ابتعد فريق ليفربول عن الأضواء والمساحات العريضة مِن التغطية الصحفية والتليفزيونية من أكبر الصحف والمحطات الرياضية بعد أن كان دائماً صانع الحدث في إنجلترا وأوروبا في الأعوام الماضية خاصة آخر عامين.
صنع يورجن كلوب المستحيل وحصد ثمار مازرعه منذ أن قاد قلعة الانفيلد في عام ٢٠١٦، أولاً بالتتويج بدوري أبطال أوروبا بعد ١٦عاماً، واستعادة هوية فريق كبير كان لا يعرف طعم الفوز، ثم ثانيا بالفوز بالدوري الإنجليزي بعد غيابه عن أجيال وأجيال من لاعبي العالم وجاء هذا الرجل ليفوز بالبطولة الأغلى بعد ٣٠ عاماً من الانتظار.
إذن عملت كتيبة كلوب المعجزة وكتبت التاريخ كبطل أوروبا عام ٢٠١٩ بهدفي الفرعون الأسطوري للفريق محمد صلاح واوريجي، والفوز بالدوري الإنجليزي عام ٢٠٢٠.
ولكن ماذا حدث؟
بعد كل هذه الإنجازات استفاق جمهور ليفربول على موسم صفري، خروج من كأس الاتحاد للعام السادس على التوالي ولكن هذه المرة مبكرا جدا من الدور ال٣٢، خروج من كأس الدرع الخيرية، ثم الخروج من دوري الأبطال أمام ريال مدريد في دور ربع النهائي.
وفي الدوري لم تكن الكارثة هذا الموسم أقل اذ تراجع حامل اللقب إلى المركز السابع في الدوري بفارق نقطتين عن الرابع تشيلسي مع بقاء فقط ٦ جولات على النهاية.
نحن إذن أمام موسم صفري خائب على جميع المستويات بالنسبة لفريق قوي وكبير اعتلى أعلى منصات الفوز في الأعوام الماضية.
هل هذا معناه أن دور ومشروع كلوب الذي بناه طوال ٦ أعوام قد انتهى وحان وقت رحيله؟
يرد قائد ليفربول ونجم المنتخب الانجليزي جايمي كاراغار بحسم وقوة في تصريحاته عبر قناة سكاي سبورت: اذا رحل هذا الرجل “كلوب” أو حدث اختلاف بينه وبين أحد مالكي النادي فان جماهير ليفربول ستقوم بخلع هؤلاء الملاك “جون هنري” ومجموعة فينواي سبورتس الامريكية، بل وسيحطمون ملعب الانفيلد ، في غضون أيام.
هذا الرجل هو الرجل الأقوى في المنظومة وهو الاقوي في ليفربول. ويجب ألا يعتقد أحد أن جماهير ليفربول لا تريد كلوب بعد أن واجه موسماً واحدا سيئا يجب ان يستمر كلوب مديراً فنياً للفريق على الأقل للسنوات الثلاث المقبلة.”
إذن نحن أمام تأكيد أن هناك مشروعا، والمشروع أساسه يورجن كلوب. يبقى لك عزيزي القاريء أن تعلم أن قوام الفريق الحالي هو نفس القوام الذي كان بطلا لاوروبا٢٠١٩، وبطل الدوري العام الماضي.
جلب كلوب بعض الانتدابات في خط الظهر لتعويض غياب فان دايك قلب دفاع الفريق ( كابام اوزان-نثانيل فيليبس-تيسيميكاس) وفكر في استحضار قائد جديد بوسط الملعب فجاء تياجو الكنترا بطل أوروبا مع البايرن.
وجلب أيضا جوتا هداف اسبانيا والوولفز لتنشيط ثلاثي هجوم الفريق صلاح-ماني-فيرمينيو ويبقى قرار نجمنا المصري بنهاية هذا العام وهو في عمر ال٢٩ القرار الأهم في مشواره وهو موسم الحسم له سواء بالبقاء كأسطورة لهذا النادي او الرحيل لمغامرة جديدة خارج حدود انفيلد.
تستمر تدعيمات كلوب للموسم الجديد من هذه اللحظة إذ أعلن اليوم فابريزيو رومانو الصحفي الرياضي الشهير عن توصل ليفربول لاتفاق مع المدافع الدولي الفرنسي “ابراهيما كوناتيه” لتدعيم الفريق قادما من لايبزيج الالماني. صفقة قوية جديدة لصفوف الريدز مع موهبة كبيرة ولاعب دولي مطمع لكثير من الأندية، نجح كلوب في الظفر بخدماته.
مما يدعم استمرار يورجن كلوب رغم تراجع نتائج الفريق وأدائه المخيب للآمال هو غضب جماهير ليفربول على ملاك النادي بعد مقترح السوبر الاوروبي اذ شعرت الجماهير بالحاجز الكبير بينها وبين من يديرون اللعبة والمال ويملكون الاندية. فانتفاضة الجماهير الإنجليزية ومنها جماهير “ليفربول” ضد المشاركة في دوري السوبر الأوروبي كانت خطوة لمنع اختطاف اللعبة وتحويلها إلى سلعة تسويقية، وفي حالة ليفربول كشفت البعد الواضح بين توجه ملاك ليفربول الأمريكان، وجماهير الريدز الوفية.
من هذا المنطلق لن يغامر إداريو وملاك هذا النادي العريق بغضب هذه الجماهير الكبيرة للمرة الثانية في الموسم والدخول في صدام آخر معهم بمجرد تلميحهم لرحيل مدربهم يورجن كلوب لعدم تحقيقه أي شيء هذا الموسم.
كل ما فعله كلوب الأعوام الماضية من بناء لفريق قوي أصبح مدججا بنجوم هم من الاغلى الآن في أوروبا، إضافة لانتدابات هذا العام و المدافع كوناتيه ليبدأ به الموسم الجديد .
يوكد ان مشروع كلوب/ليفربول لازال قائماً ويلقي دعماً غير مشروط من جماهير الريدز، وعليه: استطيع ان اوكد ان ادارة النادي الانجليزي وملاكه ستستمر في دعم يورجن كلوب (الرجل الاقوي في ليفربول) ومشروعه حتي وان خرج كلوب هذا الموسم للفريق بموسم خاوي الوفاض وهو ماتسير اليه الامور حتي هذه اللحظة!