فن

“عرب هوليوود الأشرار”

في الفترة ما بين عامي 1896 وحتى عام 2004 قدمت هوليوود حوالي ألف فيلم تحتوي بشكل أو بآخر على شخصيات عربية ومسلمة.. تم تقديم العرب في 12 فيلماً فقط بشكل إيجابي وفي 25 فيلما بشكل متزن وفي 900 فيلم بشكل سلبي للغاية.

على هذه الإحصائية يستند الفيلم التسجيلي “عرب أشرار” الذي أخرجه سوت غالي ذو الأصول الكينية عام ٢٠٠٧  واستمد مادته الرئيسية من كتاب بنفس الإسم ألفه البروفيسور الأمريكي ذو الأصول العربية جاك شاهين أستاذ الإعلام في جامعة إلينوي الأمريكية ، وتناول فيه التشويه المتعمد الذي مارسته ولازالت تمارسه افلام هوليوود بحق العرب.

 أفكار مغلوطة

عبر خمسين دقيقة هي زمن هذا الفيلم التسجيلي يقوم جاك شاهين بتحليل صورة العربي في تاريخ السينما الأمريكية موضحا أنها صورة غير إنسانية.

حيث ان هذا العربي هو -بالضرورة- في هذه الأفلام بدوي يسكن الصحراء، و يعمل كقاطع طريق في أغلب الأفلام، أو يقدَم كـ “إرهابي” يختطف الطائرات وينسف البنايات، ولا يبالي بحياة المدنيين الأبرياء.

وهو بشكل عام يحتقر المرأة ويعاملها كالجماد كما جاء في أحد الأفلام، وهو يكره أصحاب الديانات المخالفة لدينه ويسعى إلى إبادتهم.

ويوضح شاهين أن هذه الصورة النمطية أو ما يعرف باللغة الانجليزية بال”ستيريوتايب” لا تقتصر على الأفلام الروائية فقط بل تمتد إلى أفلام الأطفال الكارتونية.

فعل سبيل المثال في فيلم “علاء الدين” الذي أنتجته مؤسسة ديزني عام 1992 وشاهده ملايين الأطفال حول العالم قدم صناع الفيلم نفس الصورة المشوهة للعرب ، بل إن أغنيته الافتتاحية نفسها والتي تم تعديلها فيما بعد تقول:

لقد جئت من بلاد بعيدة”

يركب الناس فيها الجمال

يمكن لأهلها أن يقطعوا أذنيك

لمجرد أن شكلك لم يعجبهم

أو لأنك قلت شيئا لم يعجبهم”

https://www.youtube.com/watch?v=5jI7ZL2fZbw

ومن الطريف حقاً – وفقاً للدكتور شاهين- أن هذه الصورة النمطية ليست مؤسسة على أية معلومات أو حقائق وإنما على أفكار مغلوطة٫ فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن افلام هوليوود تقدم الايرانيين باعتبارهم عرباً متجاهلة تماماً اختلاف اللغة والتاريخ والثقافة بين العرب والفرس معتبرة – في تعميم مدهش ومريب –  أن تطابق العقيدة  الدينية  “الإسلام” بين العرب والفرس  يعني بالضرورة انتماء كافة هذه الفئات الى شعب واحد.

بل إن فيلم “ذا انسايدر” الذي أنتج عام ١٩٩٩ وأخرجه مايكل مان ولعب بطولته آل باتشينو يتضمن مشهدا عجيباً٫ فالمذيع الأمريكي يجري حواراً في جنوب لبنان مع احد مسؤولي   حزب الله  لكن الحارس الشخصي يصيح معترضاً باللهجة المصرية في حين يتدخل المترجم لتهدئة الحارس وهو يتحدث الفارسية !!

كما تعتبر أفلام هوليوود أن كافة العرب قد أثروا – بالضرورة – من الطفرة النفطية التي شهدتها سنوات السبعينات متجاهلة أن الكثير من الدول لا تمتلك ثروة نفطية على الإطلاق وبالتالي تقدم هذه الأفلام العربي باعتباره ثرياً فاحشاً وهو لكونه محدث نعمه يتصرف ببذخ بالغ فينفق أمواله في ملاهي لاس فيغاس أو في شراء السيارات الفاخرة أو غير ذلك من الكماليات.

ويختزل فيلم “نيتورك” عام ١٩٧٦ العرب في صورة “أثرياء النفط” ويختصرهم في صوره الدكتور زكي اليماني وزير النفط السعودي السابق وأحد أبرز مسؤولي منظمة أوبك ويدين محاولة هؤلاء “العرب” – دون أن يحدد جنسيتهم-  شراء مؤسسة اعلامية امريكية ضخمة.

تاريخ من السخرية

إلا أن هذه الصورة المشوهة ليست قاصرة على العرب٫ بل إن لهوليوود تاريخاً طويلاً من السخرية من كل مَنْ هو ليس أبيض حيث ظل الهندي الأحمر لسنوات قاطع طريق وحشيا يهاجم البيض الآمنين ويلقى مصرعه على يد بطل من رعاة البقر كالممثل الشهير جون واين.

والأمر ذاته ينطبق على صورة كل من السود الأمريكيين الذي قُدموا كعبيد بلهاء لا بد لهم من سيد أبيض يوجههم والآسيويين الذي قُدموا – خاصة في فترة الحرب العالمية الثانية – بوصفهم أقل من بشر.

ويتساءل شاهين من خلال كل من الكتاب والفيلم التسجيلي : كانت السينما الأمريكية تقدم عدة شخصيات من قبل بصورة نمطية مثل الهنود الحمر واليهود والآسيوين والسود، والآن تراجعت عن ذلك وبدأت تقدمهم بشكل إيجابي فلماذا تبقى شخصية العربي وحدها المشوهة؟

ويختم شاهين كلامه في  الفيلم بقوله: إن أفضل ما يمكن للسينما في هوليوود أن تقدمه للعرب هو أن تتعامل معهم كبشر عاديين لا أكثر ولا أقل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock