مختارات

كيف حاز الحجراوي على لقب التنويري العظيم!!!

بقلم – عبدالكريم الحجراوي، المصدر صفحته على الفيسبوك
في جلسة لـ(التنويريين) أصحاب الأفكار الخارقة، كان نقاشهم حول قضية خطيرة جدًا، وتستحق أن يلتفت إليها المجتمع عبر وسائل الإعلام وعلى الأكاديميين  أن يبحثوا في أصول هذه الظاهرة وأسباب انتشارها بين الفتيات، وعلى الدولة أن تجيش جميع مقدراتها لهذا الهدف النبيل، الذي لا يستبعد أن يكون للموساد يد فيه، ألا وهو انتعال البنات الشابات لـ”الكوتشيات” واختفاء الأحذية النسوية الجميلة التي تبرز أنوثة المرأة، احتدم النقاش حول هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا التي تؤذن بخراب العمران والحياة وفناء كوكب الأرض وما حوله من مجرات فضائية وأكوان لا نهائية.

وبينما النقاش محتدم وعلى أشده لاحظ أحدهم أني صامت فطلب مني أنا “القروي” أن أدلوا بدلوي في هذه القضية الشائكة المعقدة التي حيرت عقول العباقرة من علماء وكالة الفضاء الأمريكية حتى السيدة الجميلة “ناسا” فشلت في إيجاد تفسير لها، وعجزت عن حل طلاسمها أعتى أجهزة المخابرات العالمية.

طلب ذلك التنويري مني أن أقدم رأيي وأصر وألح ،فجعل البقية من إخوتي في محفل “التنوير” المختص بمناقشة القضايا المصيرية يلحون أيضًا فأعتذرت عن المشاركة فمن أنا كي أتحدث في حضرة عظماء التنوير فأنا ما جئت إلى جلستكم سوى كي أتعلم وأستفيد من خبرتكم وحكمتكم العظيمة التي منحكم إياها الإله حورس العظيم.

حذاء نسائي

 

وخوفًا من يقوم إخوتي في محفل “التنوير” بمظاهرة يهتفون فيها “الشعب يريد  رأي الحجراوي” ولأننا في ظرف سياسي دقيق ومكان اجتماعنا في مكان دقيق بالقرب من وسط المدينة القاهرية، اضطررت إلى أن أرضخ إلى طلبهم أنا الذي كنت أخبئ جهلي بمثل هذه القضايا المصيرية بلباس الصمت ها قد وقعت في شر أعمالي حين ظنوا أن صمتي هو صمت العالم وليس صمت الجاهل.

تنححت وحبالي الصوتية تنتظر ما يمليه عليها عقلي حتى تبدأ العزف، فحل الصمت، فعقلي لم يكن لديه ما يهز به أوتار حلقي، فانتظرت الإلهام ولا إلهام يجيء، فطلبت منهم أن  يعفوني من الكلمة فزمجروا، وبانت أنيابهم، فدب الرعب في قلبي، وتزايدت مخاوفي، خاصة أن أحدهم قد قال” يبدو أن هذا الشاب غير مهتم بهذه القضية الخطيرة” وتلك تهمة إن ثبت علي فمعناها أني لن أكون أبدًا من قبيلة “التنويريين” وسأطرد من جنتهم ومن أفكارهم النيرة التي ليست لها مثيل من أنبغ العقول في بلادي وفي الوطن العربي ولن أكون مبالغًا إن قلت في العالم بأسره.

 بسملت في  سري حتى لا يأخذون عني صورة سلبية. وتعمدت أن أبدأ قولي بينتشه  فقلت يقول “نيتشة” العظيم هناك من يريد أن يقلم أظافر الناس، ويقول” ديستفوسكي” وقع خطوات المرأة أعظم ألحان الطبيعة، ويقول تزفيظان تودروف” الزمالك قادم”… ويقول الفنان المصري الشعبي محمد رشدي ” كعب الغزال يا متحني بدم الغزال ما تبطل تمشي بحنيه.. ليقوم زلزال” ويقول فنان آخر “كعبوا يا كعبوا حبيبي  وأنا ألاعبه” ويقول محمود الليثي “خلخال وكعب استر يا رب”، فالاستشهادات مهمة جدًا في مثل هذه الحالات.

وبينما أنا مندمج في قولي وقد فتح الله علي فتح العارفين، ضجت الجلسة بالتأيد وصاح تنويري  الأستاذ الحجراوي وضع يده على عصب المشكلة، فالذين يريدون يقلمون أظافر المجتمع معرفون للجميع في مؤسسات دينية متكلسة يتزعمها الأزهر  قلعة التخلف، والاستاذ قد قام بذكاء شديد بجمع بين عدد من الأغاني الشعبية التي كانت تقدر قدم المرأة وبفعل المؤسسات إياها أصبحت عورة…إلخ

تأيد من هنا وثناء من هناك شجعوني على المضي قدمًا في موضوعي، فشكرت التنويري الذي طرح هذه الموضوع الخطير جدًا والذي لا يقبل التأجيل، وقلت إن هذه الظاهرة كانت تمنعني من النوم وكم أرقت مضجعي؛ لكن الحمد لله أني وجدت من يشاركوني القلق من تفشي هذه الظاهرة المرعبة يا إلهي “نسوة ينتعلن كوتشي!!!”.

مثقفين

بصوت جهوري قلت “لقد هزلت!!!” فارتفعت صيحات الإعجاب فاطمأن قلبي أكثر وأكثر وقلت إنه يبدو أن في داخلي نواة تنويري عظيم لم أكن أعرف عنها شيئًا هكذا أعظم الاكتشافات في التاريخ وقعت صدفة، وتذكرت أسطوة قريتي الحج “الضوي” الوحيد الذي يهلل الناس لحكاياته حاولت أن أقلده في قريتي وفشلت ولا داعي أن أخوض في شكل هذا الفشل، لكن المهم أن الرب أنصفني  وليس في قريتي العزلاء المنسية  وإنما في عاصمة مصر القاهرة ، صدق من قال أنه لا كرامة لنبي بين أهله وزمار الحي لا يطرب، ليت أهل قريتي كانوا شاهدين هذه  الواقعة …

قلت إن هذا الموضوع الخطير الذي لا يقبل التأجيل قد أعدت كتابًا يناقشه ويرصد هذه الظاهرة في 150 فصلا ووصل عدد صفحاته إلى أكثر من 6 آلاف صفحة ولم  أنشره لأني وجدت ما  كتبت غير كاف ولا واف لرصد هذه الظاهرة العظيمة الخطيرة فلم أنشره.

فتعجب إخوتي في محفل التنوير من تواضعي وأصروا على نشر كتابي الذي يحلل تلكم الظاهرة الغربية على مجتمعنا صاحب السبع حضارات، قالوا  هناك منظمة عالمية متكفلة بنشره، فتمنعت عن النشر فألحوا، على مضض وافقت، وحين انتهت جلستنا النقاشية الهامة، التفوا حولي وطلبوا رقم هاتفي وهم ينادونني  بلقب التنويري الكبير وكم أفخر بهذا  باللقب، فالمجد للحجراوي  التنويري العظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock