يعتبر “خان” أحد أبرز مخرجي السينما المصرية التى كانت للمرأة مكانة خاصة فى أفلامه، وصلت إلى حد البطولة المطلقة، فقد اقتحم خان عالم المرأة عبر الكاميرا كاشفًا لنا هذا العالم بالكثير من الأسرار و الخبايا ، قدم خان فيها المرأة في طموحها، حياتها، مشاكلها، أحلامها، أسرارها، وعرضها بتفاصيل وزوايا إنسانية مختلفة ومدهشة، ووصل معه المشاهد إلى أقصى حالات التعاطف مع المرأة ووجودها في حياتنا…
في “شقة مصر الجديدة” مع خان أعاد للمرأة رومنسيتها “فنجوى” تلك الفتاة الصعيدية الحالمة التى واجهت العادات والتقاليد ولم تستسلم للزواج التقليدي و ظلت تبحث عن الحب التي وعدتها به معلمتها تهاني “و التي ظلت تبحث عنها طوال الفيلم حتى التقت “بيحيى” الحب الحقيقي التي كانت تبحث عنه وكأن خان يطلب من المرأة ألا تستسلم للمجتمع وأن تبحث عن الحب ويبشرها أنها ستجده مهما طال الوقت…
وفي فيلم “زوجة رجل مهم”، الذي قدمته ميرفت أمين و التي يعد من أهم أدوارها، دور الفتاة الرومانسية الحالمة في زمن عبد الحليم حافظ والتي أصبحت زوجة لرجل مهم لا يعرف معنى الحب و لا يفكر إلا بالعقل وبدلًا من أن يسعدها و يقدم لها ما كانت تبحث عنه دمر حياتها وفقدت معه كل أحلامها، هنا يدعو خان للتعاطف مع الرومانسية والحب الذي تجسده ميرفت أمين في مواجهة التسلط والقسوة التي مثلها أحمد زكي وبرع في أداء دوره بدرجة كبيرة…
لا يمكن أثناء الحديث عن المرأة في سينما محمد خان أن ننسى نوال، فى فيلم “موعد على العشاء” و التي يجعلنا نرى التشابه بينها و بين “عايدة” في “زوجة رجل مهم” و لكن المختلف بينهما أن “نوال” وجدت الحب التي كانت تبحث عنه, و لكن لم تكن النهاية سعيدة: فقدته مثلما كانت ضائعة فى البداية، وفقدت حياتها أيضا, حيث قالت فى النهاية إنها لا تستحق العيش بدونه, و نجح خان فى هذا الفيلم أن يصور قوة المرأة في أشد حالات ضعفها واحتياجها.
https://www.youtube.com/watch?v=b46AmLT3oUs
و ذهب بعدها إلى فتاة الريف مع “خوخة” فى فيلم “خرج ولم يعد” تلك الفتاة الريفية البسيطة, التي تركت التعليم لتكون امراة عظيمة مثل والدتها التى لم تتخلى عن أصولها و أنوثتها مع مرور الزمن, الفتاة التى هرب إليها “عطية” فى النهاية على أنغام “زحمة يا دنيا زحمة”.
المرأة في سينما خان كانت حاضرة في معظم أفلامه بقضاياها وأزماتها ورقتها وقوتها معًا، فقد كانت حاضرة في “بنات وسط البلد ” و “أحلام هند و كاميليا” حيث قدم المرأة بصورة غير تلك التي اعتادها جمهور السينما فهي المرأة القوية التي تحب الحياة والشجاعة في مواجهة الظروف، والتي تصمد في وجه العقبات بابتسامة الحريص على الاستمتاع بالحياة رغم الظروف الصعبة..
محمد خان كان يعتقد في حياته أنه لابد من إظهار المرأة الكادحة فى أعماله، منوهًا بأن المجتمع المصري مجتمع ذكوري، يفعل فيه الرجل كل شيء بينما السيدات يرضين بالقليل” وذلك ظهر بشكل كبير فى فيلم “فتاة المصنع” مع هيام الفتاة المغلوبة على أمرها, التى أطاحت بها الأيام و لم تصل فى النهاية إلى حبيبها التي ظلت تبحث عنه, وقد كانت تعتقد أنه سوف يخلصها من الحياة القاسية التى تعيشها حتى اكشفت فى النهاية أنه قلب حياتها للأسوء بما جعلها تحب نفسها فى النهاية.