مازالت معاناة فريق الكرة بالنادي الأهلي مستمرة، مع حالة التذبذب التي دخل فيها الفريق منذ بداية الموسم الكروي، عوامل عديدة ساهمت في دخول الفريق هذا النفق المظلم، ضمن هذه العوامل كثرة إصابات اللاعبين التي تسببت في غيابات مؤثرة، العامل الثاني -وربما يكون الأهم- هو تفريط الأهلي في عدد من لاعبيه الأساسيين على رأسهم: محمد عبد المنعم، وإليو ديانج وأحمد عبد القادر، دون أن يوجد لهم البديل، إذ جاءت صفقات الأهلي غير مؤثرة؛ فلم يستطع الأهلي سوى استقدام الثنائي المغربي يحيى عطية الله، وأشرف داري، وهما حاليا مصابان.. ومع اقتراب عودة علي معلول، تنازل له رضا سليم (المغربي) عن مكانه في القائمة الإفريقية؛ نظرا لأن علاج الأخير من الإصابة سيطول، وتنتظر الجماهير استقدام مهاجم ذي ثقل، بعد رحيل بيرسي تاو إلى نادي قطر.
في مباراة الليلة أمام أورلاندو بيرتس الجنوب إفريقي في نهاية مباريات المجموعة الثالثة، بدأ الفريق المنافس المباراة متصدرا المجموعة بـ 11 نقطة جمعها من الفوز على استاد إبيدجان ذهابا وإيابا والفوز على شباب بلوزداد الأسبوع الماضي وتعادلين أمام بلوزداد في الجزائر والأهلي في جنوب أفريقيا.
ودخل الأهلي المباراة في مركز الوصافة برصيد عشر نقاط، جمعها بالفوز على استاد أبيدجان ذهابا وإيابا وبلوزداد بالقاهرة- خسر منه في لقاء الإياب بهدف- وتعادل مع أورلاندو بملعب الأخير.
بدأ كولر المباراة بشوبير في حراسة المرمى؛ مضطرا بعد تراجع مستوى الشناوي على نحوٍ لا يمكن التغاضي عنه، ما جعله يقبل بالجلوس احتياطيا للحارس الشاب، في الدفاع تجاور في الوسط ربيعة وياسر إبراهيم وفي الطرفين لعب خالد عبد الفتاح، و كوكا. في الوسط شارك مروان عطية وكريم وليد أمامهما أفشة وإمام عاشور وعمر الساعي.. وفي الهجوم لعب وسام أبو علي وحيدا في مركز رأس الحربة.
تشكيلة وإن كانت قائمة الغيابات قد فرضتها؛ إلا أنها لا تخلو من غرائب وعجائب كولر، خصوصا بالنسبة لخلوها من كريم الدبيس المتألق في المباراة السابقة، ومحمد هاني العائد بقوة، وحسين الشحات أكثر اللاعبين تفاهما مع وسام، والذي بدونه يبدو وسام -هجوميا- معزولا تماما.
مع بداية المباراة بدا واضحا القراءة الجيدة للمدرب الإسباني خوسيه ريفيرو لطريقة أداء النادي الأهلي ومفاتيح لعبه؛ فأحسن تنظيم دفاعه، وحالفه الحظ وتباعد خطوط الأهلي، ورعونة لاعبيه- في الخروج بشباكه نظيفة في الشوط الأول بعد إهدار العديد من الفرص السهلة، عن طريق ياسر إبراهيم الذي ذهبت رأسيته بعيدا بعرض الملعب، وهو على بعد أقل من مترين من المرمى في الدقيقة 17، وشهدت الدقيقة 18 إنقاذ الحارس سيفو شين، مرماه من هدف مؤكد من كرة قوية لعبها خالد عبد الفتاح برأسه من الوضع طائرا، وأعادها عمر الساعي بقدمه من الوضع طائرا أيضا، قوية لكنها علت العارضة.
أفتقد الأهلي الإنهاء السليم للهجمات، في ظل عدم توفيق أفشة، وعدم مطاوعة الكرة لإمام عاشور الذي حاول كثيرا، وعدم قدرة وسام أبو علي الاستلام الجيد خارج المنطقة؛ ليصنع الفرص بنفسه في ظل انقطاع المدد معظم الوقت من لاعبي الوسط المهاجمين.. لينتهي الشوط الأول بنتيجة صفرية.
في الشوط الثاني بدا الفريق الجنوب إفريقي أكثر جدية من الناحية الهجومية، محاولا استغلال الاندفاع الهجومي للفريق الأحمر، وبطء الارتداد لديه نسبيا، وبعد أقل من عشر دقائق ينجح ريليبوهيلي موفوكينج في تسجيل الهدف الأول من خطأ بالغ السذاجة من قلبي الدفاع ربيعة وياسر إبراهيم، بعد أن مرت كرة عرضية من بينهما لتصل إلى مهاجم أورلاندو الذي وجد نفسه منفردا تماما في مواجهة شوبير؛ ليضع الكرة داخل المرمى على يمينه أثناء خروجه لملاقاته.
هدف يعيد إلى الذاكرة هدف بلوزداد الذي فاز به في مباراة الجزائر، وكان نتيجة خطأ مشترك من كوكا والشناوي.
شهدت العشر دقائق التي تلت الهدف كفاحا من لاعبي الأهلي لإدراك التعادل، وأهدر وسام فرصة سهلة من كرة عرضية أرضية وضعها في جسم الحارس، وظهر جليا حاجة الأهلي لإشراك الشحات والدبيس وهاني، ويستجيب كولر في الدقيقة الرابعة والستين فيشركهم بدلا من أفشة والساعي وخالد عبد الفتاح.. ولم يخيب الشحات والدبيس ظن كولر، بإدراك هدف التعادل في الدقيقة الثامنة والستين بعد انفراد الشحات بالحارس بكرة أرسلها متقنة كريم الدبيس؛ ليضع حسين الكرة لوب داخل المرمى ببراعة.
استمر لاعبو أورلاندو في أدائهم الخشن في حماية الطاقم التحكيمي الموريتاني، الذي تغاضى عن عدة أخطاء واضحة لصالح الأهلي، منها كرتين كان لابد من مراجعتهما لوجود احتمال احتساب ضربتي جزاء على مدافعي أورلاندو. سحب كولر مروان الحاصل على إنذار خشية طرده وإيقافه، وأشرك السولية. وتشهد الدقيقة الثالثة والثمانين هدف الفوز لأورلاندو من كرة عرضية داخل منطقة الجزاء- تباطأ في قطعها مدافعو الأهلي- حوّلها جون ماباسو برأسه قوية داخل الشباك، لم يستطع شوبير ردها لقرب ماباسو، حاول شوبير لكن محاولته لم يكتب لها التوفيق.
سعى الأهلي للتعادل بكل قوة، وحالت قرارات التحكيم العكسية دون ذلك حتى أحرز رامي ربيعة هدف التعادل من تسديدة قوية في الوقت المحتسب بدلا من الضائع، لكن الحكم ألغاء الهدف بغرابة بداعي التسلل بعد أن رفع الحكم المساعد رايته، لتنتهي المباراة بهزيمة “متعمدة” للأهلي، وإن كانت منعدمة الأثر؛ لأن الأهلي صعد في مركز الوصافة؛ ليلتقي في دور الثمانية مع أحد أوائل المجموعات الثلاثة الأخرى.
تدق هزيمة الأهلي أمام أورلاندو بيرتس عدة أجراس، على إدارة الأهلي أن تصغي لها، أولها أن البطولة الأفريقية هذا العام صعبة جدا وليست كبطولة العام الماضي التي كانت باعتراف الجميع بالغة الضعف، ثانيها ضرورة تدعيم الفريق في الميركاتو الشتوي بصفقات حقيقية في المراكز التي يحتاجها الفريق بشدة، ثالثها الحذر كل الحذر من التحكيم الإفريقي الذي لا تنتهي كوارثه بين انعدام كفاءة البعض وغياب ضمير البعض الآخر.