رؤى

تحذير إيراني لحلفاء الولايات المتحدة: لا تساعدوا إسرائيل وإلا ستكونون “التالي”

ترجمة: أحمد بركات

هددت إسرائيلُ طهرانَ بتوجيه ضربة انتقامية عنيفة، بعدما تعرضت لهجوم إيراني بنحو 150 صاروخا باليستيا في وقت سابق من الشهر الجاري، وطالب مسئولون ومحللون إسرائيليون بشن ضربات مدمرة على المنشآت النووية والبنية التحتية النفطية الإيرانية ردا على الهجوم.

من جانبها حذرت طهران من أنه “في تلك الحالة” فإنها سترد بـ”ضربات مدمرة على البنية التحتية المدنية الإسرائيلية”، كما سيطال ردها “أي دولة عربية تُسهِّل الهجوم الإسرائيلي”، حسبما ذكر مسئولون لصحيفة وول ستريت جورنال”.

وقال المسئولون العرب للصحيفة الأمريكية إن قائمة الدول العربية التي طالها التهديد الإيراني تشمل “الأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر”، حيث تنتشر قوات أمريكية على أراضي هذه الدول.

وأخبرت هذه الدول إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أنها لا تريد استخدام بنيتها التحتية العسكرية أو مجالها الجوي من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل في أي عمليات هجومية تستهدف إيران، وفق ما ذكره المسئولون لـ “وول ستريت جورنال”.

بايدن
بايدن

وأضاف المسئولون أن التهديدات الإيرانية أثارت مخاوف الدول النفطية الخليجية من أن تتعرض منشآتها النفطية، التي يُنظر إليها منذ فترة طويلة باعتبارها تحت حماية المظلة الأمنية الأمريكية، لضربات إيرانية.

وحذر المسئولون من أن المنشآت والقوات الأميركية في المنطقة “قد تكون أيضا في دائرة الخطر في واحدة من أكثر المناطق في العالم التي تنتشر فيها القوات الأميركية”.

وأشارت الصحيفة إلى أن تفاقم الصراع في الشرق الأوسط “يؤدي إلى إرهاق التحالف بين الدول العربية وإسرائيل”، حيث تعارض جميعها الموقف العسكري الإيراني في المنطقة. وتمثل الولايات المتحدة “العمود الفقري لهذا التكتل”، على حد وصف الصحيفة الأميركية، وتحدوها الآمال في أن يصبح هذا التحالف في المستقبل “أشبه بناتو شرق أوسطي لمواجهة إيران إلى جانب الناتو الغربي الذي يواجه روسيا”.

واستبعدت “وول ستريت جورنال” احتمالية دعم الدول العربية، ضربة إسرائيلية مباشرة ضد إيران، حيث قال مسئولون في وزارة الدفاع الأمريكية للصحيفة، إن بعض الشركاء الإقليميين للولايات المتحدة أخبرو البنتاجون أنهم لا يريدون أن تحلق المقاتلات الإسرئيلية فوق أراضيها، أو أن تشن القوات الأمريكية عمليات هجومية من داخل مجالها الجوي.

وقالت الدول العربية إن القوات الأمريكية مسموح لها بإجراء عمليات دفاع ذاتي، حسبما ذكر المسئولون للصحيفة الأمريكية. وأضافوا أنه منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على فلسطين في العام الماضي، قامت الدول العربية مرارا وتكرارا بإضافة، أو حذف، قيود على العمليات الأمريكية، إلا أن هذه الدول كانت أكثر حزما مع تمدد رقعة الحرب لتشمل اشتباكات بين إسرائيل وإيران، بما فيها الهجمات الإسرائيلية على لبنان. وأشار المسئولون الأمريكيون إلى أنهم لا يعرفون حتى الآن توقيت الضربة الإسرائيلية على إيران أو ما قد تستهدفه.

وكان من المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لاستعراض خيارات الرد على الهجوم الإيراني؛ وفق ما ذكره مسئول إسرائيلي لـ “وول ستريت جورنال”. ومن المحتمل أن يكون لدى إسرائيل طرق أخرى لإرسال مقاتلاتها لمهاجمة إيران، بما في ذلك عبر المجال الجوي السوري حيث تتمتع قواتها الجوية بحرية الحركة، والمجال الجوي العراقي حيث لا تستطيع الدفاعات الجوية الصمود أمام تكنولوجيا التسلل الإسرائيلية.

ومع ذلك، فإن أي قيود على تحرك الجيش الأمريكي في المنطقة قد تفاقم صعوبة عمليات التأمين أو إعادة الإمداد بحاملات الطائرات، من بين أشياء أخرى، التي تعمل في البحر الأحمر.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، حذرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة علنا من أنه سيتم اعتبار “أي دولة تقدم المساعدة” لشن هجوم إسرائيلي “شريكا (لإسرئيل) وهدفا مشروعا”، دون الإدلاء بأية تفاصيل.

ويحاول الوسطاء العرب تهدئة التوترات، من خلال نقل الرسائل بين إسرائيل وإيران، عبر قناة خلفية فُتحت منذ أبريل الماضي، عندما ضربت إيران إسرائيل بثلاثمائة صاروخ. وكُثفت “الدبلوماسية الخفية” منذ أن قتلت إسرائيل الأمين لعام لحزب الله السيد “حسن نصر الله”، وشنت هجوما بريا على لبنان.

حسن نصر الله

وتؤكد رسائل التهديد المخاطر التي تواجهها الولايات المتحدة حال خرجت الضربات المتبادلة بين إسرئيل وإيران عن السيطرة. وقال المسئولون الأمريكيون لـ “وول ستريت جورنال” إنهم يعززون وجودهم العسكري في المنطقة، بما في ذلك من خلال زيادة عدد الطائرات الحربية التي  نشرت في الشرق الأوسط والإبقاء على حاملة الطائرات إبراهام لنكولن في المنطقة.

وخلال اجتماع طارئ عُقد الأسبوع الماضي في محاولة لتجنب أي هجوم من قبل طهران، وعدت الدول الخليجية، وبينها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، بعدم السماح باستخدام أراضيها أو مجالها الجوي في أي ضربات محتملة ضد إيران.

وقال مسئولون في بعض الحكومات العربية لـ “وول ستريت جورنال” إن بعض الدول العربية تخشى من أن يؤدي اتساع نطاق الحرب إلى خنق الصادرات النفطية التي تمر عبر مضيق هرمز، ما قد يدفع بأسعار النفط إلى مستويات أعلى.

ولفتت الصحيفة إلى تفاقم حدة الخطاب العام بين إسرائيل وإيران في إطار التهديدات المباشرة التي يطلقها الطرفان ومواصلة مسئولين من كلا البلدين استهداف البنية التحتية غير العسكرية على الطاولة. كما تفاقمت نبرة الرسائل الخاصة مقارنة بما كانت عليه في أبريل الماضي.

 

 

أحمد بركات

باحث و مترجم مصرى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock