رؤى

رحيل “عمدة” التمثيل: وداعًا فايق عزب

في صمت تام٫ رحل الفنان المصري فايق عزب بعد مسيرة إبداعية طويلة امتدت لنحو نصف قرن كامل٫ قدم خلالها أعمالًا مميزة على خشبة المسرح وعلى الشاشتين الصغيرة والفضية.

ويعد عزب المولود في مدينة الإسماعيلية في عام ١٩٤٣ أحد أبرز من قدموا الشخصية الصعيدية في المسلسلات الدرامية المصرية وخاصة شخصية العمدة التي اهله لها تمكنه التام من لهجة أهل صعيد مصر.

بدأت مسيرة عزب الفنية خلال دراسته في كلية الآداب جامعة القاهرة مطلع الستينيات حيث ظهرت موهبته من خلال العروض المسرحية التي كان يقدمها كطالب هناك وبفضلها نال كأس أحسن ممثل في الجامعة.

ومع أواخر الستينيات٫ تألق عزب في أدوار صغيرة نسبيًا على خشبة المسرح مثل دوره في مسرحية “معروف الإسكافي” التي قام ببطولتها الفنان الراحل عبد المنعم إبراهيم.

وقاده المسرح إلى الدراما التلفزيونية حيث قدم “ضابط الأمن” في مسلسل ” أبدًا لن أموت”  عام ١٩٦٩ وهو دور كان بداية لسلسلة مشابهة من الأدوار التي تألق فيها عزب وهو يلعب دور مسؤول أمني شديد الجدية والصرامة وساعده في تجسيده صوته المميز وجديته في الأداء.

كما كان تمكنه التام من اللغة العربية الفصحى والتي اكتسبها من عمله المسرحي طريقه للمشاركة في عدد كبير من الأعمال التلفزيونية التاريخية والدينية بداية من مطلع الثمانينيات مثل مسلسلات “الإمام مالك” و”الكعبة المشرفة” و”الفتوحات الإسلامية” و”نور الدين زنكي” و”عبد الرحمن بن خلدون” وغيرها.

كان لعزب القدرة على منح أدوار صغيرة ألقًا وتميزًا على الشاشة مثل دور “المراكبي” في مسلسل “النديم” عام ١٩٨٢ الذي عبر فيه عن حزن البسطاء على إجهاض الثورة العرابية ودخول الإنجليز إلى البلاد كمستعمرين ومحتلين.

وفي الثمانينيات أيضًا عاد عزب إلى المسرح٫ عشقه الأول٫ من خلال عروض مسرحية مثل “الزير سالم” و”رجل في القلعة” التي تناولت سيرة والي مصر محمد علي باشا.

أما على الشاشة الفضية٫ فشارك عزب في عدد من الأفلام المميزة مثل فيلم “كتيبة الإعدام” للمبدع الراحل عاطف الطيب و”تمت أقواله” للمخرج مجدي محرم وأفلام كوميدية مثل “حنفي الأبهة” و”رسالة إلى الوالى” و”الواد محروس بتاع الوزير” التي تألق فيها إلى جانب النجم عادل إمام إلى جانب دوره المميز كمسؤول أمني رفيع في فيلم “الجزيرة” للمخرج شريف عرفة إلى جانب عدد من النجوم الشباب كأحمد السقا وخالد الصاوي ومحمود عبد المغني وفي فيلم “واحد من الناس” مع كل من كريم عبد العزيز والراحل يوسف أبو عوف.

كما جمعته السينما مع المخرج يوسف شاهين في فيلم “المهاجر” حين قام بالأداء الصوتي لشخصية آدم التي جسدها الممثل الفرنسي “ميشيل بيكولي”.

أما دور الرجل الصعيدي الذي كان أحد أبرز أدواره على الشاشة الصغيرة فقدمه عزب في عدد من الأعمال الدرامية مثل “سيدنا السيد” و”أشجار النار” و”القاصرات” إضافة إلى المسلسل متعدد الأجزاء “سلسال الدم” وجسد في كل منها الشخصية الصعيدية بكل ما تحمله من قيم وتقاليد.

وكان آخر أعمال عزب الدرامية هو مسلسل “الضاهر” إلى جانب الممثل والمطرب محمد فؤاد عام ٢٠١٩ الذي تناول أوضاع الأقلية اليهودية في مصر في خمسينيات القرن العشرين من خلال قصة حب بين ضابط مصري وفتاة يهودية.

كما أتم الفنان المخضرم قبل رحيله تصوير دوره في فيلم “البيت القديم ” الذي جمعه بنجمة الكوميديا هالة فاخر والذي لم يعرض في صالات السينما بعد٫ ليدخل عزب بعدها أزمة صحية بدأت بإصابته ثم تعرضه لفيروس كورونا ليرحل عن دنيانا في نوفمبر من هذا العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock