رياضة

التعصب العنصري يمتد إلى كرة القدم

عرض وترجمة: أحمد بركات

يجب أن يتخلى اتحاد كرة القدم الأميركية عن ممارسة “وضع المعايير العرقية” في تقييم تعويضات اللاعبين السابقين الذين يعانون من إصابات دماغية. تقوم هذه المعايرة على فرضية مفادها أن “اللاعبين السود لديهم وظائف إدراكية أقل من نظراءهم البيض”، ما جعل من الصعب على السود إثبات أنهم يعانون من عجز بسبب الصدمات الدماغية التي تلقونها اثناء ممارستهم اللعبة، ومن ثم أهليتهم للحصول على تعويضات.

في هذا السياق، قام لاعبان سابقان، هما كيفين هنري وناجح دافنبورت، بمقاضاة اتحاد كرة القدم الأميركية، بعد أن حُرما من التعويضات التي كانا سيحصلان عليها لو كانوا من البيض.

وتمثل معاملة السود على أنهم أقل قدرة من الناحية الإدراكية تعصبا مباشرا يستند إلى تاريخ عنصري ممتد. وتكمن المفارقة في أن هذه المعايرة العرقية تم تصديرها على أنها “إجراء يهدف إلى مكافحة العنصرية”، وجزء من “برامج التمييز الإيجابي”.

ففي عام 1980، ضغطت وزارة العمل الأميركية على أصحاب الأعمال لتعديل درجات اختبارات الكفاءة “لتحسين أداء الأميركيين السود”، الذين غالبا ما كان أداؤهم “أسوأ من البيض”.

وهددت “لجنة تكافؤ فرص العمل” بمقاضاة الشركات التي لا تطبق هذا المعيار العرقي. كما أصبحت “التوافقات العرقية” تستخدم على نطاق واسع في التشخيص الطبي.

جاء فرض هذه المعايير العرقية مصحوبا بنوايا طيبة من أجل محاربة التمييز العرقي. كما عززت حقيقة أن ضغوط المحافظين هي ما دفع بالرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش إلى تجريم هذه الممارسة في عام 1991 جاذبيتها لدى الليبراليين.

لكن فكرة تقييم الأشخاص على أساس معايير متباينة تبعا للمجموعة العرقية التي ينتمون إليها تضرب بجذورها بالضرورة في أعماق آراء عنصرية عن الاختلافات بين المجموعات العرقية.

في هذا السياق قال دافنبورت: “عندما يستخدمون معايير مختلفة للأميركيين من أصول إفريقية عن تلك التي يستخدمونها مع الأشخاص الذين ينتمون إلى مجموعات عرقية أخرى، فإن هذا حرفيا هو تعريف العنصرية المنهجية”.

وينطبق هذا على المصانع والمكاتب تماما مثلما ينطبق على ملاعب كرة القدم، حيث يظل اختلاف المعايير وفقا للمجموعة العرقية ممارسة تعزز فكرة أن المجموعات العرقية والاختلافات العرقية تمثل كيانات راسخة.

ومن ثم، فإن فضيحة اتحاد كرة القدم الأميركية ستظل ناقوسا ينبه إلى حقيقة أن العنصرية لا يمكن مواجهتها بتطبيق أفكار قائمة بالأساس على التمييز العنصري.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كنعان مالك: صحافي، وكاتب ومحاضر أكاديمي بريطاني متخصص في علم الأعصاب وتاريخ العلم. له العديد من الكتب في فلسفة علم الأحياء والتعددية الثقافية، مثل كتاب “البحث عن البوصلة الأخلاقية: تاريخ عالمي للأخلاق” (2014)، و”التعددية الثقافية والسخط عليها: إعادة التفكير في التنوع بعد أحداث 11 سبتمبر” (2013)، وغيرها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي من هنا

أحمد بركات

باحث و مترجم مصرى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock