رؤى

مذكرة سرية تكشف تفاصيل مذهلة عن الضربات التي يتعرض لها الكوماندوز الأمريكي من الإرهابيين في أفريقيا (1 – 2)

حصلت قناة “فايس وورلد نيوز” على خطط، كانت سرية في السابق،  تكشف، إلى جانب تقرير صدر مؤخرا عن البنتاجون، بالتفصيل عن إخفاقات “الكوماندوز” الأمريكي في مهمته  في أفريقيا على مدار العامين الماضيين.

فعلى مدى الجزء الأكبر من عقدين من الزمن، خاضت قوات “الكوماندوز” الأمريكية “ما يشبه الحروب” في أنحاء مختلفة من القارة الأفريقية. فمن تونس إلى الصومال، شاركت عناصر أمريكية في القتال في الوقت الذي كانت تعمل فيه مع شركاء محليين ضد عدد كبير من الجماعات الإرهابية المعروفة عسكريا باسم المنظمات المتطرفة العنيفة (VEOs).

فشل ذريع

وتعد “”قيادة العمليات الخاصة في أفريقيا” مسؤولة عن مكافحة التهديدات التي تفرضها المنظمات المتطرفة العنيفة في أفريقيا”، وفقا لخطط كانت سرية في السابق حصلت عليها قناة “فايس وورلد نيوز”. وتفصل هذه “الوثيقة التأسيسية”، التي تحدد أنشطة حملة “سوكافريكا” على مدى الأعوام من 2019 إلى 2023، والتي لم يكن مقررا رفع السرية عنها حتى مايو 2043، كيف تنوي القيادة “تحقيق مهمتها المتمثلة في إضعاف المنظمات المتطرفة العنيفة، وتعطيلها، ورصدها على مدى السنوات الخمس القادمة.

لكن في منتصف الحملة، يواجه “الكوماندوز” الأمريكيون فشلا ذريعا، وفقًا لتقرير حديث للبنتاجون. و يرسم هذا التحليل، الذي أعده “المركز الأفريقي للدراسات الاستراتيجية”، وهو مؤسسة أبحاث بوزارة الدفاع، صورة مقلقة للوضع الأمني في القارة، حيث يُظهر ارتفاعا بنسبة 43 في المائة في النشاط الإسلاموي المتشدد، وزيادات حادة في العنف في عام 2020 كجزء من ارتفاع مستمر ومتواصل خلال العقد الماضي.

وبينما رفض متحدث باسم “سوكافريكا” الرد على الطلبات المتكررة للتعليق من قبل “فايس وورلد نيوز” حول التقدم الأمريكي فيما يتعلق بالخطط، تحدث الجنرال، كريستوفر كافولي، القائد العام للجيش الأمريكي في أوروبا وأفريقيا، إلى “فايس وورلد نيوز” حول “مستوى العنف المطرد، ونشاطات المنظمات المتطرفة”. وأيد نائبه، أندرو روهلينج، هذا التقييم. في الوقت نفسه، رسم مسؤول دفاعي أمريكي ثالث، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، صورة قاتمة للوضع الأمني في القارة، ما عزز نتائج تقرير البنتاجون.

من جانبهم، شكك الخبراء أيضا في الفرضية الأساسية لجهود مكافحة الإرهاب الأمريكية في القارة، حيث قال البعض لـ “فايس وورلد نيوز” إن الأموال المخصصة لقوات الكوماندوز الأمريكية في أفريقيا سيكون من الأفضل إنفاقها على المساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية في البلدان التي يتزايد فيها العنف المتطرف.

وتشير الزيادة في التطرف الإرهابي العنيف في القارة، الافريقية والتي تبلغ نسبتها وفقا للتقرير 43 في المائة، إلى فشل قيادة العمليات الخاصة في أفريقيا في إحراز أي تقدم على مستوى إضعاف الجماعات الإرهابية وتعطيلها”.

كما أخبرت تيمي إبيروغبا، وهي باحثة مشاركة في “برنامج أفريقيا” التابع لـ “المركز الدولي للسياسة”، قناة “فايس وورلد نيوز” بأن حقيقة أن عنف الجماعات الإسلامية المتشددة زاد خلال ذروة جائحة كوفيد – 19، عندما كان من المفترض أن تؤدي المصاعب الاقتصادية وإغلاق الحدود إلى تقييد  تلك الجماعات ، “يُظهر أن “سوكافريكا” لم تُفعل قدرات مكافحة الإرهاب الخاصة بها لتعكس الديناميكيات المتغيرة في العالم في عام 2020″.

وتشير خطط “سوكافريكا”، التي تتسم في الأصل بالسرية، وحصلت عليها قناة “فايس وورلد نيوز” بموجب قانون “حرية المعلومات”، إلى “مجموعة مذهلة” من الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء القارة الأفريقية.

وتشمل هذه الجماعات أفرع تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا والجزائر ونيجيريا وأنصار التنظيم المتمركزين في تونس والمغرب والصومال وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب أفريقيا ودول الساحل الأفريقي، وكذلك تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحركة الشباب في شرق أفريقيا.

وتؤكد الوثائق أن “سوكافريكا” “تعطل وتضعف [القاعدة]، والمنظمات المتطرفة العنيفة المنتسبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية في شرق أفريقيا، وحوض بحيرة تشاد، ومنطقة الساحل الأفريقي، والمغرب العربي، بمساعدة شركاء أفارقة وغربيين، وذلك “بهدف شل حركة الجماعات الإرهابية، ومنعها من توسيع نطاق وصولها، والسماح للشركاء المحليين بهزيمتهم”.

في المقابل، كشف تقرير مركز أفريقيا، الصادر في يناير، فشل محاولات عرقلة وإنهاك الجماعات الإرهابية على مدى العامين الماضي، بل وأكد أن المقاييس، في واقع الأمر، تسير في الاتجاه المعاكس. ووفقًا لتحليل البنتاجون، “كانت هناك زيادة بنسبة 43 في المائة في عنف الجماعات الإسلامية المتشددة في أفريقيا في عام 2020”.

وبالمثل، كشف التقرير أن عدد القتلى المرتبطين بهذه الجماعات المسلحة قد ارتفع أيضا بمقدار الثلث مقارنة بالعام السابق، كما شهدت المناطق ذات الأهمية لـ “سوكافريكا”، مثل الصومال ومنطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد، زيادات حادة في العنف في القارة في العام الماضي.

وقد ردد كبار الضباط العسكريين هذه المخاوف أيضا. في هذا السياق، قال روهلينج لـ “فايس وورلد نيوز”: “لا تزال المنظمات المتطرفة العنيفة مثل حركة الشباب وبوكو حرام وغيرها تشكل تهديدا سافرا. إنهم عدو وحشي ونافذ”. وبالمثل ، وصف كافولي الجماعات المتطرفة بأنها “مصدر قلق مستمر” يهدد استقرار بعض شركاء الولايات المتحدة.

إحدى التفجيرات التي قام بها بوكو حرام في نيجيريا
إحدى التفجيرات التي قام بها بوكو حرام في نيجيريا

وكانت استنتاجات مركز أفريقيا أكثر إثارة للقلق. فقد خلص  التقرير إلى أن “تصاعد العنف الإسلامي المتشدد يظهر النمو المطرد في قدرات الجماعات المتطرفة في كل من البقاع الساخنة المعنية على مدى السنوات العديدة الماضية”. وأضاف: “منحنى مستويات عنف المتشددين الإسلاميين في أفريقيا يواصل ارتفاعه بدرجة مخيفة”.

وفي الصومال، بشكل خاص يبدو الوضع أكثر مأساوية، حيث تواصل قوات الكوماندوز الأمريكية قتالها ضد الإرهابيين فيما يعد أطول حرب تخوضها قوات أمريكية في القارة السمراء.

ففي عام 2002، تم إرسال قوات العمليات الخاصة الأمريكية إلى الدولة الواقعة في القرن الأفريقي ، ومنذ عام 2011، تم تنفيذ ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار، التي يقودها الآن فريق العمل 111، التابع للبحرية الأمريكية.

وعلى الرغم من العمليات البرية التي قام بها أمريكيون، إلى جانب الشركاء الصوماليين، بالإضافة إلى أكثر من 200 غارة جوية منذ عام 2017، وصف مسؤول الدفاع، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، حركة الشباب بأنها “أكبر شبكة تابعة لتنظيم القاعدة والأكثر نشاطًا وحركية في العالم”.

 وقد وثق “مركز أفريقيا” “زيادة بنسبة 33 في المائة في أنشطة العنف التي شاركت فيها حركة الشباب خلال العام الماضي”، و”زيادة بنسبة 47 في المائة في المعارك بين عناصر الشباب وقوات الأمن في عام 2020”.

———————–

*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا

أحمد بركات

باحث و مترجم مصرى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock