواطنيه في ضاحية البيازين على نصرته ولكنهم أبوا أن يشتركوا في مثل هذه المغامرة الجنونية وقد كان موقفهم حرجاً في الواقع لأنهم يعيشون إلى جانب النصارى على مقربة من الحامية وهم أعيان الطائفة ولهم في غرناطة مصالح عظيمة يخشون عليها من انتقام الإسبان؛ بيد أنهم كانوا من وراء الثورة يؤيدونها برعايتهم ونصحهم ومالهم فارتد ابن فرج على أعقابه واجتاز شعب جبل شلير، إلى الهضاب الجنوبية فيما بين بلش والمرية، فلم تمضي بضعة أيام حتى عم ضرام الثورة جميع الدساكر والقرى الموريسكية في أنحاء البشرات، وهرعت الجموع المسلحة إلى ابن فرج ووثب الموريسكيون بالنصارى القاطنين فيما بينهم ففتكوا بهم ومزقوهم شر ممزق»، يروي عنان في موسوعته.
الثوار يبايعون فرناندو أميرا
اندلع لهيب الثورة في أنحاء الأندلس ودوت صيحة الحرب القديمة وأعلن الموريسكيون استقلالهم واستعدوا لخوض معركة الحياة والموت، وتباحث الزعماء لاختيار أمير يكون رمزا لملكهم القديم، فوقع اختيارهم على فتى من أهل البيازين يدعى الدون فرناندو دي فالور؛ وهذا الاسم القشتالي المسيحي لأحد أبناء بني أمية الذين حكموا الأندلس لنحو ثلاثة قرون، وكان الأمير الجديد يعرف خطر المهمة التي أُوكلت إليه لكنه كان محتمسا لرفع الظلم الذي وقع عليه وعلى أهله وشعبه.
غادر فرناندو غرناطة سراً إلى الجبال ولجأ إلى شيعته من آل فالور في قرية بزنار، فهرعت إليه الوفود والجموع من كل ناحية، واحتفل الموريسكيون بتتويجه، وألبس الأمير جبة ووضع في عنقة قلادة حمراء وأقسم أمام الحشد بأنه سيموت من أجل شريعته ومملكته، وسمي في هذا اليوم محمد بن أمية صاحب غرناطة والأندلس.
ألقى الأمير الجديد خطاباً معبراً يشرح فيه أسباب ثورة المورسيكيين قال فيه: «لقد أصبحنا مطرودين من رحمة الجميع، فلا النصارى يعاملوننا كنصارى، ولا المسلمون ينظرون إلينا كإخوان لهم ويساعدوننا، فلا يكلمنا أحد، ولا يعاشرنا أحد. يمنعوننا من أن نتكلم لغتنا، ونحن لا نعرف القشتالية، وبأي لغة يا ترى يمكن أن نتفاهم ونتعامل مع الناس.. كل ساعة يهددوننا وينزعون أبناءنا من أيدي أمهاتهم وآبائهم، ويرسلونهم بعيدا عنا لينسوا نوع المعيشة التي نعيشها ويتعلمون بأن يصيروا أعداء لآبائهم، ويعلمونهم في مدارسهم، ويمنعون حتى لباسنا العربي، ويجبروننا على استعمال اللباس الفرنجي مع أنهم يلبسون ألبسة مختلفة”.
وبعد أن شرح بن أمية الحالة الاقتصادية لشعبه قال: «إننا الموريسكيون نشعر بالبؤس والذل والإهانة.. يأمروننا بأن نترك أبواب بيوتنا مفتوحة، الشيء الذي كان أجدادنا يحافظون عليه لكثرة تمسكهم بالدين، وليس أبواب الدار فقط، بل حتى نوافذها، إنهم يأمروننا بهذا كله ليمكنهم أن يصلوا إلى بيوتنا وأملاكنا.. ويرقبون الساعة والفرصة التي يأتون فيها على ملاهينا ومسلياتنا، ويتدخلون بالقوة وبأمر الحكومة في سرورنا ونشاطنا في زفافنا وفي سهراتنا ورقصاتنا وموسيقانا وأكلنا بل حتى في نظافتنا التي هي ضرورة للصحة”.
وبعد مبايعته اختار بن أمية عمه الملقب بالزغوير قائداً عاماً لجيشه، وبعث ابن فرج على رأس بعض قواته إلى هضاب البشرات ليجمع ما استطاع من أموال الكنائس، واتخذ مقامه في أعماق الجبال في مواقع منيعة، وبعث رسله في جميع الأنحاء يدعون الموريسكيين إلى خلع طاعة حكام إسبانيا والعودة إلى دينهم وهويتهم.
مذبحة البشرات
انقض بن فرج ورجاله في البداية على المسيحيين المقيمين في البشرات وقتلوا القسس ورجال الحكومة باعتبارهم الأداة التي كان يُعذَّب بها الموريسكيون، وحسبما تقول الروايات القشتالية وقعت مذبحة عامة لم ينج منها حتى النساء والأطفال والشيوخ؛ «ذاعت أنباء المذبحة الهائلة في غرناطة فوجم لها الموريسيكيون والنصارى معاً، وكل يخشى عواقبها الوخيمة، وكان الموريسكيون يخشون أن يبطش النصارى بهم انتقاماً لمواطنيهم، وكان النصارى يخشون أن يزحف جيش الموريسكيين على غرناطة فتسقط المدينة في يدهم وعندئذ يحل بهم ما حل بإخوانهم”.
وبحسب ما أورد عنان في موسوعته؛ فالرواية القشتالية أنصفت محمد بن أمية فتقول أنه لم يحرض على هذه المذابح ولم يوافق عليها، بل لقد ثار لها وعزل نائبه ابن فرج عن القيادة، فنزل عنها راضياً واندمج في صفوف المجاهدين، وهنا يختفي ذكر ابن فرج ولا يبدو على مسرح الحوادث بعد.
كانت غرناطة في أثناء ذلك ترتجف سخطاً وروعاً؛ وكان حاكمها المركيز منديخار يتخذ الأهبة لقمع الثورة منذ الساعة الأولى، لكنه لم يكن يقدر مدى الانفجار الحقيقي، فغصت غرناطة بالجند، ووضع الموريسكيون أهل البيازين تحت الرقابة رغم احتجاجهم وتوكيدهم بأنهم لا علاقة لهم بالثائرين من مواطنيهم؛ وخرج منديخار من غرناطة بقواته في 2 يناير سنة 1569 تاركاً حكم المدينة لابنه الكونت تنديلاً، وعبر جبل شلير وسار إلى أعماق البشرات حيث يحتشد جيش الثوار.
كان محمد ابن أمية متحصناً بقواته في بوكيرا الوعرة، وكان الموريسكيون رغم نقص مواردهم وسلاحهم قد خبروا حرب الجبال ومفاجآتها. فما كاد الإسبان يقتربون منهم حتى انقضوا عليهم، ونشبت بين الفريقين معركة عنيفة، ارتد الموريسكيون على أثرها إلى سهول باترنا، لكن الإسبان تمكنوا منهم وفتكوا بهم، وحاول منديخار أن يتفاهم مع الثائرين على العفو، وبعث إليهم بعض المسالمين من مواطنيهم، ومال محمد بن أمية إلى الصلح والتفاهم، لكن المتطرفين من أنصاره، ولاسيما المتطوعين المغاربة رفضوا الصلح، فاستؤنفت المعارك، ورجحت كفة الإسبان وهزم الموريسكيون مرة أخرى.
اغتيال بن أمية
فر محمد بن أمية وأسرت أمه وزوجه وأخواته، وأصيب الإسبان بهزيمة شديدة في جواخاريس، لكن الموريسكيين آثروا الارتداد، وقتل الإسبان من تخلف منهم أشنع قتل، وكان ممن تخلف زعيم يدعى الزمار أسره الإسبان مع ابنته الصغيرة وأرسلوه إلى غرناطة حيث عذب عذاباً وحشياً إذ نزع لحمه من عظامه حياً، ثم مزقت أشلاؤه.
اختفى محمد بن أمية فترة في منزل قريبه ابن عبو وكان من الزعماء أيضاً، وطارده الأسبان لكنهم لم يتمكنوا منه، احتشد الموريسكيون مجددا في شرق البشرات، فسار إليهم المركيز لوس فيليس على رأس جيش آخر، ووقعت بين الفريقين عدة معارك شديدة قتل فيها كثير من الفريقين، ومزق الموريسكيون، وفتك الإسبان كعادتهم بالأسرى وقتلوا النساء والأطفال.
وقعت في نفس الوقت في غرناطة مذبحة مروعة أخرى فقد كان في سجنها العام نحو مائة وخمسين من أعيان الموريسكيين اعتقلوا رهينة وكفالة بالطاعة، فأذاع الإسبان أن الموريسكيين سيهاجمون غرناطة لإنقاذ السجناء بمؤازرة مواطنيهم في البيازين، وعلى ذلك صدر الأمر بإعدام السجناء فانقض عليهم الجند وذبحوهم.
وكان لهذا الحادث الأخير أثره في إذكاء نار الثورة، وكان نذيراً للموريسكيين بأن الموت في ساحة الحرب خير مصير يلقون، فانقضوا على الحاميات الإسبانية المبعثرة في أنحاء البشرات ومزقوها تمزيقاً وهزموا قوة إسبانية تصدرت لقتالهم واحتشدت جموعهم مرة أخرى تملأ الهضاب والسهل؛ والتف الموريسكيون حول أميرهم أضعاف ما كانوا، وبعث أخاه عبد الله إلى القسطنطينية يطلب العون، لكن سلاطين الدولة العثمانية لم يلبوا نداء الموريسكيين ولم يلبها غير إخوانهم في أفريقية، الذين عبر منهم المئات الشواطئ الأسبانية لنصرة المنكوبين.
خشي الإسبان من احتشاد الموريسكيين في البيازين ضاحية غرناطة، فصدر قرار بتشريدهم في بعض الأنحاء الشمالية، وكانت مأساة جديدة مزقت فيها هذه الأسر وفرق فيها بين الآباء والأبناء، والأزواج والزوجات، وسار المركيز لوس فيليس في نفس الوقت إلى مقاتلة الموريسكيين في سهول المنصورة على مقربة من أراضي مرسية، ونشبت بينه وبينهم عدة وقائع غير حاسمة، ولم يستطع متابعة القتال لنقص في المؤن والسلاح وكان بينه وبين زميله منديخار خصومة ومنافسة كانتا سبباً في اضطراب الخطط المشتركة، واتهم منديخار بالعطف على الموريسكيين فاستدعي إلى مدريد، وأقيل من القيادة، واتخذت مدريد خطوتها الجديدة الحاسمة في هذا الصراع الذي لا رحمة فيه ولا هوادة.
بينما كانت هذه الحوادث والمعارك الدموية تضطرم في هضاب الأندلس وسهولها وتحمل إليها أعلام الخراب والموت، إذ وقع في المعسكر الموريسكي حادث خطير هو مصرع محمد بن أمية؛ وكان مصرعه نتيجة المؤامرة والخيانة، وحسب الروايات القشتالية، كان هناك ضابط من رجال بن أمية يدعى ديجو الجوازيل له عشيقة حسناء تسمى زهرة فانتزعها محمد بن أمية منه قسراً، فحقد عليه، وسعى لإهلاكه بمعاونة خليلته، فزوَّر على لسانه خطاباً إلى القائد العام ابن عبو يحرضه على التخلص من بعض المرتزقة الترك الذين التحقوا بجيش الثورة، فعلم الترك بأمر الخطاب، واقتحموا المعسكر إلى مقر محمد بن أمية، وقتلوه بالرغم من احتجاجه وتأكيد براءته واستقبل الجند الحادث بالسكون، واختار الزعماء ملكا جديدا هو ابن عبو فتسمى بمولاي عبد الله محمد، وأعلن ملكاً وقائدا للثورة.
ونستكمل في الحلقة القادمة بقية دراما الصراع بين الموريسكيين والإسبان.
المراجع:
موسوعة «دولة الإسلام في الأندلس» للمؤرخ محمد عبد الله عنان
حلقات «الصراع الأخير بين الموريسكيين وإسبانيا» – مجلة الرسالة للمؤرخ محمد عبد الله عنان أعداد من 204 – 206 .
دراسة «ثورة محمد بن أمية آخر ملك موريسكي» – موقع المعرفة الأندلسية