اتجاه الممثلين للغناء ليس جديدا، حيث شارك العديد من الممثلين بالغناء في أعمالهم الفنية بل وطرح البعض منهم شرائط كاسيت مثل محمود الجندي وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز ومن قبلهم كمال الشناوي، لكن الجديد في الفترة الأخيرة هو اتجاه بعضهم لتقديم الأغاني بعيدا عن أعمالهم الفنية وطرحها على يوتيوب ومواقع التواصل بل وتقديم حفلات غنائيةّ أيضا!
فهل اتجه الممثلون للغناء بسبب الشهرة الكبيرة التي تحققها مواقع التواصل الاجماعي وعائدات اليوتيوب والتي رأوا فيها تعويضا لهم عن غيابهم عن الأعمال الفنية في الفترة الاخيرة؟
الحقيقة أن الأمر يختلف من فنان لآخر ومن تجربة لأخرى..
الفنان محمد رمضان هو أحدث وأنجح من خاض هذا المجال في الفترة الأخيرة، وحقق نجاحا كبيرا على يوتيوب حتى إن الأغنية الواحدة تحقق مشاهدات كبيرة خلال ساعات من طرحها، وهو ما دفع كبرى شركات الإنتاج الغنائي إلى أن تتعاقد معه لإنتاج أغانيه القادمة وإقامة حفلات له في مصر وخارجها، وتزامن هذا الاتجاه مع تراجع رمضان سينمائيا حيث لم يقدم أي عمل سينمائي منذ آخر افلامه “الديزل” والذي لم يحقق النجاح المرجو كعادة أفلام رمضان بل وتفوق عليه في الإيرادات فيلم “البدلة ” لـ تامر حسني وهو ما دفع البعض لتفسير اتجاهه للغناء بمحاولة التعويض بعد التراجع سينمائيا خاصة مع استمراره في الأعمال التليفزيونية وتحقيقه نجاح كبيرا فيها، هذه التفسيرات نفاها رمضان وأكد أنه يستعد لتقديم عمل سينمائي جديد سوف يكون مفاجأة، بالرغم من أن هذا لم يحدث حتى الآن وقد بدأ بالفعل في التحضير لمسلسل درامي لموسم رمضان 2021.
نجاح رمضان في الغناء دفع الكثيرين لخوض تجربة الغناء مثل لقاء الخميسي التي سبق وأن قدمت حفلا غنائيا في ساقية الصاوي وأعلنت مؤخرا عن تقديمها أغنية في الفترة القادمة تزامنا مع غيابها عن الأعمال التليفزيونية والسينمائية منذ سنوات، كما طرح الفنان أحمد فلوكس أغنية بعنوان “خليك صح” وأيضا الفنان محمد عز طرح أغنية بعنوان “سنين بتضيع”، كما طرحت الفنانة الشابة ميريهان حسين غنية بعنوان “فكك” في حين تراجع أحمد الفيشاوي عن طرح أغنية “نمبر 2” بعد أن صرح بأنه قرر خوض هذه التجربة، وأنه أول من غنى راب في مصر من خلال أغانيه في أفلام “ورقة شفرة” و”القرد لما يتكلم”. الفيشاوي أكد أن أغاني الراب تعتمد في الأساس على الكوميديا والسخرية دون تجريح أو إهانة وهو بالطبع غنى أكثر من مرة ولا علاقة للغناء بتوقفه أو تراجعه في التمثيل.
وفي منطقة مختلفة وبعيدة يقف أحمد مكي الذي قدم أغان كثيرة من كلماته وألحانه وحققت نجاحا كبيرا بجوار أعماله الدرامية والتي تحقق أيضا النجاح دائما، مكي يُعد من أشهر وأفضل من غنى راب في مصر وبالتالي لا يعتبر خوضه الغناء بديلا عن التراجع في التمثيل.
من جانبها أكدت الفنانة لقاء الخميسي أنها ترى نفسها مطربة في الأساس واتجهت للتمثيل بالصدفة من خلال منتج عرض عليها المشاركة في عمل فني بالتمثيل ومن وقتها وهي تحلم بالعودة للغناء وهو ما قررته أخيرا بمساعدة شقيقها الملحن هيثم الخميسي، وأضافت لقاء أنها الآن في مرحلة اختيار الكلمات والأغاني استعدادا لطرح الألبوم في أقرب وقت، وأضافت أيضا أن كثيرا من الفنانين كان الغناء حلمهم الأول ومؤخرا قرروا العودة للغناء وترى لقاء أنه لا عيب في ذلك المهم أن يمتلك أيٌّ منهم الموهبة والقدرة على الغناء والحكم في النهاية للجمهور.
فيما يرى الناقد الفنى طارق الشناوى أن هناك ممثلين منذ سنين طويلة، كانوا يقدمون أغنيات بصوتهم وألبومات أيضا فى وقت وجود شرائط الكاسيت ”الألبومات” وأشار إلى أن يسرا ونجاح الموجي وسهير البابلى قدموا ألبومات وأغان لهم، وكذلك أحمد زكي ومحمود عبد العزيز قدموا أغنيات في حفلات، لكن الحقيقة لم يقدم أي ممثل فيهم أغنيات في حفلات احترافية مثلما فعل الفنان محمد رمضان، وتابع قائلا إن النجاح المادي الذي حققه رمضان في حفلاته مؤخرا بمصر وخارجها، شجع الكثير من الممثلين لخوض تجربة الغناء لأول مرة مثل لقاء الخميسي ومحمد عز وغيرهم، وأوضح أيضا أن النجاح مُعدٍ للكثيرين لذلك يحاول بعض الفنانين حاليا تقديم تجارب غنائية حتى يحققوا نجاحا مثلما حقق رمضان.
https://www.youtube.com/watch?v=DWBE4Bo2YpM
أما الشاعر الغنائي صلاح عطية فقال إنه بسبب التريند وأرقام المشاهدات على يوتيوب التي تحقق شهرة ومكاسب مادية في الوقت الحالي، أصبح الكثيرون من الفنانين يسعون لتقديم أعمال غنائية تحقق لهم ذلك بعيدا عن كونهم ممثلين وأضاف أن شهرة ونجاح الفنان محمد رمضان فى الغناء والحفلات الفنية استفز الكثيرين وقرروا أن يجربوا حظهم في الغناء وتقديم كليبات غنائية أيضا على قناتهم الرسمية على يوتيوب مثل ميريهان حسين وأحمد فلوكس وغيرهم، وأوضح عطية أن هناك ممثلين كبارا مثل محمود عبد العزيز وعادل إمام ومحمد هنيدي طُرحت لهم ألبومات غنائية لأغانٍ قدموها في أعمالهم الفنية منذ سنوات طويلة، أي أن الممثل حينما يغني فليس بعيب على الإطلاق.