رؤى

العنتيل…ظاهرة اجتماعية ام سلوك مضطرب؟

برزت في مصر في العشر سنوات الأخيرة ظاهرة “العنتيل” والتي تعني الرجل متعدد العلاقات الجنسية والممارسات الغير مألوفة جنسياً وللأسف بعد البحث لم اجد دراسة تحاول تفسير تلك الظاهرة بشكل منهجي وأكاديمي وسنستعرض في هذا المقال بعض التحليلات المرتبطة بتلك الظاهرة.

أولأ: ظاهرة العنتيل هي ظاهرة عابرة للدين والطبقة الاجتماعية والانتماء السياسي والمستوى التعليمي بمعنى أخر ، وجدنا تلك الظاهرة بين السلفيين مثل “عنتيل طنطا” وبين المدربين الرياضيين مثل “عنتيل المحلة” وبين الريفيين مثل “عنتيل أوسيم” وبين اساتذة الجامعة مثل “عنتيل المنصورة” الذي كان يعمل استاذاً للمسالك البولية بكلية الطب جامعة المنصورة كما أن هناك “عنتيل بنها” مدير إدارة الأمن الجامعي الذي مارس الجنس مع العديد من الموظفات والعاملات والمدرسات الجامعيات والسؤال الذي يطرحه هذا المقال هو : ما السبب وراء تصاعد ظاهرة “العنتيل” وهل يتحمل  أي عنتيل الوزر وحدة أم أن النساء اللاتي ارتضين العلاقة معه  هن أيضاً مسؤولات عن “توسعه في العلاقات” ؟

والاجابة عن هذا السؤال تتطلب أن ننظر إلى القضية من اكثر من بعد ومستوى :

فعلى المستوى النفسي : يعد “العنتيل” نموذجاً لأصحاب اضطراب السلوك الجنسي القهري  Compulsive Sexual Disorder والذي يعني أن العنتيل / المريض يعاني من أفكار تسلطية تجعله يسلك سلوكاً أندفاعيا جنسيا يحقق له المتعة بغض النظر عن العواقب كما أن هذا السلوك (العنتلة) مرتبط بالنمو النفسي الجنسي للفرد الذي عادة ما يعاني من ارتباط شرطي بين أول تجربة جنسية استمتع بها وبين تحقيق تلك اللذة في تجاربه اللاحقة بمعني اخر أن كانت خبرات (الفرد ) الجنسية الأولية مرتبطة بمشاهدة أفلام البورنو فسيظل يحاول تحقيق تلك اللذة بكل السبل ( عن طريق التصوير ، تعدد العلاقات ، الابتزاز الجنسي ، إلخ ) كما يتميز العنتيل بشخصية سيكوباتية جذابة تمثل له بعدين : 1- الأول إدارة علاقاته بإقتدار 2- الثاني ميل النساء له لانهن يجدن فيه اجابة  وتحقيقا لاحتياجاتهن النفسية والجنسية.

وعلى المستوى السوسيولوجي: تعد ظاهرة العنتيل صدى لحركة المجتمع وتجاوبها مع ثورة البورنو ومشاركة الفيديوهات الأباحية فثقافة الجنس العرضي Casual Sex  والاشباع الفوري للرغبة والتحفيز المستمر للشهوة والبحث الدائم عن كل ما هو جديد في المتعة جعل من “السكس” سلعة أستهلاكية وجعلنا جميعاً مستهلكين لتلك السلعة فمرة بإسم  الحب ومرة بإسم الشهوة ومرة بإسم كسر الروتين اصبحنا جميعاً زبائن في متجر “البورنو”.

وعلى المستوى السياسي : يعتبر الجنس سلوكاً هروبياً من مشكلات الحياة فهو تعبير عن آلام الجماعة البشرية لكن في شكل سلوك انحرافي فالجنس هو المجال الذي لا تهتم به السلطة ولا تراقبه إلا في حالة وجود “غضب مجتمعي ” فالجنس هنا مثله مثل إدمان الكحوليات أو إدمان المخدرات حيلة هروبية من واقع مرير جعل معدلات السيكوباتية في المجتمع شائعة ومقبولة “فالعنتيل” يعبر عن غضبه لاشعوريا في ممارسة الجنس مع ضحايا والضحايا “السيدات” يعبرن عن غضبهن لاشعوريا من غياب اي دور لهن في المجتمع في صورة ممارسات جنسية يستمتعن بها سراً ويرفضونها علناً.

والخلاصة  أن العنتيل ليس هو الشيطان الرجيم بل كلنا مشاريع عناتيل محتملة وتبقى البيئة ومنظومة القيم الشخصية والسمات الفردية هي من تؤكد هذا السلوك أو تزيحه إلى نشاط آخر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock