البندقية ذراعك الثالثة
ابنة عمك التي تستعين بها على الغرباء
وآخر إوزّة فوق سطوح أمكَ
ستكسر عنقها إكرامًا لك
حين تأخذ ثأرك
فيما تشيّعكَ إلى منفاك الطويل بملابس العرس،
أنقلب الأمس ضدك
تركت حياتك تتعفن أسفل ساعة الحائط
ولم تقل لي لِمَ لا تبتسم العقارب عند الثامنة والثلث؟
ذهبت الأسطر التي تفيض سعادة في بنك الحظ
قليلة هي الخطوات في حكايات الطفولة
إلى أن تهرب النوافذ والأبواب
من فكرة البيت،
البندقية كلمتكَ الخافتة في كراسة الرسم
نهر دمكَ المتململ
مكانك المألوف حين يبحثون عن خائف
والباحة الخلفية لدموعك
فيما يبدأ موسم القنص
وأصابعكَ متعبة ونظيفة،
للمسافات اسم مستعار
وفهرست محايد لجلب الندم،
أعطيتك غربتي، ظلي وحزنًا يلعق وسامتك
ولم تقل لي لِمَ تبتسم العقارب عند…
ولكل لدغاتها علامة مرور على جسدي،
البندقية سيرتك القصيرة
شجرة غيابك التي تنمو بلا جذر
ومجذافك الذي استراح من تهمة الغرق،
أصْغِ معي إلى أعماق السماء
ثمة طائر حزين
وحنجرة مثقوبة بدقة
ولا يشبع الهواء من الصراخ.
*****
رماد حيوانات قديمة
تخيل أنكَ بلا أجنحة فعلاً
تحمل رصيف انتظار بكامل قمامته على كتفيكَ
ومارة يجلبون عناوين بيوت ضائعة
يلصقونها على أنفكَ
كذئب منتشٍ تلعقُ رماد حيوات قديمة،
العواء عندها فرصة لا تتكرّر
لإزاحة أتربة ووهن علق بقلبكَ؛
فترة نقاهة تستثمر فيها مدّخرات عاطفتكَ
من كلمات رتيبة عن الحب والجنس
وحنين يفكك سيرتكَ كشرخ قديم في جدارٍ
يضمن للبيت ألفَته وطيبةَ ساكنيه؛
الجدران أصلًا حكايات تأكل نفسها
لتربح كلّ ليلة
نافذة رطبة على لسان جفّ وقلب تحجّر،
ستأتي بالحب من ندوب رحم أمك
وبالحنين من حشرجات عقارب الساعة،
ستأتي بالموت من الهواء
والضوء المنبعث من أثر الدبابيس في عينيك،
ستأتي بغريمك
مروضك
وسائق عزلتك؛
فَكِّرْ فقط كيف تسقط الرؤوس
حين تلازمها ذكرى مسمومة.
*****
لا أحد سأل التفاحة
اكتشفت أن ملايين النساء يشبهنني
كلنا التٌقٍطْنا من الصور شبه عرايا
في مزاد ما
وتبادلنا الدور أمام المرآة
وفي حضن الرجل نفسه،
كنا نعمل على الوضع الصامت في المطبخ والحقل والزرائب:
وحين رزقنا الله بطفل
أخفينا عنه حقيقةَ أننا نحب الفساتين الحمراء والقمصان النايلون
والسفرَ الخائفَ بين الشعيرات السوداء
ورجالًا يواظبون على قضم أظفارنا
يزورون أسِرَّتنا ليلًا
وهدفهم وقتها أن نصرخ فقط؛
الرجال يفضلون هذا النوع من الألم والشكوى،
في صورتي
امرأة تمشي بثبات إلى بكاء رضيع
يحبها الغبار، الأشباح، القطط، التفاح، الدراما وسلة الغسيل
يخيفها شريط المترو ورصيف الحيوات المستعملة
وأحيانا القناديل المنكمشة في الظلام،
وحيدة، عدوانية
ومتوحشة
كدلو أطراف مقطوفة
من شجرة معمرة
لا تؤثث سقفًا لخيباتك.
*****
أمشي جانب ظلي حذرة
تقول امرأة:
أنا وحيدة جدًّا
لم أعد أرى شيئا في المرآة،
يطمئنها عابر سبيل:
بل أنا الوحيد
حتى كوابيسي المعتادة لا تزورني في المنام،
تنهرهما عجوز:
مازلت أجمع ترابي من بين أحذية العيال
لم تترك لي السماء
موضعًا غير ملبّد بنظرات الأحباء،
وأقول إنني صنعت آباء كثر لأطفالي
أويت المجاذيب والأمراض تحت جلدي
وتسللت الكلاب بعظامي تحت عين أمي وأبي
ولم يبق من حياتي غير دمعة تهرب بحبيبي،
ويقول: لم تزل حكاياتك حزينة
قبلة إثر قبلة
أنا راض بميراثي من شفتيكِ،
نجمة إثر نجمة
تتساقط الليالي من عيني
ولم أستطع أن أجمعكِ في قصيدة
أو أخبركِ كيف تبتكر الوحدة
أقنعة مخيفة للظلال.
*****
تنهيدة تضيء قلبك
قُبلة
بحجم حبّة ندى
سقطت من المحبة
رأت كل شيء
كما ينبغي لقاتل ضائع في تفاصيل قميص مراهقة
وسمعت كل شيء
حتى تخبط أنفاس زهرة
أقنعتها أنها شرفة فاصلة بين قبرين،
لن تشتهي الشمس أبدًا
ولا تأكل الرحيق بنهم وألفة؛
غارقة في نعاسها كانت
تتحرّى دفء الضّوء
وتذوي فوق شفاه الفواعلية المتشققة،
قُبلة
رغم السيف والبنادق
نمت على عنقي
كخَدِر يجر مشيئتي إلى حيث يعوي القمر
بأنياب وردية
ويضيء ابتسامتي الخائفة،
وكما لو أنه مرض قديم
جاء حبيبي
يقبلني
أنا أعرف، تألمت ولا أنسى.