ينظر مورينيو بحزن الي نتيجة اللقاء ووضع فريقه ويتسائل [السبيشال وان] هل يعقل ان تكون افكاري وطريقتي التكتيكية التي اجتاحت اوروبا نجاحاً مع بورتو ،و تشيلسي ، والريال ،وانترميلان قد عفي عليها الزمن وانتهي تأثيرها.
طريقة مورينيو التي تتميز باحكام قبضته الدفاعية والتحصين الجيد مع اختيار لاعبين يمتازون بالقدرات البدنية العالية القادرين فقط علي تنفيذ افكاره في اللعب علي الهجمة المرتدة بامتياز. كانت هي البصمة السائدة له مع كل الفرق التي تولي تدريبها في اوروبا واثبتت التجارب نجاح افكاره مع اختلاف الفرق والدوريات والادارات واللاعبين.
اشهر نجاح لطريقة مورينيو كانت مع انترميلان الذي حقق معه المستحيل والفوز بالثلاثية التاريخية والوحيدة في ايطاليا، عندما كان يستخدم ايتو احد اخطر مهاجمي العالم كجناح لتكوين مثلث هجومي مؤثر رفقة بانديف وميليتو.
كل هذه الافكار الان يلام عليها مورينيو ويري المحللون انها تسببت في الوضع الحالي لفريقه توتنهام الذي يحل سابعاً في جدول الدوري ويواجه خطر عدم التأهل لدوري ابطال اوروبا.
الطريقة التي بدا بها مورينيو الموسم باعطاء هاري كين مهاجم وقائد توتنهام احد افضل مهاجمي العالم ادوارا دفاعية والتمركز علي بعد ٥٠ متر عن المرمي ليكون محطة صنع لعب وتشكيل ثلاثي عند الهجمة المرتدة مع الكوري الجنوبي سون ولوكاس ا وبيرجوين او جاريث بيل بعد استقدامه،نجحت لبعض الوقت بل واعطته صدارة مؤقتة للدوري الانجليزي في بعض الاسابيع.
اليوم وقبل سبع جولات من نهاية سباق الدوري كان هناك تحديا مباشرا لهذه الافكار من غريمه اي من الرجل الذي
استلم مهام مورينيو نفسه في يونايتد عقب اقالته وهو النرويجي اولي سولشاير.
اذ بدا وكان الفريقين الخطة التي يلعب بنفس الخطة . ولكن يستفيد سولشاير من خصائص اللاعبين في يونايتد امثال بوجبا الذي يجيد الدفاع والهجوم كلاعب وسط.
علي الناحية الاخري يخسر مورينيو ادوارا دفاعية للوكاس مورا لانه لا يرتد كونه صانع لعب كلاسيكي.
يحسب لمورينيو الاستحواذ في الشوط الاول والصبر يحسب له و للاعبي لتوتنهام بسحب فريق يونايتد لمناطقهم. ايضاً يحسب للاعبين عدم التمرد التكتيكي الي ان جاءت الفرصة وسجل توتنهام بثلاث لمسات هاري كين-لوكاس-سون
وهو هدف يجسد افكار وتكتيك مورينيو لهذا اللقاء.
بلغ التوتر وحدة اللقاء ذروته حين حدث حوار جانبي علي خط التماس بين سولشاير وهويبيرج لاعب توتنهام الذي اتهمه سولشاير بتضييع الوقت
ليرد اللاعب بالاشارة الي قدمه وإصابته.
الآن يرد يونايتد ايضا بهدف يجسد افكاره.
علي الناحية الاخري حين يتحرر بوجبا فقط،تجد خطورة يونايتد من نقل الكرة علي الارض
وعندما يتواجد رباعي الوسط عند منطقة جزاء توتنهام لابد وان يسجل اليونايتد تناقل للكرة من ثلاثي الوسط فريد وبومبا وبرونو تنتهي بتسجيل فريد بعد متابعة كرة كافاني من الحارس لوريس. مورينيو مازال يحاول؛ دم جديد في وسط الملعب سيسوكو بدلا من لو سيلسو. يقابل ذلك التحرر للاعبي يونايتد نري برونو في الثلث الاخير من الملعب عكس الشوط الاول، ومعها تأتي تسديداته المتقنة و ينقذ لوريس توتنهام.
اخرج سولشاير الحاضر الغائب راشفورد ولم يغامر وادخل غرينوود “نفس المركز”. تغيير بنفس المركز لتنشيط الهجوم. يرد مورينيو بادخال لاميلا لاعب وسط مهاري بنزعة هجومية في الدقيقة ٧٨.
هنا تظهر فوارق اللاعبين في كلا الفريقين يونايتد يمتلك كافاني الذي استطاع ان يسرق خط ظهر توتنهام بالكامل وسجل بالرأس من عرضية غرينوود الذي راهن عليه سولشاير لقلب النتيجة . تظهر بصمة سولشاير وتفوقه الواضح علي افكار مورينيو لان البرتغالي جعل فريقه دائماً رد فعل، في حين اخذ سولشاير و لاعبيه المبادرة وتفوقوا في الشوط الثاني وتخلوا عن التزامهم الدفاعي ووضح ذلك من خلال تحرير سولشاير للاعبي الوسط.
اخرج مورينو مورا وادخل جاريث بيل الذي لم ينصف مدربه رغم انه لاعب من طراز عالمي.
غاب الحظ والتعادل ضاع من توتنهام في الدقيقة ٨٤ حين ارتدت راسية كافاني بالخطا في العارضة.
يحسب للاعبي يونايتد ومدربهم اظهار شخصية الفريق. وظهر ذلك من خلال اصرارهم ان تكون الكلمة الاخيرة في اللقاء لهم ليس فقط بالنتيجة ولكن بابقاء الكرة بحوزتهم في الدقائق الاخيرة وحرمان توتنهام من الكرة وبالتالي منعهم من التعويض والعودة للمباراة.ظهر اليأس علي لاعبي توتنهام ولجأوا الي الكرات الطويلة
التي كانت تجد دائماً هاري كاين وسط اربعة مدافعين.
لابد ان نعطي سولشاير حقه في قيادة فريقه للفوز بامتياز ولكن عنوان اللقاء لابد ان تكون ان “الفرديات حسمت اللقاء”. غرينوود يكافئ مدربه سولشاير ويطلق رصاصة[ الرحمة] علي اللقاء باحرازه الثالث بمجهود فردي واضح. ندخل في رحلة قصيرة داخل عقل مورينيو ونراه ينظر الي دكة بدلائه بحثا عن لاعب حاسم بحجم الشاب جرينوود ولكن لا يجد من يحدث الفارق، رغم ان الفريق مدجج باسماء كبيرة.
الحكم يعلن نهاية اللقاء بفوز يونايتد بثلاثية وبهزيمة لافكار مورينيو الذي مازال يبحث عن مجد جديد بنفس اسلوبه وافكاره التي لم تؤتي ثمارها حتي الان مع توتنهام.
فهل انتهت مدرسة مورينيو وافكاره التدريبية وهل سنشهد مدارس تدريبية جديدة وكرة عنصرها الاساسي المغامرة لا يوجد مكان لها لتحفظ البرتغالي المعهود.