مختارات

كتاب طوفان الأقصى.. من غيّر قواعد اللعبة؟ عرض وتحليل

نقلا عن صفحة القاص والمثقف المصري أ. طارق فهمي حسين على موقع فيس بوك

هذا الكتاب الذي صدر والأحداث لا تزال جارية؛ بل وفي أقصى درجات السخونة – يُمثل رؤية استراتيچية عميقة وتحليلا موضوعيا، لمعركة طوفان الأقصى، وما ترتب عليها من حرب، هي الأطول والأعنف في تاريخ الصراع العربي الصهيوني.

يتصدى المؤلف الكاتب والإعلامي الكبير المعروف الأستاذ حسين عبد الغني، لهذه الحرب وخلفياتها وتداعياتها؛ متسلحا بتاريخ صحفي طويل وذخيرة معلوماتية؛ قلما تتوفر لصحفي آخر، وكذا رؤية استراتيچية عميقة، وأيضا موقف مبدئي وطني وقومي لا تشوبه أية ظلال، وهو يفصح بوضوح بأن: “هذا الكتاب ليس مُحايدا” لكنه، ورغم انحيازه المحمود هذا، لا يتخلى عن الموضوعية والواقعية في تحليل الأحداث ونتائجها القريبة والبعيدة والمحتملة أيضا، كما يعرض الكتاب للخلفية التاريخية للمواقف، خاصة لـ “وحدات النظام العربي” حسب وصفه المُدهش والمُوحي؛ والتي أدت للوصول للموقف الراهن، ويحذر من أن يعيد التاريخ نفسه، فيتكرر ما حدث بعد النصر العسكري في ١٩٧٣، من إهدار لنتائج النصر عبر السياسات المتخاذلة.

حسين عبد الغني
الكاتب والصحفي حسين عبد الغني

الكتاب يستعرض أيَضا مواقف ودوافع، وكوابح، القوى الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية من الصراع.

الكتاب، ومنذ السطور الأولى، شديد الوضوح والجسارة ويخلو تماما من “الطبطبة” علي هذا الطرف أو ذاك منطلقا -فيما أرى- من إحساس عالٍ بالمسئولية، تجاه قضية مصير تمس أمة بكاملها.

الكتاب شديد الأهمية سواء على مستوى التحليل السياسي والاستراتيچي، أو على مستوى التأريخ لمعركة فارقة في تاريخ صراع مصيري، وسوف يُمثّل في المستقبل وثيقة ومرجعا هاما يتصدى لأي سردية تزييفية متوقعة؛ تُحرّف الحقائق وتُهدر التضحيات وتطمس البطولات.. وتُبرئ ساحة الجناة كما سبق وحدث كثيرا في التاريخ؛ خاصةً تاريخنا العربي.

طوفان الأقصى

أخيرا، وكمثال بسيط لما حوته صفحات الكتاب من بلاغة ودقة في التشخيص، أعجبتني – حد الانبهار- عبارة تقول:

“يبدو أن السادات في السياسة والتاريخ العربي أصبح فكرة وليس رجلا، وهو بهذا المعنى لم يعد بالضرورة شخصا، ولكنه في حرب غّزة الجارية يجسّد الأداء المؤسف للنظام العربي الرسمي بما فيه السلطة الفلسطينية”.

كتاب جاد وهام جدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock